كرينبول:
«الأونروا » نفذت تدابير صارمة لتقليل التكاليف

الجمعة، 03 تموز، 2015
قال المفوض
العام لوكالة "الأونروا " بيير كرينبول إن الوكالة نفذت مجموعة من التدابير
الصارمة التي تهدف إلى تقليل التكاليف في الوقت الذي تحافظ فيه على بقاء تقديم خدماتها
الرئيسة للاجئين، وذلك مع وصول العجز المتوقع في الموازنة العامة ما يعادل 93 مليون
يورو (101 مليون دولار).
وأضاف
كرينبول أنه قد يكون هنالك حاجة لبعض القرارات الصعبة فيما يتعلق بنظام "الأونروا
" المدرسي الذي يخدم نصف مليون طفل في مختلف أرجاء الشرق الأوسط في الأردن ولبنان
والأراضي الفلسطينية المحتلة وسورية إذا لم يتم تغطية هذا العجز.
جاء ذلك
خلال زيارته إلى بروكسل وعقده مجموعة من اللقاءات عالية المستوى، مع ممثلين رفيعي المستوى
من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، بهدف لفت الانتباه إلى الدور والأنشطة الحاسمين
اللذين تقوم بهما "الأونروا "، وإلى قرع جرس الإنذار حيال المستوى الدراماتيكي
لنقص التمويل الذي تعاني منه.
وتابع
أن" هذا المستوى من نقص التمويل غير مسبوق، وسيكون له عواقب مباشرة ووخيمة على
مقدرة "الأونروا " بالإيفاء بمهام ولايتها، علاوة على مقدرتنا على المحافظة
على منجزاتنا السابقة في مجال التنمية البشرية".
وذكر
كرينبول الاتحاد الأوروبي بأن مناشدات "الأونروا " الطارئة من أجل كل من
سورية والأراضي الفلسطينية المحتلة تعاني أيضًا من نقص في التمويل، حيث لم يتم تمويلها
إلا بما نسبته 27% و30% على التوالي، الأمر الذي يقوض من مقدرة الوكالة على تقديم الخدمات
المنقذة للأرواح.
وأضاف
أن" الوضع في الشرق الأوسط مع ارتفاع مستوى عدم الاستقرار وزيادة مخاطر التطرف،
هو وضع يواجه لاجئو فلسطين فيه ما يمكن اعتباره بالعديد من السبل تحديات وجودية".
وأردف
قائلًا "التغاضي عن ضعفهم واحتياجاتهم يعد مخاطرة لا يمكن للعالم أن يتحمل تبعاتها،
مثلما يعد ترفًا ليس متاحًا لنا، إن علينا أن نتصرف الآن عن طريق دعم كرامة وحقوق لاجئي
فلسطين، والمساعدة في التوصل إلى حل سياسي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي".
وخلال
زيارته إلى بروكسل، افتتح المفوض العام معرض "الأونروا " "أنا لست رقمًا
إحصائيًا"، والذي يستمر عقده في البرلمان الأوروبي حتى الثالث من تموز الجاري،
حيث يستعرض المعرض الصور الفائزة بمسابقة "الأونروا " للصور لعام 2014، والتي
تم تمويلها من قبل الاتحاد الأوروبي.
وقال
رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز في كلمته خلال الافتتاح إن "الاتحاد يعتبر
الأونروا شريكًا استراتيجيًا، ونحن نفخر بأن
نكون المانح متعدد الأطراف الأكبر للوكالة".
وأضاف
"في واقع الأمر، تلعب الوكالة دورًا حيويًا في أمن واستقرار المنطقة وفي التنمية
البشرية فيها، وفي الوقت الذي تستمر فيه الحروب بتدمير الشرق الأوسط، فإن على الاتحاد
الأوروبي أن يقف إلى جانب الأونروا من أجل
مساعدتها في القيام بمهمتها التي لا غنى عنها".
بدوره،
استعرض مفوض سياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات التوسع يوهانس هان تحليله ورؤيته للوضع
الحالي، قائلًا إن" وضع لاجئي فلسطين في غزة وسورية والمخيمات الأخرى آخذ بالتدهور
بشكل مستمر، وتكمن الخطورة بأن نصبح معتادون على هذا الوضع المأساوي".
وأضاف
أن المعرض يذكرنا بأنه ينبغي علينا أن نأخذ الوقت لاستكشاف الوجوه الإنسانية خلف هذه
الأرقام الإحصائية، وهي لأناس بالرغم من أنهم محاصرون في وضع أصبح بالفعل مهينًا لكرامة
أي إنسان إلا أنهم يحاولون ببساطة أن يعيشوا حياة طبيعية.
وأوضح
أن الاتحاد فخور بدعم الأونروا في عملها الذي
لا يقدر بثمن مع لاجئي فلسطين في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسورية من خلال
توفير السبل لهم للوصول إلى التعليم الأساسي والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية،
حتى في ظل الظروف القاسية للغاية.
ويعد
الاتحاد الأوروبي أكبر مانح متعدد الأطراف للمساعدة الدولية للاجئي فلسطين، وهو يقدم
الدعم الحاسم والموثوق "لالأونروا " منذ عام 1971, وخلال الفترة الواقعة
بين 2007 وحتى 2014، تبرع الاتحاد بأكثر من مليار يورو لدعم "الأونروا "،
بما في ذلك 809 مليون يورو للموازنة العامة.
كما قدم
تبرعًا سخيًا لمناشدات "الأونروا " الإنسانية الطارئة ولمشاريعها استجابة
للأزمات المتعددة والاحتياجات المحددة في مختلف أرجاء المنطقة، وتقدم الدول الأعضاء
في الاتحاد دعمًا حاسمًا إضافيًا للوكالة.
المصدر: وكالة صفا