القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 24 كانون الأول 2024

فلسطينيو 48 يسعون لحل ظاهرة العنف المتفشية في مجتمعهم

فلسطينيو 48 يسعون لحل ظاهرة العنف المتفشية في مجتمعهم

الإثنين، 05 أيلول، 2011

يحاول فلسطينيو 48 بشتى الطرق محاربة ظاهرة العنف المتفشية في مجتمعهم تجاه المرأة وتجاه بعضهم البعض، مرة عبر التظاهرات ومرة بالاعتصامات او المؤتمرات الشعبية، وكان اخر هذه الحملات جمع التواقيع والنزول الى الشارع من خلال راديو الشمس وثماني منظمات اهلية.

وقال سهيل كرام مدير راديو الشمس، الاذاعة العربية الوحيدة غير الحكومية في اسرائيل، «قمنا بحملة تواقيع في الشوارع وعبر الفاكس هذا العام مع عدد من جمعيات ومؤسسات اهليه حتى نصل بحملتنا الى مئة الف توقيع». واضاف «تحدثنا مع مشايخ مسلمين ومشايخ دروز وقساوسة لتكثيف الحملة ضد العنف لتصل الى كل بيت». وتابع «بات العنف ظاهرة. في كل شهر نسمع عن قتل امراة بحجة الشرف، والحقيقة ان هذا القتل ليس له علاقة بالشرف، فهذه الكلمة جد مطاطة. كما نسمع عن انفجار قنبلة بسيارة في قرية او اطلاق نار والقاء قنابل على بيوت».

وقال كرام «عندنا ظواهر سلبية كثيرة في المجتمع العربي، والاعلام يمكن ان يكون له دور مهم في التوعية». كما شدد كرام على ان «تفكك العائلة العربية وتقلص لغة الحوار بين الناس ونشوب الشجارات، هي مسببات اخرى للعنف»، واضاف «قبل اسبوع قتل عابر سبيل في الناصرة اثناء شجار بين عائلتين». واشار سهيل كرام الى ان «القرى والبلدات العربية تحولت الى مخازن اسلحة للمافيا اليهودية والعربية، وهناك صراع بين عصابات الجريمة تنقل الى قرانا العربية».

وعزا ظاهرة العنف الى ان 54% من فلسطينيي 48 يعيشون تحت خط الفقر، كما يعانون من ضائقة سكنية. «ففي حين تحتاج العائلات الجديدة الى نحو 60 الف وحدة سكنية، ترفض وزارة الداخلية الاسرائيلية اعطاءهم تراخيص للتوسع في البناء بل تهدم ما يبنونه بحجة عدم التراخيص. هذه تشكل اسبابا اخرى للعنف». وانتقد دور الشرطة الاسرائيلية في المجتمع العربي ووصفهم بانهم «مقصرون».

وكانت لجنة المتابعة العربية في اسرائيل ومنظمات وجمعيات المجتمع المدني العربية دعت بشكل شبه دوري الى حملات مناهضة العنف عبر التظاهر في مدن عربية مثل مدينة الناصرة واللد وعكا، وعقد المؤتمرات والمحاضرات والندوات. ومن جهته اعتبر البرفيسور محمد حاج يحيى المدرس في الجامعة العبرية في القدس «ان مشكلة العنف في المجتمع الفلسطيني العربي في اسرائيل ليست المشكلة المركزية، بل هي دلالة او علامة على المشاكل العميقة والاكبر، فالعنف حصيلة كم هائل من مشاكل المجتمع الفلسطيني في اسرائيل سواء الفردي او الجماهيري». وفي تحليله لاسباب هذه الظاهرة في المجتمع العربي في اسرائيل اعتبر الحاج يحيى «ان اهم اسبابها حالة الاغتراب التي يعيشها فلسطينيو 48 داخل دولة اسرائيل التي تشعرهم بانهم اناس غير مرغوب فيهم وانه لا امل او مستقبل لهم فيها، اضافة الى حالة الغبن والاقصاء التي يعيشوها». واضاف «حتى الموالون لاسرائيل من العرب لا يشعرون بانهم مقبولون فيها، فما بالنا بالمقهورين والمضهدين. هناك شعور بالانفصام».

ومضى يقول «ان الشعور بالغليان والاحباط يجعل العربي لا يؤمن باللجوء الى مؤسسات هذه الدولة لحل مشاكله، فاما ان يبقى مكتوف اليدين ومحبطا او يلجا الى العصابات لحل مشاكله». وقال «هناك عصابات تقوم بتأجير أسلحة لتنفيذ الجرائم واعادة السلاح بعد اقتراف الجريمة». وتابع «في السنة الماضية شكل القتلى العرب ما نسبته 60% من مجموع قتلى الجرائم في اسرائيل. لا يعقل ان يقتل في مدينة الطيبة 40 عربيا في السنوات العشر الاخيرة من دون ان تعثر الشرطة على المجرمين. هذا يدل على تقاعس الشرطة». وقال «هناك فقر جماهيري في المؤسسات العربية والفقر الفردي للافراد الذي يسبب الاحباط ويخلق الكثير من التوتر والضغط النفسي ويولد اشياء كثيرة بالاضافة الى العنف».

واشار الى ان المجتمع العربي «لا زال يحمل العصبية القبلية والعنجهية والوعي المزيف والمفهوم الخاطىء للرجولة». ولفت الى ان «العصابات والمافيا العربية اثرت على رؤساء بعض المجالس المحلية بالانحراف، واذا رفضوا الخضوع للابتزاز، تقوم العصابات باطللاق النار على بيوتهم».

ومن جهتها قالت عرين هواري «نحن نحاول ان نجمع كل الاطر العربية النسوية وغير النسوية للتصدي لظاهرة العنف تحت عنوان: وقف القتل والحق بالحياة ووقف العنف ضد المراة وضد المجمتع العربي». واوضحت الناشطة «قمنا مؤخرا باصدار بيان ضد الصمت، صمت القيادات، ودور الشرطة وضد تفشي هذه الظاهرة». وعن قتل النساء على خلفية الشرف قالت «لقد قمنا بعقد مؤتمر وقبلها مظاهرات وبيانات». وتساءلت «لماذا تغلق الشرطة ملفات جرائم ولا تصل هذه الملفات الى القضاء؟ لقد قتلت ست نساء في اللد فقط هذا العام».

المصدر: جريدة الدستور الأردنية