الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024
أطلق المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين "أونروا" "فيليب لازاريني" اليوم الثلاثاء 26
تشرين الثاني/ نوفمبر، تحذيرات صارخة حول الظروف المأساوية التي يعيشها السكان في
قطاع غزة، وذلك مع دخول فصل الشتاء واستمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع،
مشدداً على خطورة البرد القارس وتأثيره على حياة النازحين.
وقال لازاريني: "كيف يمكن وصف البؤس فوق
المأساة الإنسانية؟ على مدى الأشهر الأربعة عشر الماضية، نزح الناس باستمرار هرباً
من الموت، لقد فقدوا كل شيء وهم بحاجة إلى كل شيء، ولكن القليل جدًا من الأشياء
يصل إلى قطاع غزة".
وأضاف "لازاريني": "مع تراجع
درجات الحرارة وهطول الأمطار، لا توجد ملاجئ آمنة، ولا بطانيات أو ملابس دافئة
توفر لهم الراحة، التدفئة غير موجودة، والملجأ الأخير للتدفئة هو حرق البلاستيك".
وتابع المفوض العام: "الشتاء في غزة يعني
أن الناس لن يموتوا فقط بسبب الغارات الجوية أو الأمراض أو الجوع، بل أيضاً بسبب
البرد القارس".
ولفت إلى أنّ الناس الأكثر ضعفاً، كالأطفال
وكبار السن، هم أول من يدفع الثمن" مضيفاً أنّ " الإرادة والقيادة
والشجاعة يمكن أن تعيد لمحة من الإنسانية. لقد حان الوقت لوقف إطلاق النار وتوفير
تدفق قياسي للإمدادات الأساسية، بما في ذلك تلك الضرورية لموسم الشتاء".
في السياق ذاته، قدّرت الأمم المتحدة أن حوالي
نصف مليون شخص في قطاع غزة، يعيشون في مناطق معرضة للفيضانات، فيما تتفاقم قساوة
الشتاء نتيجة الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب مياه البحر، ما يتسبب في تراكم مياه
الصرف الصحي وانتشار الأمراض.
وأصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مساء أمس
الاثنين نداء استغاثة إنسانيًا عاجلاً لإنقاذ مئات آلاف النازحين الذين يواجهون
مصيراً مأساوياً في ظل تفاقم الأزمة، وذكر البيان أن نحو 10 آلاف خيمة تعرضت للغرق
أو التلف خلال اليومين الماضيين نتيجة الأمطار الغزيرة والمنخفض الجوي.
وأشار المكتب إلى أن عدد النازحين بلغ نحو 2
مليون شخص في قطاع غزة، تعرضوا للنزوح القسري أكثر من خمس مرات متتالية، وهم
يعيشون في ظروف غير إنسانية منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" وحرب الإبادة
المستمرة منذ أكثر من 416 يوماً.
وأوضح المكتب أن فرق الرصد الميدانية وثقت أن81
% من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، حيث تضررت 110 آلاف خيمة من أصل
135 ألف خيمة بشكل كامل نتيجة الظروف المناخية القاسية، وانعدام الدعم الإنساني
الكافي لإعادة تأهيلها أو استبدالها.
وأضاف البيان أن تلك الخيام المصنوعة من القماش
والنايلون اهترأت بفعل حرارة الشمس وأمطار الشتاء، في حين أن موجات البحر جرفت
العديد منها، ما ترك الآلاف بلا مأوى.
وقال المكتب الإعلامي: "إننا نطرق جدار
الخزَّان ونعلِّق الجرس للمجتمع الدولي ولكل المنظمات الدولية والأممية والإنسانية
والقانونية، قطاع غزة مُقبل على أزمة عميقة وكارثة إنسانية حقيقية بفعل ظروف
المناخ الصعبة ودخول فصل الشتاء".
وأكد البيان أن استمرار إغلاق المعابر ومنع
الاحتلال إدخال 250 ألف خيمة وكرفان يجعل الواقع الإنساني أكثر خطورة، محذرًا من
أن نحو 2 مليون إنسان سيفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ما لم يتم التدخل العاجل
لإنقاذهم.