كيري: نتطلع إلى جمع نحو أربعة مليارات دولار
من الاستثمارات لدعم الاقتصاد الفلسطيني
البحر الميت – الأيام - وكالات: دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري
الإسرائيليين والفلسطينيين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال كيري، مساء أمس، خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي بمنطقة البحر
الميت بالأردن: إن "إسرائيل تستطيع العيش في حرية وأمن ورفاهية فقط في وجود
دولة فلسطينية ذات سيادة وكذا الفلسطينيون لا يمكنهم إقامة دولة إلا عبر
المفاوضات".
وأكد كيري أنه في حال إنهاء الصراع فإن كلا من إسرائيل والدولة الفلسطينية
المقبلة والأردن ستتمتع بقدرة اقتصادية هائلة.
وأضاف أن خطته الخاصة بتنمية الاقتصاد في الضفة الغربية يمكنها فقط تحسين
الشروط الإطارية لحل سياسي لكن لا يمكن أن تكون بديلا لهذا الحل. وقال: إن النهج
الاقتصادي لن يكون بديلا عن العملية السياسية. وأضاف أن الجانب الأميركي لن يقبل
الدولة ذات الحدود المؤقتة وهو يسعى من أجل الوصول إلى حال دائم يسهم في تحقيق
السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشكل دائم.
وأوضح أن الشعب الفلسطيني عانى كما عانى الشعب الإسرائيلي جراء الصراع،
وأنه يتوجب على قادة الطرفين أن يكونوا شجعانا ويسهموا في وضع حد لهذا
الصراع.وأضاف أن" الرئيس عباس هو شريك هام وأساسي في عملية السلام، وأنه
يوافق على ما ذكره الرئيس عباس من أجل تحقيق السلام ومن أجل تغيير حياة الناس في
المنطقة، وأن ما يجري في المنطقة وتصرفات القادة ستقرر ما هو مستقبل المنطقة،
وستحدد ما إذا كان بإمكاننا أن نحقق السلام الذي هو بين أيدينا".
ودعا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اتخاذ قرارات صعبة لتحقيق السلام،
وقال: 'نقترب من الوقت الذي سيكون فيه من الضروري اتخاذ قرارات صعبة'.
ودعا كيري الحكومة الإسرائيلية إلى "تجنب بناء مزيد من المستوطنات
كلما أمكن، للمساعدة على إحياء آمال السلام في الشرق الأوسط"، لكنه شدد على
ضرورة تركيز الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء، على تحقيق الهدف الأكبر
وهو العودة إلى المفاوضات المباشرة.
وأعلن كيري أن الخطة الاقتصادية لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني المتعثر يتوقع أن
تتضمن نحو أربعة مليارات دولار من الاستثمارات. وقال كيري "نحن نتطلع إلى جمع
نحو أربعة مليارات دولار من الاستثمارات".
وأضاف كيري إن خبراء في مجال الأعمال يعملون منذ فترة على جعل المشروع
"حقيقيا وملموسا وجاهزا".
وأشار إلى أن النتائج الوالية لتحليلات الخبراء كانت "مدهشة" وأظهرت
أن الخطة ستبث الحياة "بشكل كبير" في الاقتصاد الفلسطيني.
وأضاف أن "هؤلاء الخبراء يعتقدون أننا سنزيد إجمالي الناتج المحلي
الفلسطيني بنسبة تصل إلى 50% خلال ثلاث سنوات". وقال إن "أكثر التوقعات
تفاؤلا تشير إلى تامين عدد جديد من الوظائف يكفي لخفض معدل البطالة بنسبة الثلثين
ليتراجع من 21% إلى 8%، وارتفاع متوسط الرواتب بنسبة 40%".
وأوكل كيري إلى مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير
مهمة وضع خطة اقتصادية لجذب السياحة واستثمارات القطاع الخاص إلى الضفة الغربية
لبعث روح جديدة من الأمل في المنطقة.
ويعمل بلير مع الرئيس التنفيذي لشركة كوكا كولا مهتار كنت على تحديد سبل استقطاب
الاستثمارات إلى الضفة الغربية. وقال كيري إن بلير "يعكف على وضع خطة اعتقد أنها
ستكون جذرية.. ستغير مصير أي دولة فلسطينية مستقبلية". وأضاف "إنها خطة
للاقتصاد الفلسطيني اكبر وأجرأ وأكثر طموحا من أي خطة تم اقتراحها منذ أوسلو"
في إشارة إلى اتفاق السلام الذي تم توقيعه في 1993.
وقال كيري إن بناء المنازل يمكن أن يؤدي إلى تأمين أكثر من 100 ألف وظيفة
خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، داعيا القطاعين العام والخاص إلى التعاون. وأضاف
"على القطاعين العام والخاص سواء بسواء مسؤولية تلبية مطالب اللحظة، ولا يمكن
لأحدهما الاستغناء عن الآخر. نحن نحتاج أليهم على الطاولة".
وقال أيضا "نحتاج إلى نموذج جديد، إلى كيفية إحلال النظام وفتح الإمكانات.
نحتاج إلى عقد شراكة مع القطاع الخاص لان من الواضح أن غالبية الحكومات لا تملك
المال".
الأيام، رام الله، 27/5/2013