القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

ماهر الطباع: الخسائر الاولية الاقتصادية للحرب على قطاع غزة تتجاوز 5 مليار دولار

ماهر الطباع: الخسائر الاولية الاقتصادية للحرب على قطاع غزة تتجاوز 5 مليار دولار

أتت الحرب الثالثة على قطاع خلال الفترة من 7-7-2014 حتى 26-8-2014 واستمرت على مدار 51 يوم متواصلة في ظل أوضاع اقتصادية وإنسانية كارثية تمر على قطاع غزة.

وحسب بيانات الربع الثاني من عام 2014 الصادرة من مركز الإحصاء الفلسطيني 45% وتجاوز عدد العاطلين عن العمل أكثر من 200 ألف شخص وفقد أكثر من 700 ألف مواطن في قطاع غزة إلى دخلهم اليومي وهو ما يمثل أكثر من ثلث سكان قطاع غزة، هذا بالإضافة لارتفاع معدلات الفقر والتى بلغت 50% وانتشار الفقر المدقع وظاهرة عمالة الاطفال بشكل كبير، وأزمة الرواتب الاخيرة الخاصة بموظفي غزة حيث لم يتقاضى أكثر من 40 ألف موظف رواتبهم على مدار عدة شهور متواصلة.

وتعرض قطاع غزة على مدار 51 يوم إلى حرب إسرائيلية شرسة وضروس وطاحنة استهدفت البشر والشجر والحجر وحرقت الأخضر واليابس دون تمييز وأدت إلى تدمير البنية التحتية لقطاع الخدمات العامة ونتج عن ذلك خسائر مادية فادحة وبحسب التقديرات الأولية فقد تجاوزت الخسائر الاقتصادية الإجمالية المباشرة والغير مباشرة في المباني والبنية التحتية وخسائر الاقتصاد الوطني في قطاع غزة بكافة قطاعاته الاقتصادية 5 مليار دولار تقريبا خلال فترة الحرب التي استمرت 51 يوما.

ونتيجة إلى الشلل الكامل في كافة مناحي الحياة على مدار 51 يوم وتوقف الإنتاجية في كافة الأنشطة الاقتصادية وإغلاق المنشآت الاقتصادية في القطاعات المختلفة (القطاع التجاري، القطاع الصناعي، القطاع السياحي، القطاع الزراعي، القطاع الخدماتي، القطاع المصرفي)، فقد قدرت الخسائر الاولية اليومية بنحو 7.6 مليون دولار تقريبا وبناءً على قيمة الإنتاج اليومي من إجمالي الناتج المحلى الإجمالي لكل الأنشطة الاقتصادية المختلفة أي بإجمالي يقدر بنحو 387 مليون دولار خلال تلك الفترة الحرب.

ويضاف إلى ذلك خسائر فادحة تتجاوز 1120 مليون دولار سوف يتكبدها الاقتصاد حتى استرداد النشاط الاقتصادي الفلسطيني في قطاع غزة عافيته وهي نتيجة انخفاض الناتج المحلى الإجمالي خلال الفترة القادمة بنسبة متوسطة تقدر بنحو 40%، والتي تقدر فترتها بعام كامل على الأقل.

هذا بالإضافة إلى المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق الاقتصاد الفلسطيني و التي أدت إلى خسائر مباشرة نتيجة للتدمير الكلى و الجزئي و الحرائق لما يزيد عن 500 منشاة اقتصادية من المنشآت الكبيرة و الاستراتيجية هذا بالإضافة إلى العديد من المنشآت المتوسطة و الصغيرة و التي تمثل مجمل اقتصاد قطاع غزة في كافة القطاعات ( التجارية و الصناعية و الزراعية و الخدماتية ) والتي يتجاوز عددها ما يزيد عن 2800 منشأه اقتصادية و تقدر خسائرها الاولية المباشر بما يزيد عن 540 مليون دولار وهي ثلاث أضعاف خسائر الحرب الاولى التي شنت على قطاع غزة في عام 2008-2009.

