فعالية ثقافية في ذكرى النكبة وحملة انتماء تُكرّم المشاركين

الزّقازيق - مصر، لاجئ نت
تحت رعاية الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الوطنية (انتماء)،
وفي الذكرى الخامسة والستين على مرور نكبة فلسطين، أقامت مؤسسة نجلاء محرم الثقافية
وبيت فلسطين للشعر وبيت العودة فعالية ثقافية في مدينة الزقازيق المصرية مساء الأربعاء،
توزعت بين مهرجانٍ للشعر ومعرض للكاريكاتير.
المهرجان الذي رفع عنوان الأمل (عائدون يا فلسطين) افتتح
بكلمة للأستاذة نجلاء محرم مديرة المؤسسة ورئيسة مركز نهر النيل الثقافي، افتتحتها
بأبيات شعرية لأحمد محرّم عن فلسطين، حيث رحّبت بالحضور، وأكدت على أهمية الحراك الثقافي
لنصرة فلسطين وقضية اللاجئين من أجل عودتهم إلى ديارهم وأراضيهم.
مستحضرة تحيات ثقافية من خارج مصر وصلت تحيي هذه الفعالية
وتثمّن هذا الدّور الثقافي لنصرة العودة، مؤكّدة أنّ هذه الفعاليات يجتمع فيها حضور
الجمهور وأهمية تواجده وتفاعله مع هذه المهرجانات، كما أنّ الحضور المعنوي لهذه الفعاليات
من بلاد بعيدة يؤكد أهميتها ويعزز دورها .
من جهته قام الأستاذ سمير عطية بتقديم كلمة حملة انتماء والمؤسسات
المشاركة، قدّم فيها نبذة عن هذا العطاء الممتد عبر فعاليات مختلفة منذ سنوات، وعبّر
فيها عن أهمية التعاون الثقافي من أجل العودة، شاكراً الضيوف والجمهور الذين أصروا
على الحضور والمشاركة في هذه التظاهرة الشعرية والفنية من أجل العودة، ومقدّماً الشكر
لمؤسسة نجلاء محرم الثقافية صاحبة الإيمان العميق بالعمل الثقافي للعودة والقدس وفلسطين،
دون الالتفات لبعض الأصوات الإعلامية التي تشوه حقيقة العلاقة الثقافية والتراثية والتاريخية
بين الشعبين .
كان الشاعر الفلسطيني محمد رباح أوّل من اعتلى منصة الشعر
فألقى نصوصاً شعرية مختلفة تنوعت عناوينها بين (تأشيرة دخول مرفوضة) و ثانية عن (أطفال
مخيم اليرموك) أما ثالث قصائده فكانت إلى مدينة حمص السورية التي عاش فيها الشاعر،
حيث أهداها عشقه الذي لا ينتهي .
أما الشاعر المصري أحمد حسن محمد والفائز بالمركز الأول لمسابقة
بيت فلسطين للشعر في 2012، فقد ألقى قصيدة مطوّلة بعنوان
(على خدِّ زيتونك دمعُ حمامي ... سيرة ذاتية لجرح عربي)،
استلهم فيها التراث والتاريخ ليقدّم نصًّا شعريًّا مؤثّراً، عن الزيتون والأرض والقدس
الذين يواجهون الاحتلال .
أما ثالث المشاركين فكان المهندس وحيد الدّهشان عضو رابطة
أدباء الحريّة ورابطة الأدب الإسلامي حيث ألقى قصيدتين، الأولى بعنوان (أراضينا)، أما
الثانية فحملت عنوان (فجرُ الحقيقةِ ساطعاً سيعودُ).
رابع الذين اعتلوا منصة الشعر كان الشاعر سمير عطية مؤسس
ومدير بيت فلسطين للشعر حيث قدم قصيدتين في ذكرى النكبة الأولى بعنوان (عائدون ...رغم
أسوار القصيدة)، والثانية (هزي إليك بجذع القصيدة) وهما من ديوانه الجديد الذي يحمل
عنوان قصيدته الثانية .
مسك الختام كان مع د.صابر عبد الدايم أستاذ الأدب العربي
في جامعة القاهرة وعضو مجلس الإدارة لمؤسسة نجلاء محرم، حيث ألقى قصيدة طويلة بعنوان
(العهدة العمرية ...قراءة عصريّة) من ديوانه (العمر والرّيح) .
بعد ذلك افتتحت الجهات الرّاعية للمهرجان معرض الكاريكاتير
الذي حمل عنوان (النكبة والعودة في الكارييكاتور العربي)، الذي قام بإعداده فريق في
بيت العودة منذ أكثر من شهر وتم تنفيذه بمشاركة فاعلة من الفنان المصري عبد الرحمن
بكر .
وقد ضم المعرض بين جنباته لوحات لأكثر من خمسة عشر رسام كاريكاتير
فلسطيني وعربي، وعبر عدة عقود منذ نكبة فلسطين عام 1948 إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين
سورية في 2013م.
ومن أهم هؤلاء الفنانين الذين عرضت لوحاتهم (ناجي العلي وعماد
حجاج وأمية جحا ومحمود كحيل وأحمد طوغان وحامد نجيب وزهدي العدوي وعبد الرّحمن بكر
وعبد السميع عبدالله ومحمد الزّواوي والرّسام الفلسطيني المعتقل محمد سباعنة).
وقد تفاعل الجمهور مع هذه اللوحات في مضامينها الفنية ورسائلها
التي اجتمعت على التمسك بالوطن، في نقاشات حول أفضلها وأكثرها إبداعاً أو أعظمها تأثيراً.
بعد ذلك واصلت الفعالية الاستماع إلى مشاركات شعرية من الضيوف
ومنهم الأستاذ الشاعر سعد زغلول المشارك في حربأكتوبر 1973م، والطفلة إسراء مصطفى وغيرهم .
في ختام المهرجان قدمت مؤسسة نجلاء محرم الثقافية دروعاً
تذكارية للشعراء المشاركين تقديراً لدورهم الفاعل وحضورهم المميز، من جهتها كرّمت حملة
انتماء عبر بيت العودة وبيت فلسطين للشعر مؤسسةَ نجلاء محرم الثقافية وكذلك الشعراء
المشاركين والفنان عبد الرحمن بكر بخريطة مطرّزة لفلسطين في رمزية تراثية تنتمي لأصالة
القضية وعمق العلاقات بين الشَّعبين.