غزة: تهديدات الاحتلال تلاحق قاطني المناطق الحدودية وتنغص إجازة الأطفال الصيفية

السبت، 13 حزيران،
2015
حاول الطفل محمد أبو سلمي (13 عاماً) بين وقت وآخر استراق النظر من بعيد لاستطلاع
مكان دبابات الاحتلال شمال قرية أم النصر «القرية البدوية»، أمس، وقرر بعدها التقدم
باتجاه مساحة خالية، للهو برفقة عدد من زملائه بالكرة، لكن خوفهم الشديد من قوات الاحتلال
المتمركزة في مكان قريب منعتهم من ذلك.
وتقدم «محمد» برفقة مجموعة أخرى من الأطفال والصبية، في أرض خالية لأخذ مساحة
كافية، تمكنهم من اللهو بالكرة، لكن تنبيهات بعض المارة من البالغين منعتهم من الاستمرار.
ويجد الأطفال من «القرية البدوية» لا سيما المقيمون في أطرافها الشمالية والغربية،
ضالتهم في اللهو في أماكن خالية سواء بالكرة أو بالطائرات الورقية، أو حتى بالتجول
لتمضية الوقت، والتسلية مع بدء الإجازة الصيفية، مبتعدين عما تشكله أحواض الصرف الصحي
الواقعة عند الطرف الجنوبي لقريتهم، من مخاطر وتلوث بيئي.
لكن هؤلاء الأطفال يصطدمون بعراقيل تقيد حريتهم في التجول في هذه المناطق، في
حين يواجهون مصاعب في الانتساب لمخيمات صيفية أو المشاركة في أنشطة ترفيهية، بسبب بُعد
أماكن سكناهم عن أماكن تنظيم هذه الفعاليات.
قال الطفل «محمد»: إن ثلاثة أسابيع مضت من إجازته الصيفية، لكن قلة وسائل الترفيه
وصعوبة المشاركة فيها، تجبره على الخروج إلى الشارع والبحث عن ساحات خالية للهو.
وأضاف لـ»الأيام»: «هذه الأماكن تحمل مخاطر كبيرة بسبب قربها من الاستهداف بإطلاق
النار.
وقال: إنه اعتاد اللهو في مثل هذه المناطق، لكن وقوع بعض حوادث إطلاق النار،
خلال الأسابيع القليلة الماضية، فرضت حالة الخوف، لا سيما أن جميع السكان يلاحظون تحركات
لآليات الاحتلال عند الجدار الأسمنتي الفاصل.
وأوضح، أنه حرص برفقة عدد آخر من الأطفال والصبية، على الابتعاد قدر الإمكان
عن الجدار، لكن إطلاق النار قد يصل إليهم في حالة ما قام جنود الاحتلال بفتح نيران
أسلحتهم بشكل عشوائي.
ويتوقع هؤلاء الأطفال بأن تلاحقهم النيران الإسرائيلية في مكان لهوهم وتسليتهم
قبالة منازلهم، وغالباً ما تتحقق توقعاتهم، وأحيانا تسفر عن إصابتهم.
مخاطر
قال المواطن إبراهيم (41عاماً) أحد أقرباء الطفل «محمد» الذي يسكن في منزل يقع
في الجزء الشمالي للقرية البدوية: «تتعرض حياة المدنيين في تلك المنطقة للخطر، إذا
ما فتحت قوات الاحتلال نيرانها».
وأضاف: إنه في حال لاحظ الاحتلال اقتراب الصبية، ووجود أشخاص في المنطقة التي
تفصل القرية عن الجدار، فإن المنطقة لا تُعد آمنة، وسيتعرض السكان لإطلاق أعيرة نارية
قد تصل لمنازلهم.
وغالباً ما تنشط حركة الصبية في تلك المنطقة الممتدة لنحو 800 ما بين الجدار
الفاصل، ومنازل السكان في القرية، خصوصاً قي ساعات ما بعد العصر وقبل حلول الظلام،
لتقضية أوقات مسلية.
وأضاف أبو سلمى: «تنال الاعتداءات من سلامة سكان القرية البدوية، وهي تضم أكبر
كثافة سكانية قريبة من خط التماس مع الاحتلال، وتحرم الأطفال من التسلية واللهو كما
تحرم عدداً قليلاً من جامعي الأحطاب ورعاة الأغنام من الاستفادة من الحشائش وبعض الأغصان
اليابسة».
وبدت المنطقة خالية من السكان الذين يحاولون عدم اجتياز الطريق الرئيسة المارة
بجوار منازلهم، ويخيم الهدوء المشوب بالحذر على المكان، ويشعر هؤلاء السكان بالبؤس
الشديد.
المصدر: الأيام