لاجئو مخيم اليرموك يعيشون تفاصيل الموت يومياً.. لا كهرباء ولا غذاء والحصول على رغيف الخبز يمر من طوابير طويلة
الإثنين، 30 تموز، 2012
تحتد العمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام السوري في محيط وأطراف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المتواجد في قلب العاصمة دمشق، بحسب روايات أكدها شهود عيان فروا من القتال الناشب هناك وعادوا إلى قطاع غزة مؤخراً.
ويروي أحد الشبان الذين قدموا للقطاع لـ'القدس العربي' روايات كثيرة مليئة بالمعاناة يعيشها سكان المخيم، ويقول ان هذه المعاناة بادت تزداد وتضيق الأمور باللاجئين منذ نحو شهر، حين دفعت قوات النظام بالمزيد من التعزيزات العسكرية في محيط المخيم.
ويؤكد أن دبابات تتبع قوات النظام اتخذت مواقع لها على مداخل المخيم، وبعضها دخل في بعض أحيائه، وأن اللاجئين هناك يعيشون تفاصيل الموت يومياً، خاصة بعد أن بدأت القذائف تتساقط عليهم.
وبحسب المعلومات فإن الدبابات قصفت أكثر من مرة أحياء الحجر الأسود، والتضامن، وأن بعض الأهالي اضطر للخروج من منازلهم غير الآمنة إلى خارج المخيم، في حين ترك آخرون منازلهم وأقاموا إما مع أقارب أو أصدقاء في المخيم، وهناك يجتهدون في تحضير الطعام والشراب لأطفالهم، نظراً لصعوبة الحصول على المواد التموينية بسبب الحصار الذي تفرضه دبابات النظام، والمعارك الشديدة التي تشهدها دمشق.
وبعيش سكان المخيم بدون تيار كهربائي غالبية ساعات اليوم، في الوقت الذي نفذت فيه المواد التموينية من المتاجر، وبات أمر دخولها عبر قوافل أمر عسير، في حين ينقل من تواجد هناك خلال الأيام الماضية وكتب له العودة لغزة أن الحصول على رغيف الخبز، يحتاج من رب الأسرة الوقوف لعدة ساعات في طوابير من البشر تمتد لمسافات طويلة.
وفي سورية يتواجد نحو 450 ألف لاجئ فلسطيني يقيمون في عدة مخيمات، أكبرها مخيم اليرموك، وقد عبرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' عن قلقها من الأحداث الدائرة في سورية، خصوصا فيما يتعلق بتداعيات الأمور على استقرار وحماية اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في مختلف أرجاء البلاد.
وعبرت 'الأونروا' عن شعورها بالقلق حيال سلامة موظفيها وأمن منشآتها وحيال سبل وصول المساعدات الإنسانية للاجئين المتضررين.
وفي المعارك الدائرة في سورية تفيد الأرقام أن أكثر من 300 فلسطيني من اللاجئين هناك قتلوا، كان من بينهم جنود من جيش التحرير الفلسطيني قتلوا بعد خطفهم أثناء عودتهم لقضاء إجازتهم.
وفر عقب احتدام القتال العديد من الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون هناك لأسباب مختلفة، وعادوا جميعاً إلى قطاع غزة.
وهؤلاء جميعهم يحملون جوازات سفر فلسطينية، وبعضهم تجار يعملون في مجال استيراد الألبسة السورية، وهو ما مكنهم من الوصول إلى القطاع دون مشاكل مع سلطات المطارات العربية.
وتفيد المعلومات التي أوردها العائدين أن اللاجئين المقيمين في سورية، ويحملون وثائق سفر صادرة من دمشق، ممنوعين من الفرار لأي دولة عربية من دول الجوار، من قبل سلطات هذه البلدان، على خلاف اللاجئين السوريين الذين فروا من المعارك إلى تركيا ولبنان والأردن.
ومن شأن خطوة المنع هذه التي تردها سلطات بلاد الجوار بزعم خشيتها من تراكم أعداد اللاجئين الفلسطينيين لديها، أن تزيد من حالات خطر الموت التي تحيط بهؤلاء اللاجئين الذين باتوا محاصرين في مخيمات سورية.
ويقول الفارين إلى القطاع أن عددا من عائلات مخيم اليرموك مثلاً لجأت إلى مناطق سورية أخرى بعد احتدام المعارك وسقوط قتلى، ويقول ان هذه المناطق السورية معرضة أيضاً لأن تشهد أعمال قتال، وهو ما من شأنه أن يهدد حياتهم مرة أخرى، لانعدام فرص استقبالهم في دول الجوار.
وتفيد التقارير أن عشرات اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سورية عالقين على الحدود مع لبنان، بسبب رفض السلطات اللبنانية عبورهم.
وبحسب المعلومات الواردة من هناك فان بعضا منهم يدخلون الحدود بعيداً عن بوابات العبور الرسمية، في حين تبقى الأغلبية في الجانب السوري من معبر المصنع الموجود على الحدود بين لبنان وسورية.
وتطلب منهم سلطات لبنان الحصول على تأشيرات دخول من مكاتب الهجرة والجوازات في سورية، وهو أمر يشكل خطورة على حياتهم، إذ أن جميع المناطق التي تتواجد فيها هذه المكاتب تشهد عمليات قتال دامية.
وأعلنت الفصائل الفلسطينية مراراً عدم تدخلها في أعمال القتال الناشبة بين قوات النظام والجيش الحر، واعتبرت ما يحدث بأنه شأن سوري داخلي، وأجرت القيادة الفلسطينية قبل أيام قليلة سلسلة اتصالات مع النظام والمعارضة، إضافة إلى إجرائه هو اتصالات مع الجهات الدولية، بهدف حماية مخيمات اللاجئين، التي تدور على مقربة منها المعارك الضارية.
المصدر: أشرف الهور - القدس العربي