القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 20 كانون الثاني 2025

قصة حب حوّلت رامز المسيحي إلى مسلم... وفجّرت أزمة في غزة!

قصة حب حوّلت رامز المسيحي إلى مسلم... وفجّرت أزمة في غزة!

الأربعاء، 18 تموز، 2012

للمرة الأولى، طفت على السطح قضية تحوّل مسيحيين إلى الدين الإسلامي في قطاع غزة الساحلي الذي تسيطر عليه حركة حماس، بعدما تسبب اعتناق أحد الشبان الأرثوذكسيين الإسلام باتهامات متبادلة بدأها مطران الكنيسة الأرثوذكسية في القطاع اليكسيوس.

وفي بيان أصدره، مساء أمس الأول، اتهم المطران اليكسيوس جماعة إسلامية مسلحة بأنها اختطفت شابا مسيحياً يدعى رامز العمش (24 عاما) لإجباره على اعتناق الإسلام، وهو ما نفته وقائع حصلت عليها «السفير» من مصادر موثوقة، أتت لتؤكد تصريحات حكومية ودينية بهذا الخصوص.

وأشار المكتب الإعلامي للكنيسة الأرثوذكسية، في بيان، إلى أن «حركة إسلامية خطيرة تحاول إقناع الشباب المسيحي والنساء بان يبدلوا دينهم للديانة الاسلامية وبهذه الطريقة يتم تدمير العائلات المسيحية والوجود المسيحي في قطاع غزة».

وتابع البيان «هذه الحركة الإسلامية تستخدم طريقة قذرة ومظلمة وتزرع الخوف والضغط الشديد والابتزاز وتستخدم طرقا غير شريفة من مواد كيميائية مخدرة للسيطرة ودب الخوف والرعب في نفوس الذين يختطفونهم».

ولفت البيان إلى انه «تم اختطاف الشاب رامز العمش يوم السبت الماضي، بالإضافة الى امرأة مع ثلاث فتيات قاصرات تم اختطافهن من بيوتهن الأربعاء الماضي».

لكن المتحدث باسم شرطة حماس أكد أنه «لا توجد أي حالة من حالات الخطف أبدا في قطاع غزة»، مضيفاً «نهيب بإخواننا المسيحيين الذين نكن لهم كل الاحترام ولهم معاملة لا مثيل لها في غزة بعدم إفساد هذه العلاقة».

وقال وزير الصحة في الحكومة المقالة باسم نعيم إن الشاب العمش التقى مع أهله في لقاء ودي عقد في مقر «المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان»، حيث أصر على أنه أعلن إســلامه من دون أي ضغوط عليه، ومن دون تواجد أي مسلح قبل اللقاء أو خــلاله أو بعده.

ووصف نعيم الاتهامات التي وجهها مطران الكنيسة بأنها «محض افتراء لا أساس له من الصحة»، محذراً من أن أي اتهامات تفتقد إلى الثقة والمصداقية من هذا الشكل، تدفع بأجواء التعايش السلمي نحو التوتر، وهذا لا يخدم القضايا العامة للشعب الفلسطيني، ولا العلاقة المميزة بين أبناء الشعب الفلسطيني.

الرواية ذاتها تكررت لدى رابطة علماء فلسطين، التي ساعدت العمش بعد لجوئه إليها في إشهار إسلامه والتي شددت في بيان لها على أن «لا إكراه في الدين». وأشارت الرابطة إلى أن العمش لم يدخل الإسلام اليوم أو قبل أسبوع بل منذ ما يزيد عن خمسة أشهر، وأنه جاء يوم السبت الماضي ليشهر إسلامه وطلب تعلم تعاليم الإسلام، مؤكدةً أنه «جاء إليها ولم تذهب له».

أما الرواية التي حصلت عليها «السفير» من مقربين جداً من الطائفة الأرثوذكسية في غزة فتقول إن الشاب العمش تعرف قبل سنتين إلى فتاة مسلمة من غزة، وأحبها وطلب من ذويه أن يتزوجها فرفضوا، واشترطت هي أن يعلن إسلامه ليتزوجا.

وتقول الرواية إن الشاب العمش ذهب إلى رابطة علماء فلسطين، وطلب منهم تعلم الدين الإسلامي ليصبح مسلماً بإرادته، وأبلغهم بما جرى معه وتخوفه من رفض عائلته هذا الأمر، فتعهدت الرابطة بمساعدته.

وتوسط المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة لدى الرابطة لجمع العمش بوالديه وخالته. وكان مفاجئاً خلال الاجتماع أن والد رامز تقبل فكرة إسلامه واحترم إرادته، لكن والدته رفضت وانفعلت بشدة، ما استدعى نقلها إلى المستشفى، وهناك حصل أن تجمع العشرات من المسيحيين لأخذ العمش معهم. وهنا، والرواية لذات المصدر، تدخلت قوة من أمن غزة بثلاث سيارات لإنهاء «التمرد» البسيط، وأخذ رامز إلى مكان آمن.

وقال مصدر في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، في تصريح لـ«السفير»، إن المركز تلقى شكوى من عائلة الشاب، وجلس أكثر من مرة معه على انفراد، ووجد أن الشاب هو من اعتنق الإسلام ولم يكن مكرهاً أو مدفوعاً بإغراءات مادية أو معنوية. كذلك أكد المركز أنه التقى بخمسة أشخاص اعتنقوا الإسلام وأكدوا أنهم أقدموا على ذلك بملء إرادتهم.

المصدر: ضياء الكحلوت - السفير