غزة تودع القيادي الفتحاوي أبو علي شاهين

الأربعاء، 29 أيار، 2013
شيع آلاف الفلسطينيين أمس، في مدينة رفح جنوب قطاع
غزة، جثمان القيادي البارز في حركة فتح عبد العزيز شاهين، الملقب بـ"أبو علي شاهين"،
وهو الذي توفي أمس بعد صراع طويل مع المرض في مستشفى "الشفاء الطبي" في مدينة
غزة، عن عمر يناهز 80 عاماً.
وشارك في التشييع قيادات الفصائل الفلسطينية من
قوى وطنية وإسلامية، وشخصيات بارزة، ولم يغيب كوادر حركة فتح، حيث دخل القطاع أمس وفد
من الحركة لتقبل التعازي بوفاة القيادي، الذي قدم التضحيات للقضية الفلسطينية، خصوصاً
في مخيمات اللاجئين في لبنان.
وانطلق موكب التشييع من أمام منزل شاهين الكائن
في حي تل السلطان غرب مدينة رفح، ومن ثم توجه إلى "مسجد العودة" لأداء صلاة
الظهر والجنازة، متجهاً بعدها إلى مقبرة الشهداء في حي السلام شرق المحافظة لمواراته
في الثرى.
ومن جهته، قال القيادي في "فتح" إبراهيم
أبو النجا إن "رحيل شاهين يعتبر خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني الذي عرفه مناضلاً
مضحياً من أجل القضية الفلسطينية، ومقاوماً للمحتل الإسرائيلي الغاصب"، مضيفاً
أن "مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والتي شهدت بطولاته تحزن وتبكي عليه".
وكان شاهين قد توفي نتيجة تدهور وضعه الصحي منذ
نحو شهر جراء توقف جزئي في عمل الكبد. وغادر وقتها إلى مصر للعلاج، إلا أن حالته المتدهورة
قادته إلى غزة قبل يومين من وفاته.
وينحدر شاهين من أسرة لاجئة من قرية بشيت المحتلة
في العام 1948، واستشهد والده في معركة بشيت الشهيرة حيث عمل قائداً لإحدى مجموعات
المقاومة. وقتل الاحتلال الإسرائيلي خمسة من أعمامه إبان احتلال غزة في العامين
1956 و1967.
أمضى شاهين 15 عاماً في سجون الاحتلال (بين العامين
1967 و1982)، ولم يكل عن النضال خلال تلك السنوات، حيث عمل على تأسيس "حركة الشبيبة
الطلابية". وبعد الإفراج عنه، وضع تحت الإقامة الجبرية في منزله في رفح، قبل إبعاده
عن منزله ثم نفيه إلى لبنان في العام 1985، حيث تسلم في العام 1986 أمانة سر فتح في
لبنان. ثم أبعد إلى الأردن وتونس، وقاد مع الشهيد أبو جهاد (خليل الوزير) قيادة العمل
المسلح في "القطاع الغربي". وتسلم في العام 1993 مسؤولية قطاع غزة، إلا أن
عودته إلى بلاده تأخرت بعد اتفاقيات أوسلو، بسبب معارضته لها.
وانتخب شاهين عضواً في المجلس التشريعي في العام
1996، وأصبح وزيراً للتموين في شهر أيار من العام ذاته حتى العام 2003. وغادر قطاع
غزة بعد أحداث حزيران العام 2007 التي أنتجت الانقسام الفلسطيني، وسيطرة حماس على القطاع،
قبل أن يعود مجدداً مطلع العام الحالي.
المصدر: السفير