القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

فلسطينيو أوروبا.. رافعة مهمة للعمل الوطني والتمسك بالهوية وآمال بالعودة وإنهاء الاحتلال


الجمعة، 06 كانون الثاني، 2023

شكّل فلسطينيو أوروبا خلال عام 2022 رافعة حقيقية للعمل الوطني؛ لنصرة القضية الفلسطينية والتخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات، فانتفضوا لأجل دعم القدس والأسرى، وأبدعوا في التفافهم حول قضيتهم، وتمسكهم بحق العودة.

ولم يقتصر دور فلسطينيي أوروبا على ذلك، بل نادوا مرارًا وتكرارًا بإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، والحفاظ على الرواية والهوية الوطنية من الطمس والتزوير، متحدّين الرواية الإسرائيلية في القارة الأوروبية.

وبلغ عدد الفلسطينيين في الدول الأجنبية في نهاية العام 2022، نحو 761 ألف فلسطيني، وفقًا لجهاز الإحصاء الفلسطيني.

أمل العودة

رئيس مؤتمر "فلسطينيو أوروبا" أمين أبو راشد يقول: "عشنا العام الماضي بين أمل العودة وألم فلسطين؛ فهو لم يخلُ من المنغصات التي ألمّت بنا نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة، والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى، والتي تحرّكنا ضدها في كبرى العواصم والمدن الأوروبية".

ويؤكد أبو راشد، في حديث لوكالة "صفا"، أنّ فلسطينيي أوروبا جزءٌ أصيل من الشعب الفلسطيني، الذي نفخر بالانتماء إليه، والعمل من أجله في أوروبا.

وحول التحديات التي واجهتهم خلال عام 2022، يوضح أنّ أبرزها تمثل في تبعات أزمة "كورونا"، التي أعاقت عمل بعض المؤسسات الفلسطينية، إذ كانت غالبية الاجتماعات تعقد عن بُعد، مما خفف من وتيرة التواصل.

ويبين أنّ الحرب الروسية الأوكرانية، أثرت على واقعهم في أوروبا، من خلال أزمة الطاقة وغلاء الأسعار، مما أسهم في تقليص بعض التحركات، إلا أنهم واصلوا المسيرة لأجل الهدف السامي، وهو حق العودة المقدس.

ورغم تلك التحديات، إلا أن المؤسسات الفلسطينية في أوروبا أسهمت خلال العام الماضي، بتسيير حملات الإغاثة إلى مخيمات الشتات في سوريا ولبنان وتركيا، والتي استفادت منها مئات العائلات.

ويشير إلى أنّ تلك المؤسسات لعبت دورًا مهمًا في نصرة القضية الفلسطينية، من خلال التواصل مع البرلمانات في أوروبا، وتنظيم المظاهرات والفعاليات التي من شأنها تعزيز صمود الفلسطينيين، وإيصال رسالتهم، كما أسهمت بعض المؤسسات الإعلامية الأوروبية بإبراز القضية الفلسطينية بالشكل المطلوب، وتغطية معظم الفعاليات التي شهدتها القارة الأوروبية.

سفراء القضية

ويضيف أبو راشد أنّ "الأحداث الأخيرة في فلسطين وحدت فلسطينيي أوروبا على قلب رجلٍ واحد، وجمعت كلمتهم، ولاسيما أحداث القدس التي تفاعلوا معها بشكل واسع، فخرجوا إلى الساحات، وأزعجوا أنصار الاحتلال الإسرائيلي في أوروبا، وأكّدوا أحقيّتهم في فلسطين والعودة إليها، رغم المسافات وتوالي السنين".

ويتابع "كلُ واحدٍ منّا في أوروبا هو سفير حقيقي للقضية، يبرز تراثه الفلسطيني وهويته ويعتز به، ويسعى لأن يكون خادمًا لقضيته، وما يُدلل على ذلك، حالة القلق الواضح لدى أنصار اللوبي الإسرائيلي في أوروبا، الذين يتذمّرون على مدار العام من الحضور اللافت للتراث الفلسطيني في القارة الأوروبية".

أما رئيس مؤسسة "أوروبيون لأجل القدس" محمد حنون فيقول: "في العام الجديد نحمل آمالًا كبيرة بأن المستقبل لنا ولشعبنا ولمقاومتنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس".

ويبين حنون، في حديثه لوكالة "صفا"، أنّ الجماهير الفلسطينية في القارة الأوروبية "ملتفة حول قرار النصر والتحرير والتمكين وزوال الاحتلال".

ويوضح أنّ مؤتمر القدس الأوروبي الأول، الذي عُقد في مدينة ميلانو الإيطالية في 29 أكتوبر/ تشرين أول الماضي تحت شعار "القدس لنا"، كان عودة للنشاط والتفاعل، ورجوعًا لأحضان الجاليات العربية والإسلامية والفلسطينية.

ويعتبر فلسطينيو أوروبا جزءًا لا يتجزأ من المكون الفلسطيني، فهم يحملون هم فلسطين أينما ذهبوا، ويوصلون معاناة أبناء شعبهم إلى العالم الحر، سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا وإغاثيًا، وفق حنون.

ويؤكد أنّ "فلسطينيي الشتات جزء من الكل الفلسطيني، وهم على جسد واحد مع كل أحرار العالم والشرفاء والمناضلين في القارة الأوروبية، والذين يلتفون حول خيار الشعب الفلسطيني في انتزاع حريته وحقه في أرضه، رغم كل الضغوطات الإسرائيلية".

إنهاء الاحتلال

ويقول: "آمالنا في أوروبا تتجدد مع كل عام بأن نعود إلى بلادنا، وأن يكون لنا سهم في تحرير الأوطان وتطهيرها، والعمل على إنهاء الاحتلال بكل ما هو مسموح ومقبول قانونيًا ودستوريًا في القارة الأوروبية".

وحول الدور الذي لعبه فلسطينيو أوروبا في الحفاظ على الهوية الفلسطينية، يقول: إن "العمل في القارة الأوروبية متحرك ويزداد يومًا بعد يوم، بحيث نعمل للدفاع عن هويتنا وقضيتنا، وتوريث الأبناء والأحفاد حب فلسطين والعمل من أجلها، وتعريف الوسط الأوروبي حقيقة الصراع والسردية التي يحاول الاحتلال بكل ما يستطيع تزويرها".

ويتابع أن "الفلسطيني أصبح اليوم هو الذي يقود هذه المعادلة الصعبة، ورأينا ذلك من خلال الفعاليات المستمرة والحضور الشعبي في المسيرات والمظاهرات والفعاليات في مختلف العواصم الأوروبية".

وتمنى حنون أن "يكون العام الجديد عام خير ونصر وتمكين وتحرير وعودة لنا جميعًا، لنعيش حياتنا كبقية الشعوب بسلام وأمان، بعيدين عن الاحتلال وممارساته".