في ظل انقطاع الكهرباء والوقود.. تفاقم لأزمة المياه بـغزة
الجمعة، 23 آذار، 2012
لم تتوقف سيارات نقل المياه عن العمل على الرغم من شح الوقود، وذلك لإنقاذ سكان شارع المغربي في حي الصبرة جنوب غرب مدينة غزة، والذي لم تصله المياه منذ ثلاثة أسابيع متواصلة إلا قليلاً.
مشكلة الماء قديمة جديدة في هذه المنطقة، وذلك لأن المياه تُضخ لهم من بئر موجود شمال قطاع غزة ويبعد عن المنطقة حوالي 20 كيلومترًا، إلا أنها تفاقمت مع واشتداد أزمتي الكهرباء والوقود، حيث لم تصل المياه لمنازل هذه المنطقة منذ مطلع شهر آذار (مارس) الجاري إلا قليلًا، دون أن تفي بالحد الأدنى لاحتياجات السكان.
وتقوم بلدية غزة، والتي تشرف على المياه في مدينة غزة، في العادة، بضخ المياه إلى سكان هذه المنطقة ثماني ساعات كل يومين، إلا أنها لم تضخ لهذه المنطقة إلا ساعات قليلة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
ويلخص سكان تلك المنطقة المشكلة بأن البرنامج الجديد لقطع التيار الكهربائي (تصل الكهرباء 6 ساعات كل 24 ساعة) لم يتوافق مع ضخ المياه، حيث تضخ المياه لوقت قليل دون وجود كهرباء لرفعها للخزانات، وحينما تتوفر الكهرباء لا يتم ضخها.
مشكلة متدحرجة
يقول المواطن غسان مصطفى في حديثه لوكالة "قدس برس": ننتظر الماء بحسب دورنا لضخها لنا، ونقوم بالاتصال بمشغل البئر فيعتذر عن الضخ لأنه لا توجد عنده كهرباء أو سولار لتشغيل البئر"، وتساءل لماذا لا يتم توفير سولار لهكذا بئر حيوي يعتمد عليه آلاف السكان.
ويضيف: "أحيانًا تتوفر الكهرباء لدينا فنقوم بالاتصال لمشغل البئر لضخ المياه لنا فيعتذر أيضًا، لأنه ليس دورنا، وأنه يقوم بالضخ لمنطقة ثانية، وأحيانًا أخرى وحينما تضح المياه لنا وقت انقطاع التيار الكهربائي نتصل في شركة الكهرباء لإيصال الكهرباء لنا استثناء فتعتذر الشركة لنا بدعوى أنه ليس دورنا في الكهرباء، وأنها تعمل وفق برنامج واضح بإيصال الكهرباء ست ساعات خلال 24 ساعة لكل بيت". مشيراً إلى أنه بقيت المشكلة منذ بداية الشهر الحالي تتدحرج ونحن نتصل بالمسؤولين عن شركة الكهرباء، وكذلك عن بلدية غزة "ولا حياة لمن تنادي". على حد قوله.
منازل بدون ماء
مواطن آخر يدعى سيد حامد يقول "حاولنا التغلب على هذه المشكلة قبل فترة وذلك لأن الماء تضخ لنا من بئر بعيد جدًا فتبرع أحد فاعلي الخير لحفر بئر في المنطقة تكلفته 70 ألف دولار، إلا أنه واجهتنا مشكلة بأن الكهرباء في تلك المنطقة لا يمكنها تشغيل البئر الذي يحتاج لمحول جديد".
وأضاف حامد: "منازلنا لا يوجد بها قطرة ماء واحد لا للشرب ولا للاستخدامات الأخرى"، منوها إلى أنهم استغلوا الأمطار الأخيرة وجمعوا قليلاً من الماء للاستخدامات الأخرى غير الشرب.
بدورها وصفت إيمان صبحي إحدى ربات البيوت الوضع بالصعب جدًا، وقالت لـ "قدس برس": "لا توجد ماء للغسيل أو الجلي أو للحمامات ولا حتى للشرب". وتضيف: "هذا وضع صعب جدًا لم يمر علينا حتى في أيام الحرب على غزة قبل أكثر من ثلاث سنوات"، مشيرة إلى أن هذه الأزمة لو كانت في الصيف لأدت إلى حصول حالات وفاة.
