لندن:
مؤتمر دولي يؤكد هيمنة
الأجندة الإسرائيلية على المشهد السياسي الفلسطيني
لندن: اختتم يوم الأحد 8/9 المؤتمر
الدولي لمراجعة اتفاقية "أوسلو" وأثرها على الشعب الفلسطيني والذي ينظمه
مركز العودة الفلسطيني ومعهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر
ببريطانيا، أعماله في العاصمة البريطانية لندن بمناقشة آثار "أوسلو" على
التعليم وقضية الأسرى واللاجئين والقدس ومستقبل الاتفاقية في ظل انسداد الأفق
السياسي.
ويأتي المؤتمر في الذكرى العشرين لتوقيع
اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي عام 1993،
بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والسياسيين والخبراء الدوليين من استراليا وامريكا
والنرويج والسويد وبريطانيا وقطر والكويت ودول أخرى.
وبدأت أعمال المؤتمر يوم السبت 7/9، حيث
افتتح المؤتمر رئيس مجلس أمناء مركز العودة محمد الحامد الذي شدد على وجود جزء
كبير من الشعب الفلسطيني يعارض اتفاقية أوسلو لما لها من أضرار. وافرد بالقول أن
مركز العودة الفلسطيني أسس كجزء من تلك المعارضة للعمل على صون حقوق الشعب
الفلسطيني خاصة حق العودة والتي أصبحت مهددة في ظل أوسلو.
بدوره؛ شدد رئيس ومعهد الدراسات العربية
الإسلامية في جامعة إكستر البروفيسور ايلان بابيه على أن أوسلو جزء من مخطط
إسرائيلي يمتد منذ نكبة العام 1948.
في حين اعتبرت الوزيرة السابقة وعضو
البرلمان كلير شورت أن اتفاقية "أوسلو" لم تقدم أي شيء للفلسطينيين على
الرغم من تنازلهم عن 78% من فلسطين التاريخية.
أما عضو البرلمان جيرمي كوربون
والبارونة جيني تونغ توافقا في الرأي بخصوص ضرورة وجود لوبى فلسطيني منظم يكافح
اللوبي الإسرائيلي الذي يوفر الغطاء السياسي لـ"إسرائيل" للتهرب من
مسئوليتها تجاه المجتمع الدولي الأمر الذي كان جلياً في أوسلو وملحقاتها.
ووجه عبد الباري عطوان انتقادات لاذعة
للرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب سياسته التفاوضية اللامنتهية والتي ليس لها
جدوى. ونوه عطوان أن الموقف التفاوضي الفلسطيني هو دائماً ضعيف منذ أوسلو وحى
يومنا هذا.
وتضمن اليوم الأول من المؤتمر عرضا
حصريا لفيلم "ثمن أوسلو" للإعلامية والمخرجة في قناة
"الجزيرة" روان الضامن، حيث كشف الفيلم عن وثائق تعرض لأول مرة كشفت ضعف
الموقف التفاوضي الفلسطيني ورضوخه وتقديمه التنازلات تلو الأخرى غياب الإجماع
الفلسطيني واحتكار القرار السياسي.
بدورها؛ قالت الدكتورة والمحاضرة في
جامعة لندن، والمديرة السابقة لمركز الشرق الأوسط التابع للمعهد الملكي للشئون
الدولية، روزماري هوليس "إن هنالك خللا في دور المجتمع الدولي وهو التبعية
المستمرة لأمريكا حتى في حال فشل الأخيرة ومخططاتها من اجل إحلال السلام".
وتحدث الدكتور داوود عبد الله مدير
مؤسسة المرصد الإعلامي للشرق الأوسط على أن أوسلو كانت مخطط ما بعد النكبة لسرقة
أراضي الضفة الغربية وهو الحاصل الان.
كما وقدم كبير مستشاري القضايا المتعلقة
بالصراع في الوكالة النرويجية للتعاون الإنمائي بيتر باوك شرحاً مطولاً عن تبعات
اتفاقية أوسلو وأثرها على الكل الفلسطيني وقدم بعض المعلومات عن كتاب جديد سيصدر
قريباً حول أوسلو شارك فيه كتاب فلسطينيين وأجانب من أبرزهم القس ديزموند توتو
والأكاديمي نوم تشومسكي وآخرين.
وترأس جلسات المؤتمر مدير معهد الجزيرة
للدراسات الدكتور صلاح الزين والبروفيسوره في جامعة وستمنستر ماريا هولت والقس
ستيفن سايزر والبرلمانية والوزيرة كلير شورت.
أما يوم الأحد 8/9 فناقش المؤتمرون عدة
مواضيع أبرزها أثار أوسلو على التعليم وقضية الأسرى واللاجئين والقدس ومستقبل
الاتفاقية في ظل انسداد الأفق السياسي.
وأكد المدير العام لمركز العودة ماجد
الزير أن المؤتمر "يضم مجموعة متميزة من المتخصصين والباحثين في الصراع
العربي - الإسرائيلي وذلك بغرض دارسة الاتفاقية بما لها وما عليها في ظل الفشل
الذريع الذي نجم عنها وتضرر مصالح الشعب الفلسطيني بالداخل والشتات جراء تلك
الاتفاقية وملحقاتها".
قدس برس، 8/9/2013