كما وانخفضت كمية الواردات إلى قطاع غزة خلال فترة الحرب بنسبة تصل إلى 58% حيث بلغ متوسط عدد الشاحنات الواردة 107 شاحنة يوميا من أصل 250 شاحنة كانت ترد قبل الحرب الثالثة وبلغ إجمالي عدد الشاحنات الواردة خلال فترة الحرب 5481 شاحنة، وتعذر وصول ما يزيد عن 7269 شاحنة إلى قطاع غزة.

ويعتبر قطاع الاسكان من أكبر القطاعات تضررا من تلك الحرب حيث و أنه منذ اليوم الاول للحرب تعمد الاحتلال الاسرائيلي إلى استهداف منازل المواطنين وبشكل مباشر، مما أدى إلى تدمير ما يزيد عن 10000 وحدة سكنية بشكل كلى، وتضرر ما يزيد عن 8600 وحدة سكنية ضرر جزئي بالغ لتصبح غير صالحة للسكن و 45000 وحدة سكنية ضرر جزئي بسيط وذلك وفق المعلومات الاولية المتوفرة، و بناء على تقديرات و تقييمات خسائر الحروب السابقة الخاصة بأضرار الاسكان و المباني تقدر الخسائر الاولية لقطاع الاسكان الخاص و المباني بحوالي 990 مليون دولار تقريبا، ويضاف إلى ذلك تكاليف تقدر بنحو 100 مليون دولار لإزالة الركام و الردم الخاص بالمنازل و المنشآت التي تم تدميرها و فرزة و إعادة تدويره و الاستغلال الأمثل له ومن المتوقع أن تستغرق تلك العملية من 6 شهور إلى 18 شهر وذلك حسب توفر الاموال و المعدات و الاليات الخاصة بذلك.

كما يضاف إلى خسائر الاسكان تكاليف إيجار مساكن بديلة للذين تدمرت منازلهم بشكل كلى لمدة ثلاث سنوات على أقل تقدير لحين إعادة إعمار منازلهم المدمرة والتي تبلغ قيمتها 80 مليون دولار مقسمة على ثلاث سنوات في السنة الاولى 42 مليون والسنة الثانية 25 مليون والسنة الثالثة 13 مليون وذلك في حال بدأت عملية إعادة الاعمار بشكل فورى وسريع وبوتيرة عالية.

وتعرض القطاع الزراعي (الإنتاج النباتي، الإنتاج الحيواني، الثورة السمكية) لخسائر أولية تزيد عن 500 مليون دولار نتيجة استهداف الاحتلال للأراضي.

وعلى صعيد الثروة السمكية تعطل ما يزيد عن 5000 شخص من الصيادين والعاملين في مهنة الصيد نتيجة عدم تمكنهم من النزول للبحر بسبب الحرب، وفقدوا دخلهم اليومي الذي يعتمدون علية لتلبية احتياجاتهم اليومية، وتم استهداف وتدمير وحرق عدد كبير من قواربهم الراسية في بحر قطاع غزة، وتم استهداف الميناء وغرف الصيادين ومعدات وأدوات الصيد.

وبالرغم من كل الخسائر الاقتصادية الفادحة التى تعرض لها قطاع غزة إلا انها لا تساوي أي شئ أمام التضحيات التي قدمها شهدائنا الابرار وجرحنا البواسل، حيث بلغ عدد الشهداء حتى هذا اليوم 2147 شهيد وأكثر من 11000 جريح وهم الان بحاجة سريعة لصرف المخصصات والتعويضات الخاصة بهم ووضع برامج خاصة لإعادة تأهيل الجرحى، كما نزح خلال فترة الحرب ما يزيد عن 400 ألف مواطن من منازلهم إلى مدارس الاونروا و الحكومة و الاماكن العامة و الكنائس و التي لا تتوفر فيها أبسط شروط الحياة خلال فترة الحرب.

وقال إن قطاع غزة يحتاج إلى ما يزيد عن 10 مليار دولار لإعادة إعمار ما تم تدميره خلال ثمان سنوات من الحصار.

مدونة الاقتصاد الفلسطيني