القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 20 كانون الثاني 2025

قبيل رمضان .. الضفة تموت عطشًا

قبيل رمضان .. الضفة تموت عطشًا
 

الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام

كلما قاربت الأيام بين المسلمين وشهر الخير ازدادت القلوب فرحا لاستقباله بما يحمل من رحمة وفضائل، ولكن في الضفة حكاية مختلفة نتيجة عربدة الاحتلال في كل الجوانب، وربما كان أبرزها سرقته مياه الينابيع والأمطار والأخرى الجوفية وترك أبناء الضفة يعانون من نقص المياه على أعتاب الشهر الفضيل.

وللناظر بقرب إلى حال العائلات في الضفة يلاحظ توجه الكثيرين إلى شراء كميات من المياه بأسعار عالية خلال فصل الصيف تجنبا لأزمة نقص المياه والتي تنغّص عيشهم خلال كل المناسبات بما فيها حلول شهر رمضان.

سياسة العطش

ويقول عارف دراغمة رئيس المجلس القروي لقرية المالح في الأغوار الشمالية إن تلك المناطق تعاني نقصا حادا في المياه بسبب سياسات الاحتلال واستيلائه على مصادر المياه في الأغوار وحرمان الفلسطينيين منها رغم أنهم أصحابها.

ويضيف دراغمة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن قوات الاحتلال تقوم بوضع خطوط وأنابيب لسرقة المياه الفلسطينية وتغذية المستوطنات ومعسكرات الجيش بها في الوقت الذي لا يستطيع فيه الفلسطيني أن يحصل على كوب مياه واحد لأطفاله، مبينا بأن المواطنين في منطقة الأغوار يضطرون للسير أكثر من 20 كم من أجل شراء كميات من المياه بأسعار مرتفعة.

ويؤكد دراغمة بأن الاحتلال تعمد أيضا سرقة الينابيع الفلسطينية وأقام المضخات بالقرب منها لنهب مياهها وتحويلها إلى المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين، حيث إن عدد الينابيع في الضفة يقدر بـ600 معظمها تم الاستيلاء عليه وبعضها الآخر لا يستطيع الفلسطينيون الاستفادة منه.

ويتابع:" الاحتلال يتبع أيضا سياسة مصادرة صهاريج المياه أي أنه لا يريد للفلسطيني أن يستفيد من المياه الخاصة به، فأكثر من مرة يقتحم الأغوار والقرى فيها ويقوم بمصادرة صهاريج المياه التي تغذي سكان تلك المناطق، وفي الفترة الأخيرة قام بمصادرة 12 صهريجا خلال أيام قليلة".

ويرسم دراغمة صورة لأحد الأطفال في قرى الأغوار والذي حاول أن يملأ زجاجة فارغة بالمياه التي كانت تسيل من أحد الصهاريج حين تمت مصادرته من قبل الجنود الذين قاموا بدفع الطفل ومنعه من الشرب أو ملئ زجاجته الصغيرة.

حقائق قاسية

بدوره يؤكد الخبير في شؤون الاستيطان في الخليل عبد الهادي حنتش بأن الاحتلال يصادر 52% من المياه الفلسطينية في الضفة، وأن ما نسبته 32% يقوم بالاستيلاء عليها لتغذية مستوطناته المنتشرة هناك.

ويوضح الخبير لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" بأن ما يتبقى للفلسطينيين هو 16% لا تكفي حاجة ما يقارب ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة المحتلة، مبينا بأن تلك النسبة لا يستطيع الفلسطينيون استثمارها بسبب ممارسات الاحتلال ومنعهم من الاقتراب من مصادر تزويد المياه.

ويضيف:" الاحتلال يتعمد القيام بسياسات ممنهجة لمنع الفلسطيني من الحصول على المياه اللازمة، فيشن مثلا حربا على الآبار ويقوم بهدمها في مناطق محيطة بالخليل بزعم أنها غير مرخصة ويحفر الآبار العميقة بالقرب من مصادر المياه الجوفية لسرقتها".

ويشير حنتش إلى أن مدينة الخليل والبلدات المحيطة بها تعاني من أزمة مياه حادة في فصل الصيف بسبب انتشار الاستيطان على أراضيها بشكل مكثف، حيث تنهب المستوطنات مياه الفلسطينيين الذين يُتركون عطاشى في كل عام.

ويتابع:" وحتى الاحتلال يمنع الفلسطينيين من استغلال مياه الأمطار لأنه يمنع السلطات المختصة من إقامة السدود لدواع أمنية كما يزعم، وهذا الأمر يكمل سلسلة السياسة العنصرية للاحتلال في منع الفلسطينيين من الاستفادة من مواردهم الطبيعية".

هي الحال في الضفة تتأرجح بين جرحين، فإما القتل والملاحقة والاعتداء وإما الحرمان والظلم والتجبر بحق أبنائها، ورغم كل ذلك يبقى الصمود خيارا وحيدا لهم.