أوباما يشكر مرسي
ونتنياهو وتبادل للتهديد بين «حماس» و«إسرائيل»
غزة: هدنة أميركية
بضمانة مصرية

الخميس، 22
تشرين الثاني، 2012
على عجل حضرت وزيرة
الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى القاهرة أمس، من حيث أعلن بحضورها وقف إطلاق
النار بين "إسرائيل" والفلسطينيين بضمانة مصرية تؤكد انتقال حركة حماس من
القبضة الإيرانية إلى الحضن العربي، المصري خصوصاً، بعد تجديد اعلان رئيس المكتب السياسي
للحركة خالد مشعل في مؤتمر صحافي أمس، الخلاف مع طهران بسبب ما يحصل في سوريا.
وفي واشنطن، شكر
الرئيس الأميركي باراك أوباما، الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين
نتنياهو للجهود التي بذلت للتوصل إلى هدنة بين الطرفين، معلناً أن الهدف هو التوصل
الى سلام "دائم" في قطاع غزة.
وفي وقت أكد خالد
مشعل انتصار الفلسطينيين في هذه الحرب وفشل الاسرائيليين في تحقيق أهدافهم، هدد الناطق
باسم حماس سامي ابو زهري من مدينة غزة، بأن المقاومة الفلسطينية ستضرب تل ابيب اذا
نفذت "إسرائيل" اي هجوم على القطاع.
كذلك قال رئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي عقب إعلان القاهرة وقف إطلاق النار
ابتداء من الساعة التاسعة مساء أمس، إن "إسرائيل" قد تشن في المستقبل عملية
عسكرية شديدة ضد غزة.
فقد اعلنت مصر
أمس الاتفاق على وقف لاطلاق النار في غزة بعد اسبوع من المواجهات بين "إسرائيل"
وحركة حماس اوقعت نحو 160 قتيلاً في الجانب الفلسطيني واكثر من 1225 جريحاً، وخمسة
قتلى اسرائيليين.
ودخل اتفاق التهدئة
بين "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ الساعة التاسعة مساء بعد
نحو ساعة ونصف من اعلان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو التوصل الى وقف اطلاق
النار بين حركة حماس واسرائيل.
وأكد الوزير المصري
خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان جهود مصر من اجل التهدئة
اتاحت "الاتفاق على وقف لاطلاق النار يبدأ عند الساعة 21,00 بتوقيت القاهرة".
وقالت كلينتون
"ان الولايات المتحدة ترحب بالاتفاق اليوم (أمس) على وقف اطلاق النار. وفي الايام
القادمة ستعمل الولايات المتحدة مع شركائها في المنطقة على تدعيم هذا التقدم".
وأبرز نقاط التهدئة
التي بثتها الرئاسة المصرية:
1/أ - تقوم "إسرائيل"
بوقف كافة الأعمال العدائية العسكرية والإجراءات على قطاع غزة برا بحرا وجوا بما في
ذلك الاجتياحات وعمليات استهداف الاشخاص.
1/ب - تقوم الفصائل
الفلسطينية بوقف كافة العمليات من قطاع غزة باتجاه الجانب الاسرائيلي بما ذلك اطلاق
الصواريخ والهجمات على خط الحدود.
1/ج - فتح المعابر
وتسهيل حركة الاشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان او استهدافهم في المناطق الحدودية
ويتم التعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
2/ب - حصول مصر
على ضمانات من كل طرف بالالتزام بما تم الاتفاق عليه.
2/ج - التزام كل
طرف بعدم القيام بأي افعال من شأنها الخروج عن هذه التفاهمات، وفي حال وجود أي ملاحظات
يتم الرجوع لمصر باعتبارها راعية للتفاهم.
ومع دخول التهدئة
حيز التنفيذ، انطلقت مسيرات في قطاع غزة وسط اطلاق نار وتكبيرات المواطنين احتفالاً
بـ"انتصار المقاومة"، بحسب مراسلي "فرانس برس".
