القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي "عربات الكارو".. عنصر مهم للحفاظ على نظافة غزة

في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي "عربات الكارو".. عنصر مهم للحفاظ على نظافة غزة

السبت، 16 كانون الثاني، 2016

في تمام الساعة الخامسة فجراً، يستيقظ المواطن "علي سكر" (32 عاماً) كل يوم، يتناول إفطاره على عجل برفقه زوجته فيما أولاده نائمون، ويرتدي ملابس العمل ليبدأ بمهمة جمع النفايات من شوارع المدينة.

"سكر" الذي يعمل عامل نظافة في بلدية غزة، يعتمد على عربة الكارو التي يملكها في نقل النفايات التي يجمعها، حيث يتوجب عليه نقل ما لا يقل عن طن ونصف الطن من النفايات يومياً لتقاضي أجر قيمته 12 دولاراً، أي ما يقدر بـ45 شيكلاً.

وخلال انشغاله في جمع النفايات في أحد شوارع حي الرمال في غزة، يقول سكر لـ"فلسطين": "لقد كنت أعمل عاملاً في الداخل المحتل، وكنت أتقاضى يومياً راتباً لا يقل عن 250 شيقلاً، ولكن بسبب الظروف الصعبة لم يتوفر أمامي سوى جمع النفايات".

وأضاف: إن المهمة التي يقوم بها "لا تقل أهمية عن أي عمل في غزة، فلو توقفنا عن العمل ستنتشر القمامة في الشوارع وعلى مداخل المنازل، وستنتشر الأمراض ويصبح السكان عرضة للخطر".

وأوضح "سكر" أن بلدية غزة تحاول إبقاء سيطرتها على مستوى النظافة في المدينة وتطويره، من خلال الاعتماد عليه، بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة، والذي أدى إلى توقف الآلات عن العمل بسبب عدم التمكن من صيانتها.

أهمية عربات الكارو

وكانت بلدية غزة قد بدأت بالاعتماد على عربات الكارو التي يجرها الحمير، منذ اشتداد الحصار على غزة في أوساط عام 2008، كما استخدمت هذه العربات في ذلك الوقت في حاجات متعددة، فخلال اشتداد أزمة الوقود استخدم المواطنون عربات الكارو، في التنقل بعد توقف سياراتهم عن العمل وكذلك في حراثة الأراضي الزراعيّة.

عند مدخل سوق الشيخ رضوان الجنوبي، انهمك الشاب "خليل" (26 عاماً) في تنظيف مخلفات البائعين، وجمع النفايات والقمامة في الحاوية المثبتة على عربة الكارو الخاصة به.

ويقول خليل الذي فضل ذكر الاسم الأول من اسمه فقط لـ"فلسطين": "إن هذه العربة هي مصدر الرزق الوحيد لعائلتي المكونة من 5 أفراد، لذلك أهتم بحماري جيداً فهو رأس مالي وسندي في فرصة العمل هذه".

وبيّن أنه يعمل كعامل نظافة لدى بلدية غزة منذ نحو 4 أعوام، وأضاف: "هذه المهمة شاقة للغاية ومرهقة للجسد والصحة فبيئة عملنا هي الروائح الكريهة والنفايات القذرة، وخاصة في ظل عدم سماح (إسرائيل) بتمرير الشاحنات اللازمة للنظافة، الأمر الذي يجعل عملنا أكثر مشقة وتعباً".

التعامل مع أزمة

ويفيد مدير عام الصحة والبيئة في بلدية غزة، عبد الرحيم أبو القمبز، بأن هناك نحو 250 عربة كارو تعمل يومياً على جمع النفايات من ثمانية أحياء في قطاع غزة، حيث تعمل في ثلاث ورديات لتغطية ساعات اليوم بالكامل.

وقال أبو القمبز لـ"فلسطين": "العاملون على عربات الكارو مهمتهم جمع النفايات الملقاة خارج حاويات القمامة الكبيرة والتي تقع مهمة تفريغها على الشاحنات الكبيرة. هذا من أجل الحصول على أفضل مستوى من النظافة في المدينة".

وأوضح أن 80% من أولئك العاملين يبدؤون عملهم في وردية مبكرة من اليوم، تبدأ الساعة الخامسة والنصف فجراً وحتى الحادية عشرة والنصف قبل الظهر، فيما الوردية الثانية تبدأ من الثانية عشرة ظهراً وحتى الخامسة عصراً، فيما الوردية الثالثة والتي تركز عملها في الأسواق ومحيطها تبدأ الساعة الخامسة عصراً وحتى الثانية عشرة ليلاً.

وبيّن أبو القمبز أن هذه العربات وفرت مصدر رزق لنحو 250 عائلة في غزة، مشيراً إلى أن استمرار عملهم منوط باستمرار المشاريع التنموية المقدمة من المؤسسات الدولية، وهي التي توفر رواتبهم الشهرية.

ويتقاضى عمال النظافة على عربات الكارو راتباً يومياً يبلغ 12 دولاراً، مقابل جمع طن ونصف الطن من النفايات يومياً.

أبو القمبز يتابع بالقول: "لجأنا إلى عربات الكارو كبديل بسبب عدم توفر الإمكانيات والآلات والمعدات اللازمة لجمع النفايات من شوارع المدينة، وهذه السياسة معمول بها منذ فرص الحصار الإسرائيلي على غزة والذي أدى إلى تفاقم أزمة النظافة في المدينة حينذاك".

ولفت مدير عام الصحة والبيئة في بلدية غزة النظر أن بلديته تعاني من نقص حاد في الآلات والمعدات اللازمة، حيث تحتاج إلى 50 شاحنة جديدة ومتخصصة للارتقاء بمستوى النظافة في غزة، حيث تمنع سلطات الاحتلال توريد الآلات الضاغطة والعاملة بنظام الهيدروليك إلى غزة منذ فرض الحصار.

وأكمل أبو القمبز قوله: "طرقنا جميع الأبواب المحلية والدولية من أجل الضغط على الاحتلال ولكن حتى اللحظة يُمنع دخول هذه الشاحنات والآلات".

المصدر: صحيفة فلسطين