واضطر بعض المواطنين إلى الاستعانة بشراء الماء وضخه في خزاناتهم، حيث انشغلت معظم محطات التحلية وغيرها في نقل المياه إلى هذه المنطقة، وذلك على الرغم من شح الوقود لديهم.
يقول مهران، الذي يعمل في محطة مياه إنهم يتلقون يوميـًا عشرات الاتصالات لإيصال المياه لهم وأنهم يظلوا يعملون لساعات متأخرة من الليل في ظل شح الوقود.
وأضاف: "نحن أكثر من غيرنا نعلم بهذه الأزمة، لأننا نتلقى الاتصالات من كل البيوت في هذا الحي"، محذرًا من أن تنتقل هذه الأزمة لمناطق أخرى في ظل اشتداد أزمة الوقود.
مشكلة المناطق المرتفعة
من جهته؛ يؤكد المهندس رمزي أهل، مدير دائرة المياه في بلدية غزة أنهم يواجهون مشاكل كبيرة في إيصال المياه إلى شارع المغربي وحي الصبرة، كونه من المناطق المرتفعة جغرافيا في مدينة غزة، بالإضافة إلى مناطق أخرى، محذرًا من أزمة مياه كبيرة في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي وشح الوقوع.
ويتابع أهل في تصريحات لـ "قدس برس": "إن انقطاع التيار الكهربائي لمدة 20 ساعة متواصلة يضطرنا لتشغيل آبارنا على مولدات لمدة خمسة عشر ساعة متواصلة وهي مصممة للعمل في ظل الطوارئ لمدة سبع ساعات فقط".
ويضيف: "وعلى الرغم من ذلك؛ وحينما نضخ هذه الكمية من المياه، نجد أن الكهرباء قد قطعت عن تلك المنطقة، بحسب برنامج شركة الكهرباء، فلا يصل الماء إليها". مشيراً إلى أن عدم انتظام التيار الكهربائي خلال فترة وصوله إليهم يتسبب في مشاكل فنية، حيث أن توقف المضخات عن العمل فجأة، يعني عودتها إلى نقطة الصفر في عملية الضخ.
ويقول أهل: "أعطني كهرباء ثماني ساعات منتظمة، وأنا أعطيك ماء بشكل منتظم، ولكن بهذه الطريقة الأمر صعب جدًا، ورغم ذلك نعمل كل ما في وسعنا من أجل إيصال الماء لكل بيت في قطاع غزة".
ووصف المسؤول في بلدية غزة التنسيق ما بين بلديته المسؤولة عن الماء وشركة توزيع الكهرباء المسؤولة عن مد إيصال التيار الكهربائي بـ "الكذبة الكبيرة"، وذلك نظرًا لأنهم يضخون ماء لمنطقة كبيرة تكون موزعة بين أكثر من برنامج للكهرباء فلا تصل الماء لكل المنازل.
تراجع ضخ المياه
ويواصل: "إنتاجنا اليومي كان يصل إلى 100 ألف كوب يوميًا، والآن الإنتاج أقل من 20 ألف كوب يوميًا، بالرغم من الجهود الجبارة التي نبذلها وشح السولار وصعوبة الحصول عليها، حيث نحتاج شهريًا إلى 120 ألف لتر سولار.
ويضيف: "أحذر، وخصوصًا مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، بأننا سندخل في كارثة إنسانية بيئة، بحيث سيكون الوضع صعبًا لا يمكن السيطرة عليه". وحذر المسؤول الفلسطيني من أن احتياطي الوقود لديهم بدأ بالنفاد وهناك صعوبة كبيرة في الحصول عليه.
وحول بئر المياه الموجدة في منطقة شارع المغربي؛ أكد أهل أن هذا البئر يواجه صعوبة كبيرة في العمل، فهو يحتاج لخط كهرباء يتمتع بمميزات خاصة ويحتاج لمحول كهربائي لتغذية المنطقة، مشيرًا إلى أنهم تواصلوا مع شركة توزيع الكهرباء التي أكدت أن ثمن المحول ثلاثين ألف دولار.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام