قنديل في غزة لإنجاز «هدنة».. مرسي «لن يترك غزة وحدها»
السبت،
17 تشرين الثاني، 2012
تتجه الأنظار منذ بدء العدوان على غزة نحو رد الفعل المصري، فمن المفترض
أن مصر بعد الثورة تختلف في سياستها الخارجية كلياً عن مصر قبل الثورة. وقد حاولت السلطات
المصرية عكس ذلك فعلاً، عبر سحب سفيرها من تل أبيب، وهو أمر ليس بجديد على الخارجية
المصرية. ولكن ما اعتبر خطوة إيجابية، هو إيفاد رئيس الحكومة هشام قنديل إلى قطاع غزة،
أمس، في ثالث أيام العدوان، لكن ليؤكد على ضرورة الهدنة. أما الرئيس محمد مرسي، فحذر
«المعتدين» من أن «القاهرة لن تترك غزة وحدها».
أما الشارع المصري، فلم يكتف بالخطوات السياسية، فطالب الآلاف في تظاهرات
بالتصعيد وقطع العلاقات مع إسرائيل، في حين علت الهتافات «الشعب يريد تحرير فلسطين».
وفي خطاب بعد صلاة الجمعة في القاهرة، وصف مرسي الهجمات الإسرائيلية على
القطاع بأنها «عدوان سافر على الإنسان». وقال «أنا أحذر، وأكرر تحذيري، للمعتدين بأنه
لن يكون لهم أبدا سلطان على أهل غزة»، مضيفاً «القاهرة لن تترك غزة وحدها». وتابع
«المصريون دوماً يحبون السلام ولم يستعمروا أحداً، لكنهم كانوا دوماً قادرين على صد
العدوان وحماية الأرض والعرض، نحن كما كنا وما زلنا، بل نحن أشد حرصاً على أن نكون
درعاً واقية لأمتنا العربية والإسلامية».
ولتعزيز موقفه، أوفد مرسي رئيس حكومته هشام قنديل إلى غزة، حيث أكد منها
أن حكومته تعمل على تحقيق التهدئة و«إيقاف العدوان».
وقال قنديل، خلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيس حكومة حركة حماس المقالة إسماعيل
هنية في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، إن «مصر الثورة لن تتوانى عن تكثيف جهودها
وبذل الغالي والنفيس لإيقاف هذا العدوان وتحقيق الهدنة واستمرارها»، مضيفاً أن مصر
ستبذل هذه الجهود «حتى يتحقق السلام الدائم والشامل والعادل وتقام الدولة الفلسطينية
وعاصمتها القدس الشريف، هذا هو السبيل الوحيد الذي سيحقق الاستقرار ويحقق مصلحة جميع
شعوب المنطقة». وأكد أن «مصر تقف إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني حتى يستردوا جميع
حقوقهم المشروعة ويقيموا دولتهم المستقلة ذات السيادة غير المنقوصة».
وقبيل الزيارة، أعلنت مصادر إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
وافق على تجميد العملية العسكرية الواسعة النطاق «عمود السحاب»، خلال زيارة قنديل.
لكن هذا لم يحصل فعلياً.
وقال المصدر إن «نتنياهو وافق على طلب مصري بوقف إطلاق النار خلال الزيارة
التي سيقوم بها إلى غزة هذا الصباح رئيس الوزراء والتي من المفترض أن تستغرق حوالي
ثلاث ساعات».
ولكن خلال زيارة قنديل، استشهد فلسطينيان، أحدهما طفل، في غارة جوية على
شمال غزة. وبحسب، المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة أدهم ابو سلمية
فإن جثة الشهيد الطفل وصلت إلى مستشفى الشفاء خلال جولة قنديل فيها برفقة هنية.
وفي المستشفى، قال قنديل إن «ما شاهدته في غزة وما شاهدته في المستشفى
والشهداء لا يمكن السكوت عليه، الطفل الشهيد محمد ياسر الذي سالت دماؤه الآن... هذه
المأساة لا يمكن السكوت عليها وعلى العالم اجمع أن يتحمل مسؤوليته لوقف العدوان، وعلى
"إسرائيل" أن تحترم التعهدات وتحترم المواثيق التي وقعت عليها»، مضيفاً أن
«هذه الزيارة ليست مجرد إيصال الدعم السياسي ولكنها وقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني
على الأرض».
وتظاهر آلاف المصريين أمس، في محيط الجامع الأزهر ووسط القاهرة ضد العدوان
الإسرائيلي. وخرجت مسيرات كبيرة من جامع الأزهر في اتجاه ميدان التحرير ضمت عشرات الآلاف
من المتظاهرين، الذين رددوا هتافات «على غزة رايحين شهداء بالملايين» و «بالروح بالدم
نفديك يا فلسطين».
وطالب المتظاهرون بخطوات تصعيدية من السلطة السياسية، وقال أحد المشاركين
بلال أبو العلا «القرارات التي اتخذت ليست كافية فإخوتنا في غزة يقتلون»، أما محمد
المصري فقال «ما يرضينا هو قطع العلاقات مع "إسرائيل" بشكل قاطع».
أما عمر عثمان فاعتبر أن «زيارة قنديل لغزة رسالة قوية لو تتبعها خطوات
أقوى مثل طرد السفير الإسرائيلي وإغلاق قناة السويس أمام السفن الإسرائيلية، وإلغاء
التطبيع».
وفي التحرير هتف الآلاف «الشعب يريد تحرير فلسطين» و«غزة غزة ارض العزة»،
و«يا مرسي قول لهنية أوعى تسيب البندقية». كما شارك الآلاف في الإسكندرية في شمالي
البلاد، في تظاهرات مرددين هتافات منها «تسقط تسقط إسرائيل».
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ش ا)