غزيون يهربون من «جحيم اليابسة» ليبتلعهم البحر المتوسط

الثلاثاء، 16 أيلول، 2014
القدس المحتلة - عواصم - فقد 500 غالبيتهم من الفلسطينيين الهاربين
من جحيم الاوضاع المأساوية في قطاع غزة في غرق سفن بالبحر المتوسط.
وأعلنت منظمة الهجرة العالمية أن نحو 500 شخص أصبحوا في عداد المفقودين في غرق
سفينة مهاجرين في البحر المتوسط، وذلك بعد غرق سفينة قبالة ساحل ليبيا وجنوح قارب قرب
إيطاليا قبالة سواحل الإسكندرية ويحمل نحو 500 بينهم عائلات فلسطينية كاملة كانت تقيم
في العريش هربا من قطاع غزة، اضافة الى سوريين ومصريين وسودانيين، وانطلق المركب من
ميناء الإسكندرية باتجاه الشواطىء الإيطالية، لكنه تعرض حسب أحد الناجين لاصطدام متعمد
من سفينة يرجّحُ أنها سفينة مهربين. وأكد فلسطينيان انتشلتهما سفينة شحن إيطالية بعد
انقلاب المركب قرب مالطا، أن المركب كان ينقل حوالي 500 شخص، وأن المهربين أغرقوه عن
عمد.
وقال رامي عبده رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن قاربا يقل مهاجرين
من قطاع غزة غرق قبالة السواحل الإيطالية وعلى متنه عدد كبير من العائلات الفلسطينية
جراء تسرب الماء للقارب. وكان أحد ركاب هذا القارب قد وجه نداء استغاثة عبر قناة الجزيرة
لإنقاذهم وإرسال العون لهم.
وفيما اكدت وزارة الخارجية الفلسطينية انها تتابع باهتمام بالغ مأساة غرق المئات
من الغزيين الذين لقوا مصرعهم، أو فُقدوا جراء غرق عدد من السفن التي تقلهم في الآونة
الأخيرة، كشفت مصادر عائلية في قطاع غزة امس أنها فقدت عددا من أبنائها في حادثتي غرق
لسفينتين إحداهما قبالة سواحل الإسكندرية، والأخرى قبالة السواحل الإيطالية، مشيرة
الى أنها فقدت الاتصال والتواصل مع ابنائها الذين كانوا على متن هاتين السفينتين وانها
لم تعد تعرف شيئا عن مصيرهم.
وأوضحت احدى هذه العائلات والتي تقيم حاليا في السويد «ان عائلة بأكملها تضم
رجلا وزوجته واثنين من أطفاله (أعمارهما 8 شهور و4 سنوات)، فقد الاتصال بهم بعدما كانوا
على متن سفينة غرقت الأربعاء الماضي قبالة السواحل الإيطالية- اليونانية».
وحسب ذات المصدر فان نحو 500 شخص كانوا على متن تلك السفينة التي غرقت. وقال
المصدر بانه لم يعد يعلم ما حل باقاربه الذين كانوا من ضمن ركاب السفينة المنكوبة،
مشيرا الى ان بعض من كانوا على متنها استطاعوا الوصول الى سواحل إيطاليا واليونان بعد
أن نجحوا بالسباحة في حين فقدت آثار المئات في عرض البحر. وأكد المصدر أنه لم يعرف
بعد العدد الاجمالي لضحايا هذه الكارثة أو مصير المفقودين منهم، مطالبا قيادة السلطة
الفلسطينية بالتحرك على مختلف المستويات لمعرفة مصير العائلات الفلسطينة التي كانت
على متن السفينة الغارقة.
وفي السياق ذاته، قالت إحدى النساء التي كانت تهاجر مع عائلتها على متن سفينة
قبالة سواحل الإسكندرية، ان حادثة غرق السفينة التي كانت تقلها وقعت في المياه الإقليمية
لمصر وأن خفر السواحل المصرية تحرك بسرعة لإنقاذهم. وأوضحت هذه السيدة في حديث هاتفي
من داخل المستشفى الذي تعالج فيه في مصر، أن أكثر من 200 شخص كانوا على متن السفينة لحظة تعرضها للغرق (السفينة
التي غرقت قبالة سواحل الاسكندرية)، مشيرة الى ان عددا من ركاب هذه السفينة باتوا في
عداد المفقودين فيما تمكن خفر السواحل المصري من انقاذ البقية من الركاب ونقلهم للمستشفيات،
في حين احتجزت السلطات المصرية من تحسنت حالتهم، وسيتم تقديمهم لنيابة المنشية على
دفعات للنظر في أمرهم على حد قول هذه السيدة.
