القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مبعدو مرج الزهور في الذكرى الـ 21 لإبعادهم إلى جنوب لبنان

مبعدو مرج الزهور في الذكرى الـ 21 لإبعادهم إلى جنوب لبنان

رام الله – وليد عوض: استذكر مبعدو مرج الزهور أمس الثلاثاء رفاقا لهم ما زالوا أحياء وأصدقاء أصبحوا شهداء وآخرين قيد الاعتقال في سجون الاحتلال، وذلك مع حلول الذكرى الـ 21 لإبعادهم إلى جنوب لبنان. وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت في 17 كانون الأول/ ديسمبر عام 1992 على اعتقال أكثر من 415 من نشطاء وقادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية وقطاع غزة وأبعدتهم الى قرية مرج الزهور في جنوب لبنان حيث رفضوا مغادرتها إلا عائدين للأراضي الفلسطينية، الأمر الذي تحقق لهم في نهاية الأمر.

وكانت أكبر الإنجازات ما حققه مبعدو مرج الزهور عام 1992، أنهم رفضوا الإبعاد وواصلوا الإقامة على الحدود الشمالية لفلسطين داخل لبنان إلى أن سمحت لهم إسرائيل بالعودة تدريجيا في العام 1993 .

ونجح المبعدون- يتولى الكثير منهم قيادة حماس والجهاد الإسلامي حاليا في قطاع غزة- في استقطاب اهتمام وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وإحراج حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، وحشد التأييد لهم لدى الرأي العام من خلال بقائهم على الحدود ورفضهم الدخول للبنان.

واستذكر مبعدو مرج الزهور الثلاثاء الأحياء منهم مثل الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي ورئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية فيما ترحموا على الشهداء منهم مثل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وجمال منصور وجمال سليم وإسماعيل أبو شنب وغيرهم من مبعدي مرج الزهور، فيما لا يزال الآخرون يشكلون تحديا لإسرائيل وإن كان بعضهم خلف قضبان سجون الاحتلال. وجاءت عملية الإبعاد بعد أن قامت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس بعملية أسر جندي إسرائيلي، وطالبت إسرائيل بإطلاق سراح معتقلين وعلى رأسهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين قبل الساعة التاسعة من اليوم التالي وإلا فإن كتائب القسام ستقوم بقتل الجندي الإسرائيلي . وفعلاً في مساء اليوم التالي أعلنت كتائب عز الدين القسام عن قتل الجندي الإسرائيلي لعدم انصياع الحكومة الإسرائيلية لمطلبهم بإطلاق سراح الأسرى ، ثم اجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي بتاريخ 17/12/1992 واتخذ قراراً بإبعاد كافة قادة حركة حماس وعدد من قادة الجهاد الإسلامي .

وشن جيش الاحتلال حملة اعتقال طالت 415 فلسطينيا من غزة والضفة وتم إبعادهم إلى جنوب لبنان عبر 6 شاحنات إلا أن القرار اللبناني الرسمي كان بعدم السماح بدخولهم ليشكلوا أداة ضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإعادتهم لفلسطين في حين كان قرار الجيش الإسرائيلي بعدم السماح لهم بالعودة، فرابط المبعدون على تلة جنوب لبنان وأقاموا هناك رغم الظروف الحياتية الصعبة والبرد الشديد، فكان الصليب الأحمر الدولي أول من وصل إلى المبعدين ونقل لهم الخيام والأغطية وبعض المستلزمات الأساسية الأولية للاستقرار، وبدأت وسائل الإعلام بالتحرك لتنقل وقائعهم صورة وصوتاً وحدثا.

وقد عرف المبعدون حينها أن القرار اللبناني بعدم دخولهم لبنان كان قد تم بناء على اتصالات بين قيادات حركة حماس في الخارج وبين الحكومة اللبنانية من أجل خلق ورقة ضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإعادتهم إلى الوطن بدلاً من إبعادهم مدى الحياة.

القدس العربي، لندن، 18/12/2013