وقبل دقائق من
بدء التهدئة شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية سلسلة غارات عنيفة في قطاع غزة اسفرت
احداها عن مقتل فلسطيني في حي الشيخ رضوان وسط مدينة غزة واصابة ثلاثة اخرين وفقا لوزارة
الصحة في حكومة حماس المقالة.
وكان ما يزال يسمع
صوت الطائرات الاسرائيلية تحلق في سماء القطاع الذي كانت شوارعه مظلمة بسبب انقطاع
التيار الكهربائي عن اجزاء واسعة منه.
وعلى الاثر اعلن
خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من القاهرة ان "اسرائيل فشلت في تحقيق
اي من اهدافها"، ثم اضاف خلال مؤتمر صحافي في القاهرة "نعتبر ما فعلته غزة
انجازا لجميع الفلسطينيين، هذا مقدمة كبيرة لانهاء الحصار"، ثم قال ان "هذا
الاتفاق اليوم سنتابعه وانا اقول ان التزمت "إسرائيل" به نحن ملتزمون، واذا
لم تلتزم به ايدينا على الزناد وان عدتم عدنا".
وتوعد سامي ابو
زهري الناطق باسم حماس في كلمة القاها امام الصحافيين في مستشفى الشفاء بمدينة غزة
مساء ان "المقاومة" الفلسطينية ستضرب تل ابيب اذا نفذت "إسرائيل"
اي هجوم على غزة. وقال "نقول للمحتل ان عدتم عدنا ضمانتنا مقاومتنا وقسامنا..
ان ضربتم في غزة بعد ذلك سنضرب في تل الربيع (تل ابيب) وما بعد تل الربيع".
وأشاد مشعل بإيران
لدورها في تسليح وتمويل سكان قطاع غزة الذي تديره الحركة، على الرغم من الخلافات معها
بشأن سوريا "لأننا نقف مع الشعوب"، وقال "إيران كان لها دور في هذا
الدعم بالتسليح والتمويل."
وفي القدس اعلن
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان عن قبوله "بإعطاء فرصة"
لمقترح التهدئة المصري بعد محادثته الرئيس الاميركي باراك اوباما. ثم قال نتنياهو ان
"إسرائيل" والولايات المتحدة اتفقتا على العمل معا لمحاربة تهريب الاسلحة
من ايران الى المجموعات المسلحة في قطاع غزة.
وقال نتنياهو في
خطاب متلفز بينما دخل اتفاق التهدئة في غزة حيز التنفيذ "لا تستطيع "إسرائيل"
ان تجلس مكتوفة الايدي بينما يقوم اعداؤها بتقوية انفسهم باسلحة الارهاب، ولهذا اتفقت
مع الرئيس اوباما على اننا سنعمل معاً ضد تهريب الاسلحة التي يأتي معظمها من ايران".
وأعلنت الرئاسة
الاميركية بفارق بسيط عن اجراء اوباما اتصالين هاتفيين اولاً مع نتانياهو ثم مع مرسي.
وفي اتصاله شكر
اوباما نتنياهو على "الموافقة على دعم المقترح المصري(..) مع التأكيد مجددا على
حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها"، كما شكر اوباما الرئيس المصري محمد
مرسي على جهوده.
وبحسب مكتب نتنياهو
فان هذا الاخير قبل "توصية" الرئيس اوباما بـ"منح فرصة للمقترح المصري
من اجل وقف لاطلاق النار وبالتالي فرصة لاستقرار وتهدئة الوضع".
وبحسب البيت الابيض،
فإن الرئيس الاميركي وعد بأن تقوم الولايات المتحدة "بزيادة جهودها لمساعدة "إسرائيل"
في الاستجابة لحاجاتها في مجال الامن وخصوصا (ضد) دخول الاسلحة والمتفجرات الى غزة".
