القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

كريم مروة في "فلسطين وقضية الحرية".. المثقفون الفلسطينيون وطرق الحرية

كريم مروة في "فلسطين وقضية الحرية".. المثقفون الفلسطينيون وطرق الحرية

فيصل دراج: في "فلسطين وقضية الحرية" كتب كريم مروة عن مثقفين فلسطينيين، قرأ لهم وقرأ عنهم وعرفهم من قضيتهم، التي هي قضيته منذ عهد طويل. بل أنه شارك بعضهم "الحلم الاشتراكي"، الذي كان له لغته وطقوسه ونهايته، التي هي ليست بالنهاية تماماً. ولأنهم كانوا "رفاق درب"، كما كان يقال، فقد جمع كتابه بين الأفكار، التي تشرح ما يجب شرحه، والأحاسيس التي تضيف إلى الكلمات والمحبة والندى.

يضع الكتاب أمام قارئه ما يمكن أن يدعى بـ"طبقات الذاكرة"، التي تحتضن أزمنة متنوعة، يتجاور فيها الشباب والكهولة، والخيبة و"النقد الذاتي"، وبقي فيها موقع ظليل لما يدعى بـ"الأمل"، الكلمة التي اعتصم بها "رفاق الدرب"، وهم ذاهبون من "معركة ما" إلى أخرى. لكأن هذا اللبناني الثمانيني يكتب عن ذاته وهو يكتب عن آخرين، متقدماً إلى الأمام ومتراجعاً إلى الوراء، تاركاً المستقبل في مكانه، وموقظاً أزمنة تبدو غافية. ولعل كتابته عن معارف وأصدقاء، اقتسم معهم "ثقافة التحرر"، هو الذي يضع في كتابه أبعاداً من الاحتفال والزهد والحنين.

عرف كريم مروة رفاقه الفلسطينيين عن قرب، قابلهم في القاهرة وبيروت، والتقى بهم، في زمن الرضا، في "عواصم المنظومة الاشتراكية"، من موسكو إلى برلين، ومن براغ إلى بودابست، هذه العواصم التي "حظيت" باجتماعات حركة "السلم"، التي اعتبرت ذات مرة "جنة المناضلين الشيوعيين على الأرض". وفي هذه اللقاءات قرأ كريم قلق إميل حبيبي وإيمانية توفيق زيادة وجدية إميل توما، وقرأ شيئاً ما يوحّدهم جميعاً ويبقيهم فرادى.

السفير، بيروت، 23/8/2013