«متعدد اللغات»..
ابتكار غزي لقراءة النصوص بلغات العالم

الثلاثاء، 07 نيسان، 2015
يطمح أربعة طلاب من قطاع غزة لتطوير جهاز قارئ باللغتين العربية والإنجليزية،
ليشمل فيما بعد معظم اللغات، ليكون الأول من نوعه على مستوى العالم.
وابتكر الطلاب الجهاز الناطق ضمن مشروع تخرجهما من الجامعة الإسلامية الفصل
الماضي، بعدما استطاعوا برمجة اللوحة الإلكترونية الخاصة بالجهاز على اللغة العربية
والانجليزية، وهو عكس الأجهزة الإلكترونية الناطقة التي تترجم للغة واحدة فقط.
واستطاع الطلاب إنجاز مشروعهم الابتكاري بالرغم من صعوبات جمّة واجهوها،
خاصة وأنه كان من المفترض إنجازه قبيل العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وبأقل من
شهر، فخاضوا خلال فترة العدوان مواجهة مع الواقع لإكمال تركيب جهازهم.
ويُسمى الجهاز (Multi
language)، وهو جهاز قارئ
للنصوص، والمميز فيه أنه يقرأ العربية والإنجليزية على حد سواء، وليس فقط الإنجليزية.
صعوبة تحصيل القطع
ويتحدث مبتكرو الجهاز عن آلية عمله وتركيبه، ويقول الطالب ناجي الزطمة
لوكالة "صفا" إن التركيبة المادية الأساسية للجهاز سهلة، لأن فكرة الجهاز
هي البرمجة، وتتعدى تركيب الأجزاء الملموسة له.
ويضيف أن للجهاز "لوحة أم" تسمى "اسبيري باي"، وهي
التي شكّل الحصول عليها صعوبة كبيرة بالنسبة لهم، بسبب عدم وجودها في قطاع غزة، ولكونها
لم تُدرج بين المحال التي تتعامل ببيع القطع الإلكترونية.
وإضافة إلى اللوحة، أضاف الطلاب كاميرا خاصة للجهاز، وهي الأخرى غير موجودة
تمامًا، حتى أن الحصول عليها صعب على مستوى الدول العربية.
وبحسب الزطمة، فإنه وزملاؤه استطاعوا جلب الكاميرا، عبر أحد الشبان في
المملكة العربية السعودية، والذي اشتراها لهم من موقع "أمزون" التجاري بعد
معاناة، وهي نادرًا الحصول عليها هناك.
وكما يقول الزطمة (23 عاما)، فإن أحد الشبان أحضر الكاميرا أثناء عودته
إلى غزة.
وإضافة إلى الريّس والزطمة، يشارك في المشروع الطالباْن يوسف السنوار،
وعُدي أبو ريدة.
ألية عمل الجهاز
ويلتقط الجهاز الجديد صورة عن الكلام المكتوب سواءً بالعربية أو الإنجليزية،
ويتم تحليل هذه الصورة داخل اللوحة الأم في الجهاز، التي بدورها تتعرف على الحروف كاملة
باللغتين، وتنقلها لكود البرمجة الخاص بهذه الحروف داخل الجهاز.
ويوضح الزطمة-متحدثًا عن كيفية عمل الجهاز القارئ- أنه وبعد نقل الحروق
لكود البرمجة، يحوّلها الكود إلى صوت منطوق، ثم يترجمها ويلفظها.
ويستغرق ما بين التقاط صورة النص والقراءة، بضع ثواني، وذلك حسب حجم النص
وعملية معالجته، وهو ما يعتبره مبتكرو المشروع بأنه مشكلة، ويطمحون للتغلب على هذه
الثواني، بحيث يكون النطق مباشرة بعد التقاط صورة النص.
ويقول الطالب أنيس الريّس-أحد المبتكرين- إنه لو تم استخدام قطع حديثة
بتركيبها على اللوحة الأم، من الممكن تسريع عملية قراءة النص، وهذا ما نخطط له للتغلب
على الثواني.
ويضيف لوكالة "صفا" أن القطعة الحديثة معقولة السعر، ولكن في
حال تم توفيرها في غزة بشكل عادي وطبيعي، ولكننا واجهنا صعوبة في إيجادها، خاصة وأننا
كنا نجهّز لإنجاز المشروع، فجاءت الحرب على غزة.
وهنا، انطلق الطلاب معتبرين فترة الحرب وبالرغم من صعوبتها ومأساتها، بأنها
"الفترة الذهبية" لإنجاز المشروع.
وكما يقول الريّس "تشتتنا وانقطعت الاتصالات بيننا خلالها، وهنا اعتبرنا
أنها ستؤدي إلى تأخير إتمام الجهاز في موعده الذي حددناه، ولكننا استكملنا التواصل،
لإحضار الكاميرا واللوحة".
توفيره وتطويره
وأتم الطلاب تركيب جهازهم بنجاح مبهّر شكلاً ومضمونًا، والذي تستفيد منه
كافة الشرائح المجتمعية، خاصة المكفوفين، لأن خدمته لهم سرّ فكرة الجهاز، كونه يستهدفهم
في قطاعات التعليم المختلفة، كما يستهدف من لديهم صعوبات في التعلّم، إضافة للأطفال.
وإضافة لذلك، يستخدم الجهاز طلبة الجامعات في ترجمة المقررات الدراسية،
خاصة وأن الترجمة فيه هي التي فتحت بابا أوسع للاستفادة، يشمل أكثر من فئة في المجتمع،
وهذه مميزات الجهاز الجديد.
وكلّف شراء اللوحة الأم حوالي 350 شيكلاً، فيما كلفت الكاميرا "وهي
غير متوفرة بغزة"، حوالي 10 دولارات، وهو ما يعني أن الجهاز غير مرتفع الثمن،
ومن الممكن أن يكون في متناول معظم الفئات المجتمعية.
وحتى الأن لم يقدّر مبتكرو الجهاز كلفته المالية المبدئية، ولكنهم يسعون
لمعرفة طريقة يجلبون من خلالها أكبر كمية من القطع، التي يمكن عبرها أن يكون للمستهلك
مقدرة على شرائه.
ويقول الزطمة "نسعى لإنتاج نسخ من الجهاز لتسويقها في محلات الإلكترونيات،
ولكن الكاميرا تقف عقبة حالية، لأننا من اللازم أن نطلبها عبر الانترنت، خاصة وأنها
لا تدخل إلى غزة عبر المعابر".
ولن تقف طموحات الشبان الأربعة إلى حد توفير الجهاز في غزة، خاصة وأنهم
يريدون التميّز بمشروعهم إلى أبعد الحدود، عبر إضافة المزيد من اللغات حتى يكون ناطقًا
بها.
ويقول الزطمة والريس "القطعة التي ابتكرناها تدعم أكثر من لغة، ونستطيع
إدخال بعض التعديلات البرمجية عليها، ونحن توجهنا منذ البداية لافتتاح مشروع لنوصله
إلى مرحلة لا يصل إليها أحد".
ويختصرون تطلعات الفريق بالقول "أضفنا العربية إليه، ونطمح لإضافة
اللغة الألمانية والفرنسية والتركية، ولغات أجنبية أخرى".
المصدر: وكالة صفا