الأربعاء، 08
نيسان، 2020
عصفت إجراءات الوقاية المتبّعة في تركيا للحد من
انتشار وباء "كورونا" والتي توقفت على إثرها الأعمال، بأوضاع الفلسطينيين
من أبناء الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة الموجودين في تركيا، حيث باتت العديد من العائلات
عاجزة عن توفير الطعام والشراب ودفع استحقاقات أجرة المنازل التي تسكنها، في حين تبرز
في هذا الإطار معاناة المرضى منهم بشكل كبير، جرّاء عجزهم عن تأمين متطلبات علاجهم.
وبيّنت مناشدات استغاثة أطلقها فلسطينيون في تركيا،
وجهوها للسفارة الفلسطينية في أنقرة والقنصليّة في إسطنبول، حجم المعاناة التي تعصف
بالفلسطينيين، جرّاء أزمة "كورونا"
والتي دفعت العديدين لافتراش المنتزهات، بعد أن عجزوا عن تأمين بدل إيجار منازلهم،
في حين ليس لديهم ثمن للطعام والشراب، وفق ما أشار أحد المُناشدين في تسجيل بثّه عبر
مواقع التواصل الاجتماعي.
وتساءل أحدهم في التسجيل عن دور سفارة السلطة الفلسطينية
في تركيا، مشيراً إلى أنّ معظم أبناء الضفّة والقطاع في تركيّا قد وجهوا مناشدات للسفارة
والقنصليّة في اسطنبول، ولكن دون جدوى تذكر، بل تكتفي السفارة بالرد " أمورنا
صعبة و سنخدمكم بالقدر الذي نستطيع خدمتكم فيه".
ولفت أحد الشبّان المُناشدين، إلى أنّ معظم العائلات
لديها التزامات كدفع أجرة المنازل والمتطلبات المعيشية، عدا عن المرضى الذين بحاجة
إلى مستلزمات إضافيّة، فيما تواصل السفارة تجاهلها لمناشداتهم بحسب ما يؤكد، منوّهاً
إلى تكاتف أبناء الجالية مع بعضهم الذي لولاه "لكانت معظم العائلات قد رميت بالشوارع"،
وفق قوله.
وانتقد وعود السفارة، التي اطلقتها حول الوقوف مع
أبناء الجالية الفلسطينية، مشيراً إلى أنّها لم تخدم الفلسطينيين بشيء، سوى مساعدة
وزّعوها وقدرها 50 ليرة تركيّة مقدمّة من فاعل خير، وليست من صندوق السفارة، بحسب قوله.
كما تساءل الشاب، عن المساعدات التي تصل إلى فلسطين
وإلى من تذهب، موجهاً كلامه إلى المسؤولين في رام الله ومفاده " هل الفلسطينيين
في تركيّا ليسوا فلسطينيين ليستفيدوا من المساعدات؟".
وأشار إلى أنّ الهيئات العربيّة العاملة في تركيّا،
وكذلك سفارات الدول العربية معظمها تساعد أبناء جالياتها في تركيّا في ظل هذه الظروف،
في حين تتقاعس السفارة الفلسطينية عن تقديم أي نوع من المساعدة، في وقت تزداد أوضاع
الفلسطينيين سوءاً، بحسب تعبيره.
وطالب شاب آخر، بإيصال المناشدات والرسائل الصادرة
عن الفلسطينيين في تركيا، إلى المسؤولين في رام الله، منتقداً جواب سفارة السلطة الفلسطينية
على رسائلهم، والتي تكتفي فقط بالقول " أخذنا أسماءكم وانشاء الله خير".
الجدير بالذكر، أنّ السفارة الفلسطينية في تركيا
ومنذ بدء أزمة وباء "كورونا" قد اكتف بدعوة الرعايا الفلسطينيين العالقين
في تركيّا لتسجيل بياناتهم لديها، من أجل إعادتهم إلى الأراضي الفلسطينية وفق ما جاء
في الإعلان الذي نشرته عبر موقعها الالكتروني.
وقالت السفارة: إنّ "هناك العديد من الفلسطينيين
ممكن كانوا موجودين في تركيا، من غير المقيمين إقامات رسميّة، سواء لأغراض السياحة
أو العلاج أو غيره، ولم يعد ممكناً سفرهم على ضوء إلغاء رحلات السفر، وإغلاق المطارات
في العديد من دول العالم، عدا عن إغلاق لمعابر والجسور".
وخصصت السفارة، الرابط أدناه، عبر موقعها الالكتروني
لتسجيل من يرغبون بالعودة بيانتهم من خلاله، على أن تجري معاملاتهم في القنصليّة الفلسطينية
في اسطنبول.