قرعاوي: الاحتلال تفاجأ من قوة المقاومة بغزة
.jpg)
الضفة المحتلة – الرسالة نت - أمينة زيارة
أكد فتحي قرعاوي النائب في المجلس التشريعي
عن مدينة قلقيلية، أن الاحتلال الإسرائيلي تفاجأ من قوة المقاومة ودقة تصويبها ونوعية
الأسلحة المستخدمة، وهذا ما أكدته التصريحات الصهيونية التي طالبت الوسيط المصري والرئاسة
الأمريكية بالضغط على المقاومة في غزة للقبول بالتهدئة.
وقال قرعاوي في حديث خاص لـ "الرسالة
نت"، السبت: "الاحتلال يخطط لضرب غزة منذ مدة بعدما فشل في ضرب حزب الله
وإيران وكان يتهيأ باستمرار لضربة عسكرية قادمة في المنطقة، فكان اختيار غزة بصفتها
الطرف الأضعف من وجهة نظره؛ لعدة اعتبارات أولها إعادة قوة الردع الإسرائيلي ومن ثم
منع الصواريخ المنطلقة من قطاع غزة إلى البلدات المحتلة".
وأضاف: الاحتلال توقع حرباً خاطفة تستمر لساعات
مع المقاومة الفلسطينية يظهر فيها قوته؛ لكنه تفاجأ بقوة المقاومة ودقة تصويبها، فقد
وصلت القذائف إلى مناطق لم يعهد الاحتلال أن تصل إليها الصواريخ في تل أبيب والقدس
الشرقية، مما أدى إلى حالات الهلع والرعب والإصابات الكثيرة".
وفيما يخص اغتيال القيادي الجعبري، شدد النائب
القرعاوي على أن "أبو محمد" شخصية عسكرية وسياسية اعتبارية ليست لدى الحركة
الإسلامية فحسب بل للشعب الفلسطيني بكامله، وقد شكل هذا القيادي هاجس لدى الاحتلال
بعدما قاد عمليه خطف الجندي شاليط ومن ثم تسليمه بيده لدولة الكيان، فقد بقيت صورته
راسخة في أذهان الاحتلال والمواطن الإسرائيلي لذا سعى الاحتلال إلى إزالة هذه الرمزية
الفذة باغتياله.
ويكمل: "الاحتلال يرغب في إيذاء المقاومة
بأي وسيلة لأنها أظهرت ضعفه وأرعبت المواطن "الإسرائيلي" من خلال صواريخها
التي وصلت إلى حدود لم يتوقعها الاحتلال، فكان اغتيال رئيس أركان كتائب القسام أحمد
الجعبري وذلك لرفع أسهم نتنياهو سياسياً وباراك في الانتخابات القادمة ويعزز مقاعدهم
على حساب الشعب الفلسطيني ورموزه الوطنية.
ويواصل حديثه عن شخصيه الجعبري: "لقد
خسر العالم رمزية وطنية وعقلية عسكرية وعنيدة يفتخر بها العالم، فلقد شكل هذا القيادي
مقاومة راشدة ومتوازنة عسكرياً يشهد بقوتها القاصي والداني، وقد فاجأت العالم والأعداء
بتوازنها وقوتها خلال التصعيد الأخير في قطاع غزة".
قفزة نوعية
وعن انتفاضة المواطنين في الضفة الغربية انتصاراً
لدماء غزة، قال قرعاوي: "هذه الهبة ليست بالمستوى المطلوب؛ لكنها تشكل قفزة نوعية
على مستوى الواقع الفلسطيني المعاش في الضفة، فقد خرج المواطنون إلى الشارع رفضاً لما
يحدث في غزة معلنين انتمائهم الحقيقي للمقاومة، فقد وعيت تلك الجماهير لقوة وأهمية
المقاومة باعتبارها الخيار الاستراتيجي للشعب الفلسطيني".
ويضيف: "تلك الانتفاضة المصغرة من مناطق
الضفة عبارة عن انقلاب على النهج الاستسلامي التي تنتهجه السلطة، فلم يكن الاتجاه الإسلامي
الوحيد في الميدان بل كانت هناك قيادات غير إسلاميه أدانت الطرف المستسلم للاحتلال
على صمته اتجاه ما يحدث في غزة".
وذكر أن ما حصل في الضفة يرسل رسائل اطمئنان
لأهل غزة بأن الإنسان في الضفة لم يمت وضميره حي وكل المحاولات لخلق إنسان جديد مسلوخ
عن مبادئه وقيمه سقطت أمام ضربات غزة الموجعة التي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات
الجرحى ليصرخوا في وجه المتخاذلين رافضين صمتهم المشين.
غياب واضح للأجهزة
ويرى قرعاوي بأن السلطة الفلسطينية طرف ضعيف
ليس لديه شيء يقدمه للشعب وصد العدوان عن قطاع غزة فهي مرتبطة باتفاقيات ومعاهدات استسلامية
لن تستطيع الخروج عنها.
وقال: "شاهدنا غيابا واضحا للأجهزة الأمنية
في المسيرات الغاضبة التي خرجت في الضفة الغربية، فقد تعمدت الغياب عن الساحة حتى لا
يسبب لها حرج في مواجهه الجماهير الغاضبة في الشارع، حتى أن أبو مازن قطع زيارته ليتحدث
بكلمتين لا تسمن ولا تغني من جوع أمام الكم الهائل من الشهداء والمصابين، فالمقاومة
اليوم تثبت لأبي مازن بأن صواريخها ليست عبثيه بل قوية وأصابت الهدف وعادت المقاومة
تتصدر الاهتمام وعزة الأمة".
وعن الدور المصري خلال الحرب على غزة فيتحدث
النائب عن مدينه قلقيلية: القيادة والشعب المصري كما عهدناه يقف إلى جانب الشعوب العربية
وذلك بعد التغيير الجوهري في حقيقة التغيير السياسي الذي حدث بعد زوال الحكومة السابقة
وتولي د. مرسي رئاسة مصر مثمناً الخطوة التي أقدم عليها رئيس وزراء الحكومة المصرية
وبعض وزرائه، واصفاً إياها بالطيبة والمشكورة على تحديها للاحتلال وزيارتها لقطاع غزة
في ظل القصف والنيران، فهو يحمل رسالة مكملة للرسائل السابقة من القيادات العربية بوضع
حد للحصار الصهيوني.
وعما إذا كنا مقبلين على هدنة؟، رد قرعاوي:
"المقاومة هي صاحبه القرار في عقد هدنة أم لا، والأصل ألا تكون مجانية تكون على
أساس رفع الحصار السياسي والاقتصادي عن قطاع غزة وحماية انجازات الأسرى، فأي هدنة مجانية
مرفوضة من قبل الشارع الفلسطيني وعلى المقاومة أن تضغط أكثر من أجل تحقيق طموح الشعب
الفلسطيني".