كما اكد اوباما
لرئيس الوزراء الاسرائيلي ان واشنطن تدعم تمويلا اميركيا اضافيا للانظمة المضادة للصواريخ
المنتشرة في "إسرائيل" للتصدي خصوصا للقذائف التي تطلق من قطاع غزة.
وقال البيت الابيض
في بيان ان اوباما "شكر الرئيس مرسي على الجهود التي بذلها بهدف التوصل الى وقف
دائم لاطلاق النار ولدوره الحاسم في المفاوضات" الخاصة بمقترح التهدئة.
واشار اوباما في
اتصاله بمرسي القيادي القادم من الاخوان المسلمين التي انبثقت منها حماس ايضا، الى
"اهمية العمل من اجل حل دائم بالنسبة للوضع في غزة".
واشار بيان البيت
الابيض ايضا الى "الشراكة الوثيقة بين الولايات المتحدة ومصر" واضاف ان اوباما
"اشاد بالتزام الرئيس مرسي ازاء الامن في منطقة" الشرق الاوسط.
وقبيل اعلان الاتفاق
ادت غارات اسرائيلية جديدة الى قتل نحو عشرين فلسطينييا الاربعاء، بحسب مصادر طبية
فلسطينية.
واستجابة لضغوط
الغرب، بذل الرئيس محمد مرسي على مدى ايام جهودا للوساطة من اجل وقف العنف بعد انطلاق
الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في 14 تشرين الثاني.
وتوجه وفد من حماس
برئاسة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل الى القاهرة لاجراء مفاوضات تشرف عليها المخابرات
المصرية. كما شكلت مصر المنصة الرئيسية للجهود الديبلوماسية مع زيارة كلينتون وامين
عام الامم المتحدة بان كي مون ومسؤولين من تركيا والمانيا وقطر.
وافادت الاذاعة
العامة الاسرائيلية ان اتفاق التهدئة يشكل مقدمة لاتفاق وقف اطلاق نار دائم يتعهد فيه
الطرفان بوقف الضربات واطلاقات الصواريخ. ويفترض ان تتولى مصر آلية لمراقبة وقف اطلاق
النار.
افاد متحدث باسم
الشرطة الاسرائيلية ان 12 صاروخا سقطت على "إسرائيل" مساء في الساعة التي
تلت دخول اتفاق التهدئة بين "إسرائيل" وحماس حيز التنفيذ، من دون ان تؤدي
الى اصابات.
وشهدت المعارك
بين "إسرائيل" وحماس المئات من غارات الجيش الاسرائيلي على قطاع غزة واطلاق
مئات الصواريخ من غزة على جنوب اسرائيل. وسقط بعض الصواريخ التي اعترض نظام القبة الحديدية
المضاد للصواريخ قسما منها في منطقتي تل ابيب والقدس.
في غزة اصابت احدى
الغارات الاسرائيلية للمرة الثانية في اقل من 24 ساعة المبنى الذي يضم مكاتب
"فرانس برس"، وقتل طفل في مبنى مقابل في احدى الغارتين.
وقتل نحو 160 فلسطينيا
في اسبوع بحسب مصادر طبية فلسطينية، بينهم عدد كبير من الاطفال والنساء والمسنين. وقتل
خمسة اسرائيليين من بينهم جندي في اطلاق سواريخ من غزة وجرح العشرات.
من جهة اخرى جرح
سبعة عشر شخصا الاربعاء في انفجار في حافلة وسط تل ابيب في عملية هي الاولى في "إسرائيل"
منذ اذار 2011. وانفجرت عبوة في الحافلة قرب وزارة الدفاع في عملية وصفها متحدث اسرائيلي
بانها "هجوم ارهابي".
ودانت الولايات
المتحدة وفرنسا وروسيا الهجوم الذي لم تعلن اي جهة عن مسؤوليتها عنه. ورحبت قناة الاقصى
المقربة من حماس "بالعملية الاستشهادية"، فيما انطلقت في غزة مشاهد احتفالية
بعد الاعلان عن التفجير.
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي)