لاجئون إلى غزة.. هربوا من الموت إلى الحصار

الإربعاء،
04 آذار، 2015
لم
يتوقع اللاجئ الفلسطيني أحمد سمعان الذي هرب من بطش الحرب العسكرية الدائرة في سورية
إلى قطاع غزة قبل ثلاث سنوات، أنّ تتقارب أشكال المعاناة بين المكانيين إلى حد كبير،
ففي سورية فقد بيته وعمله، واليوم تعيش عائلته المكوّنة من خمسة أفراد من دون مأوى
دائم، ولا مصدر دخل مالي ثابت.
وخلال
وقفة احتجاجية اليوم الثلاثاء، دعت إليها هيئة التنسيق المشتركة للاجئين من الدول العربية
(سورية، ليبيا، اليمن) أمام مقر وزارة العمل في مدينة غزة، اتهم سمعان (46 عاماً)،
حكومة التوافق الوطني، بالهروب من مسؤوليتها والتنصل من الوعود التي قدّمتها خلال الفترة
الماضية.
ويقول
سمعان لـ "العربي الجديد" إنه خرج من بيته في سورية، بعدما تعطّلت كل مقومات
الحياة، مضيفاً: "ولم أفكر في أي مكان أهرب إليه برفقة عائلتي إلا قطاع غزة، رغم
ما يعانيه من حصار، ولكن كنت على يقين بأنني سأجد الدعم، والذي كان موجوداً بالفعل
في الأشهر الأولى من وصولنا إلى غزة، ولكن الآن لا يوجد شيء إلا المعاناة".
وطالب
اللاجئون المحتجون، رئاسة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، بالتحرّك الفوري
لإنقاذهم من الأوضاع الحياتية الصعبة التي يمرون بها، وإعطائهم أبسط حقوقهم في العمل
والمسكن، رافعين شعارات تؤكد مطالبهم، مثل "لن نبقى صامتين عن حقوقنا"،
"أين منظمة التحرير من معاناة شعب الشتات؟".
ولا
يختلف حال اللاجئ محمد سمور (41 عاماً) عن معاناة سمعان، إذ يعاني سمور الأب لثلاثة
أطفال، من أوضاع معيشية صعبة، دفعت إلى التفكير في الخروج من قطاع غزة نحو أوروبا،
إلا أنّ غرق عشرات اللاجئين في البحر قبل أشهر، وإغلاق الأنفاق الحدودية بين غزة ومصر،
دفعاه إلى التراجع عن فكرته.
ويقول
سمور لـ "العربي الجديد": "عندما وصلت إلى غزة قادماً من ليبيا في عام
2011، حصلت على بطالة مؤقتة لمدة ستة أشهر، وكانت الوعود تأكد أنه سيتم تجديد العقد
وصولاً إلى الوظيفة الدائمة، وكذلك أكدت وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين "الأونروا"
أنها ستساعدنا على الاندماج في الحياة، ولكن البطالة انتهت والأونروا تتهرّب من مسؤولياتها".
ويضيف
سمور أنّ حياتهم اليوم لا تقلّ قسوة عن أوضاعهم التي كانوا يعيشونها في الخارج، ويتساءل
لماذا كتبت على اللاجئ الفلسطيني المعاناة على مدار سنوات عمره، أين الحكومة الفلسطينية،
من واجباتها تجاه شعبها، لماذا لم تتحرّك منظمات حقوق الإنسان من أجل توفير أدنى مقومات
الحياة لأطفالنا؟
بدوره،
يؤكد المتحدث باسم هيئة التنسيق المشتركة للاجئين من الدول العربية، ناجي الطويل، أنّ
استمرار تجاهل مطالبهم العادلة والبسيطة في تجديد عقود عملهم المنتهية منذ نهاية العام
الماضي 2014، وتجاهل دفع رواتبهم المستحقة منذ ستة أشهر، يضع علامة استفهام كبرى حول
جدية التعامل مع قضيتهم.
ويوضح
الطويل الذي كان يتحدث على هامش الفعالية الاحتجاجية، أننا "نعتقد جازمين بأن
عدم تمكيننا من الاندماج في المجتمع، يؤدي إلى حرمان مئات العائلات الفلسطينية اللاجئة
من العودة إلى بلادها، وتدفعها عنوة إلى حيث المجهول".
وطالب
الطويل كافة القوى السياسية والحكومة الفلسطينية ومنظمة التحرير، بالاستجابة لمطالبهم
بتجديد عقود البطالة على بند التشغيل المؤقت، ودفع الرواتب المتأخرة وبدل الإيجار،
وكذلك إحالة كبار السنّ إلى صندوق التقاعد الاجتماعي، والعمل على لمّ شمل العائلات
الفلسطينية وحصولها على الهوية الخضراء.
المصدر:
العربي الجديد