قرية "وادي فوكين" تتجرع النكبة
كل يوم

الجمعة ، 13 شباط، 2015
إلى الغرب من مدينة بيت لحم جنوب الضفة
المحتلة تتوجه أعيننا هذه المرة، قرية وادي فوكين؛ سلة غذاء المحافظة، والتي كانت تعرف
باسم "الوادي الأخضر"؛ كثرة الينابيع ووفرة المياه، وخصوبة التربة جعلتها
منطقة خضراء بكل ما تحمل اللوحة من تفاصيل الطبيعة وجمالها.
معركة النكبة
تقع القرية بمحاذاة "الخط الأخضر"؛
الذي سمي بهذا الاسم لأنه خط من الأشجار الحرجية الكثيفة، ممتد من شمال الضفة وحتى
جنوبها.
توقفت معركة النكبة عند القرية؛ لكن الهجرة
كانت بدأت من القرية باتجاه مدينة بيت لحم، ومخيم الدهيشة على وجه التحديد، فهاجر عدد
من أهالي القرية وبقي البعض الآخر؛ فمن هاجر كان يعود للقرية ليعتني بمزروعاته التي
كان يقتات منها نهارا، ويذهب لينام في المخيم ليلا؛ خوفا من بطش الاحتلال.
وبعد "النكسة" عام 1967 لم يفكر
أحد من أهل القرية بالنزوح عنها، فبقيت القرية الصغيرة على حالها في الوادي الممتد
بين الجنوبية الغربية لمحافظة القدس، وما يقابلها من جبال الخليل الشمالية.
أوسلو وما بقي من الأرض
رمى اتفاق أوسلو القرية في شباك المنطقة
المصنفة "ج"؛ لتكون لقمة سائغة بين يدي الاحتلال، يسيطر عليها مدنيا وأمنيا.
يقول السيد أحمد سكر رئيس المجلس القروي:
"من أصل اثني عشر ألف دونم هي المساحة التاريخية للقرية؛ ترك الاحتلال للفلسطينيين
أقل من ألف وخمسمائة دونم منها، يسمح لهم في البناء بأقل من مائتي دونم هي مساحة المخطط
الهيكلي للمجلس القروي".
تحيط بالقرية ثلاث مستوطنات؛ أكبرها مستوطنة
"بيتار" التي يقطنها أكثر من خمسين ألف مستوطن، وتحاصر القرية من الجهة الشرقية؛
لم تتوقف وحشيتها عند سرقة أراضي القرية لصالح بناء المستوطنة وتوسعتها. فالمستوطنون
يفتحون المياه العادمة لمستوطنتهم باتجاه الأراضي الزراعية للقرية، والتي تقع أسفل
المستوطنة، فتغمر المياه العادمة هذه الأراضي ما تسبب دمارًا هائلا للمزروعات والتربة
في تلك المنطقة.
من الجهة الأخرى تقع مستوطنة "سور
هداسا" التي تتربص بالقرية من على رؤوس الجبال الغربية للقرية، وقد خلّف التوسع
المحموم لهذه المستوطنة على حساب أراضي القرية؛ رعبا لدى الأهالي نتيجة التفجيرات التي
يقوم بها الاحتلال هذه الأيام في الجبال لتسهيل عملية البناء الاستيطاني في المستوطنة.
قدر الله منع وقوع كارثة في منزل السيدة
أم باسل؛ بعد سماعها صوت انفجار ضخم في أحد الأيام؛ "خرجت من المنزل لمعرفة مصدر
الصوت، وإذا بالطيور فازعة تحلق في السماء، ولم أرَ سوى حجر بوزن أربعة كيلوغرامات
تقريبا، يسقط بالقرب مني"؛ حجر لم يكن الوحيد؛ ففي أرض أخرى ثقبت الحجارة المتطايرة
بيتا بلاستيكيا للمزارع أبو أحمد سكر.
هي قرية يقطنها ألف وثلاثمائة فلسطيني،
لا يملكون في مقابل التوحش الاستيطاني المحيط بهم، سوى إيمانهم العميق بواجبهم في الثبات
على هذه الأرض.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام