كتائب الشهيد عز الدين القسام : في ذكرى وفاء الأحرار .. عهداً سنكمل المشوار
عام مضى على صفقة "وفاء الأحرار" التي أجبرت فيها المقاومة العدو الصهيوني على الخضوع لإرادتها، في سابقة تاريخية ترسم فيها المقاومة خارطة جديدة لقواعد الصراع مع العدو، ونموذج حيّ على الندّية في التعامل مع المحتل بلا تفريط ولا تراجع ولا تنازل، فيجبر الغاصب المحتل على إطلاق سراح 1050 أسيراً وأسيرة ممن حوكموا بعشرات آلاف السنين ظلماً وعدواناً، إنها آية الله في تمكين عباده المجاهدين وإذلال الصهاينة المعتدين.
لقد كانت عناية الله تحفّ هذه العملية منذ التخطيط المحكم والإعداد الجيد، ثم التنفيذ العسكري المتقن، ثم المعركة الأمنية والعسكرية المعقّدة وما تخللها من عدوان وحرب استخبارية على كافة الأصعدة، ثم المعركة التفاوضية والسياسية الواثقة، وما رافقها من محاولات الإفشال والإخضاع حتى اللحظة الأخيرة، وصولاً إلى لحظة الحصاد التي تجلّت فيها عظمة الهدف وصدقية المنهج ودقة التنفيذ بفضل الله تعالى ..
لقد بذل مفاوضنا المقتدر -بفضل الله- كل جهد في إنجاز صفقة نوعية بكل معنى الكلمة؛ من حيث عدد المحررين، ومحكومياتهم التي جاوزت في مجموعها (92 ألف عام)، وجغرافية الصفقة التي شملت كل أنحاء الوطن، والتركيبة السياسية للمحررين إذ شملت كافة الفصائل الفلسطينية.
إن هذا النجاح المركّب العظيم والانجاز التاريخي للمقاومة الفلسطينية لم يكن ليتحقق لولا رعاية الله أولاً ثم صمود شعبنا الأبي العظيم، وجهاد أبطاله الميامين، ودفقات الدماء الزكية التي سالت من أجساد المجاهدين والمقاومين، وصبر وآهات الأسرى والمعتقلين، وإصرار الرجال الذين يحملون هذا الهمّ قولاً وفعلاً ..
إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام وفي هذه الذكرى الخالدة المباركة نؤكد على ما يلي:
1) إن ذكرى صفقة وفاء الأحرار ليست في مفهومنا احتفالية وطنية فحسب، بل هي صفحة في سجل المجد ستتبعها صفحات، هذا عهدنا ووعدنا وقسمنا، والتاريخ سيشهد على صدقنا بإذن الله.
2) إن صفقة "وفاء الأحرار" أثبتت أمام كل العالم صوابية خيارنا وإستراتيجيتنا في التعامل مع قضية الأسرى، فالعدو لا يرضخ إلاّ بالمقاومة، وسنخاطبه باللغة التي يفهم، وستبقى المقاومة هي طريق تحرير الأسرى والمسرى.
3) إن كتائب القسام لا يمكن أن تكتفي بما تحقق من إنجاز، بل ستظل جاهزيتها حاضرة، وستعمل بكل ما تملك من جهود وطاقات وإمكانات وستبقى عينها ترقب وتنتظر اكتمال الظروف الموضوعية لتفي بوعدها بطريقتها من أجل الوصول إلى بوابات السجون لكسرها وتحطيم القيود وتحرير الأسرى بعون الله.
4) نتوجه بالتحية الجهادية العطرة لكل أسرانا المجاهدين في سجون العدو الصهيوني، ونطمئنهم بأن قضيتهم لازالت وستبقى على رأس أولوياتنا، ولن تزاحمها أي قضية مهما كانت الصعاب والعقبات.
5) نهدي هذا النصر في ذكراه العطرة على روح شيخ الأمة أحمد ياسين وإخوانه الشهداء الأبرار، وللأسرى الميامين، ولكل السائرين على درب الجهاد والمقاومة.
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد ،،،
كتائب الشهيد عز الدين القسام- فلسطين
02 ذو الحجة 1433هـ
الموافق18/10/2012م