كذلك، وصل امس ثلاثة فلسطينيين ناجين من حادثة تصادم سفينتين في عرض البحر المتوسط
متوجهة إلى مالطا. وذكر مكتب رئيس الوزراء المالطي خلال اتصاله مع سفير فلسطين لدى
بلاده جبران طويل أنه تم نقل الناجين بطائرة مالطية من البواخر التجارية التي حاولت
إنقاذ وإسعاف اللاجئين الذين كانوا على متن السفينتين. كما وقامت السلطات المالطية
بتقديم العلاج الأولي للفلسطينيين الثلاث، وبقي واحد منهم في المستشفى لتلقي العلاج
اللازم.
ووفق بيان صادر عن وزارة الخارجية، فإن السلطات المالطية تحاول التواصل مع البواخر
والسفن التجارية المتواجدة في منطقة التصادم لمساعدة الناجين وتقديم العلاج لهم.
ووفق البيان، أكد الناجين الذين وصلوا إلى مالطا بأنهم غادروا من مصر باتجاه
أوروبا وبأنه كان على متن السفينة الكبيرة نحو 500 شخص وعلى القارب الصغير 20 شخصا،
ولم يعرف مصير أغلبية من كانوا على متن القوارب حتى اللحظة حيث تم نقل بعض الناجين
إلى عدة دول مختلفة.
على اليابسة، دعا المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف، جماهير الشعب الفلسطيني
وقواه الوطنية باتخاذ موقف حازم من» المتورطين من حماس» في تسهيل تهجير اهلنا في قطاع
غزة عبر الانفاق وقذفهم الى المجهول في البحر، والتي قتل خلالها 15 فلسطينياً من الاطفال
والنساء.
واضاف عساف في تصريح لموقع تابع لفتح» ان اي حديث عن المقاومة تدعيه حماس وجهازها
الامني مستمر في تزوير جوازات السفر والاختام والتهريب والمساهمة في تهجير اهلنا في
القطاع عبر الانفاق مقابل حفنة من الدولارات، مؤكداً ان من يستسهل المتاجرة بالدين
وبالدم الفلسطيني يتاجر اليوم بالبشر وهم احياء ويقذفهم الى عرض البحر ليواجهوا الموت
بلا ضمير ومن غير اي وازع اخلاقي». ووصف عساف ما يقوم به جاهز امن حماس بـ»الخيانة
العظمى»، لأنه ينفذ وبطريقة رخيصة مخطط «الترانسفير» والتهجير الاسرائيلي التي طالما
سعت دولة الاحتلال الى تنفيذه.
في ذات الوقت، أشاد عساف بما وصفها «السياسة الحكيمة والمسؤولة» للرئيس محمود
عباس الذي لطالما حذر»خلالها من اي مغامرة غير محسوبة بدفع الشعب الفلسطيني ثمناً باهظاً
لها»، مشيراً الى الثمن الذي دفعه اهلنا في قطاع غزة، بسبب «مغامرات حماس ومتاجرتها
بالدم الفلسطيني».
بدوره، قال اياد البزم الناطق باسم
وزارة الداخلية في غزة إن الاجهزة الامنية في القطاع قامت بضبط بعض المهربين (مهربي
البشر) الذين قدموا المساعدة لعدد من الشبان للخروج من قطاع غزة مقابل مبالغ مادية.
واكد البزم في تصريح على صفحته على الفيس بوك ان خروج بعض الشباب من غزة هو
أمر موجود طيلة الفترات السابقة، حيث يقوموا بالسفر للدول الأوروبية بحثا عن ظروف معيشية
واقتصادية أفضل. ونفى ان ما يجري مرتبط بالعدوان الأخير على غزة، وإن تزامنت ظروف الحرب
مع تمكن بعض الشباب من الخروج من القطاع، حسب قوله. واوضح البزم انه يجري التواصل مع
الجهات المختصة لمعرفة تفاصيل ما حدث في غرق القارب ومصير الناجين.
(وكالات)