قضية اغتيال عرفات تربك قيادة فتح مجددًا
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام
تسود أوساط قيادات في حركة "فتح" حالة من الارتباك والتخبط في التعامل مع قضية اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأصبحت قيادات كثيرة في الحركة تخشى وتتهرب من تساؤلات يطرحها كوادر وأبناء فتح قبل غيرهم، حول سياسة "التكتم" التي تنتهجها فتح والسلطة حول ملف اغتيال "أبو عمار"!
وقال قيادي ميداني في حركة فتح لمراسلنا بالضفة: إن اللقاء الأخير لأمناء سر الأقاليم بحركة فتح شهد نقاشا حادا وعاصفا حول ما أسموه "الورطة" التي تسببت بها قناة الجزيرة لقيادة السلطة حول ملف اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات.
تساؤلات الشبيبة!
وأضاف القيادي الفتحاوي - الذي فضل عدم ذكر اسمه – "أن القيادة للأسف لم تكن قادرة على الإجابة على أسئلة أبناء الشبيبة الفتحاوية، والتي تدور حول سؤال مركزي هو: لماذا لم تقم قيادة الحركة بالتحقيق بقضية اغتيال أبو عمار بذات الطريقة التي قامت بها الجزيرة فور وفاة الرئيس أبو عمار، ولماذا أغلق الملف على عجل؟".
وتابع: " لقد وصل أسئلة القيادات الشابة والكوادر لدرجة التشكيك بالتواطؤ، ما دفع ببعض القيادات في الحركة إلى حرف البوصلة بالحديث عن الأجندة المشبوهة لقناة الجزيرة"، واستدرك "لكن يبدو أن الشباب لم يكترثوا بأجندات الجزيرة بالقدر الذي يريدون فيه معرفة الحقيقة".
وأكد القيادي الميداني أن مركزية حركة فتح تشعر أنها في ورطة حقيقية، وأشار إلى أن كل خطواتها الأخيرة تنم عن تخبط وإحراج كبيرين تجاه الرأي العام الخارجي و تجاه القاعدة الفتحاوية.
صمت مريب
واستطرد: هناك حالة إحباط شديدة تسود المقاطعة في رام الله من " السهام القاسية" التي بدأت تخرج من قواعد حركة فتح تجاهها، وحالة التذمر الشديدة التي فجرتها هذه القضية، والتي أبرزت أن قاعدة حركة فتح - وإن كانت ساكنة خلال السنوات الماضية - سرعان تثور حينما تصل الأمور لهذه الدرجة من الاستهتار والصمت المريب تجاه دماء زعيمها التاريخي.
وأشار إلى أن قيادات في فتح حاولوا في بادئ الأمر الخروج من الحرج من خال تعبئة إعلامييها والناطقين باسمها من أجل شن هجوم عنيف وتشكيكي بالجزيرة وقطر، لكن سرعان ما استدركوا الأمر وخرجوا بتصريحات جديدة تدعو للتحقيق، بعد أن شعروا أن المسألة أخذت أبعادا داخلية وإقليمية ودولية.
وأضاف: لكن للأسف حتى الآن لم تتخذ أية خطوات جادة للتحقيق وكل ما يجري هو لجان شكلية لامتصاص الرأي العام الداخلي.
يشار إلى أن القيادي بحركة فتح وضابط المخابرات السابق فهمي شبانة – والذي كان عضوا في لجنة التحقيق باغتيال أبو عمار - قال اليوم في تصريحات صحفية إن التحقيقات التي أجريت عقب اغتيال عرفات أشارت إلى تورط مسؤول أمني كبير بالسلطة ينحدر من قطاع غزة، وقيادي سياسي كبير في رام الله، ولكن تم إغلاق الملف وعدم متابعته.