القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مجزرة إسرائيلية تحت عَلَم الأمم المتحدة

بان كي مون مصدوم وواشنطن حزينة وتعتبرها حافزاً لإيجاد «تسوية دائمة للنزاع في غزة في أسرع وقت»

مجزرة إسرائيلية تحت عَلَم الأمم المتحدة


تحت سمع العالم وبصره، واصلت إسرائيل هدر دم الفلسطينيين في قطاع غزة. وبعد مجزرة الشجاعية الأحد الماضي، ومجزرة خزاعة المتواصلة منذ فجر أمس، استباحت قوات الاحتلال دم أطفال ونساء ورجال التجأوا إلى مدرسة تابعة للأونروا في بيت حانون ظناً منهم أن علم الأمم المتحدة قد يقيهم شر صواريخ الاحتلال، لكن تلك الصواريخ استهدفتهم محولة إياهم أشلاء، لتعود الذاكرة الى 18 نيسان عام 1996 يوم ارتكبت اسرائيل مجزرة قانا بحق لبنانيين توهموا أيضا أن علم الأمم المتحدة يمكن أن يحميهم.

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عبر عن صدمته وندد بشدة بالهجوم على المدرسة التي كانت تؤوي عائلات مهجرة، مشيرا الى ان بين الضحايا موظفين تابعين للأمم المتحدة. فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي من القاهرة حيث يواصل الوزير جون كيري جهوده من اجل وقف لاطلاق النار: «نعرب عن حزننا العميق وقلقنا حيال هذا الحادث المأسوي. اننا نحض مجددا جميع الاطراف على مضاعفة جهودهم لحماية المدنيين»، واضافت من دون توجيه اصابع الاتهام مباشرة الى اسرائيل: «هذا الامر يؤكد ضرورة وضع حد لاعمال العنف والتوصل الى وقف لاطلاق النار وتسوية دائمة للنزاع في غزة في اسرع وقت».

وعلى الرغم من عمق الجراح، ومن القوة الهائلة لجيش الاحتلال، فإن المقاومة الفلسطينية واصلت تصديها للعدوان، وأوقعت أمس 8 جنود جدد قتلى في كمين محكم.

وزارة الصحة في غزة قالت إن القوات الإسرائيلية قصفت مدرسة تابعة للأونروا لجأ اليها فلسطينيون في بيت حانون بشمال قطاع غزة مما أسفر عن استشهاد 15 شخصا على الأقل ليرتفع بذلك الشهداء إلى أكثر 750.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الطبيب اشرف القدرة إنه الى جانب القتلى الخمسة عشر أصيب 200 آخرون في الهجوم. وقال مدير مستشفى محلي إن عدة مراكز طبية في بيت حانون تستقبل المصابين.

وقال مراسل لوكالة «رويترز» في المدرسة إن الدماء غطت الأرض وتناثرت على طاولات الدراسة في فناء المدرسة قرب موقع سقوط القذائف الإسرائيلية.

وقال مدير مستشفى بيت حانون ايمن حمدان إن هذه المذبحة تحتاج اكثر من مستشفى للتعامل معها.

واعترفت الإذاعة الإسرائيلية بأن معظم من قتلوا في المدرسة أطفال، فيما لم يعلق الجيش الاسرائيلي على الفور على المجزرة.

وفي قريتي عبسان وخزاعة في الجنوب قال المسؤولون ان القصف الإسرائيلي خلف عشرات الشهداء والمصابين الذين طمروا تحت الانقاض بينما لم تستطع الفرق الطبية المخاطرة بالاقتراب.

وقال شهود ومصادر طبية إن 31 مدنياً استشهدوا في خزاعة قرب خانيونس، وأصيب بجروح أكثر من مئة في قصف بري وجوي بدأ في ساعات الفجر الأولى اعتبارا من فجر يوم الأربعاء واستمر طيلة النهار حتى يوم أمس.

وبدأت مجزرة خزاعة بتوغل أرتال من الدبابات وناقلات الجند المصفحة من الحدود الشرقية، يساندها غطاء جوي كثيف من الطائرات باتجاه بلدة خزاعة بشكل عشوائي.

وبعد أن وصلت القوة المحمولة إلى البلدة، انتشر فوق البنايات المرتفعة قناصة استهدفوا المدنيين الفارين من قصف الصواريخ، التي حولت العديد منهم إلى أشلاء، فيما عجزت سيارات الإسعاف عن الوصول للبلدة التي عزلت كليا عن محيطها، وقد أصيبت سيارات الإسعاف بأضرار فادحة في عدد من السيارات، وإصابة مسعفين.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال بعد لقائه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاومند في الكنيست أمس، «لقد أطلقنا العملية العسكرية من أجل استعادة الهدوء إلى المواطنين الإسرائيليين، ونحن سنستعيده». وأضاف في تصريحات وزعها مكتبه على وسائل الاعلام لقد» بدأنا بالعملية البرية أولًا من أجل التعامل مع منظومة الأنفاق، وفعلاً يتم التعامل معها. صحيح انه لا توجد ضمانات لتحقيق النجاح بنسبة 100%، ولكن جيش الدفاع حقق إنجازات ملموسة على الأرض ونحن نستمر في هذه العملية».

وقالت مصادر مقربة من المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والامنية ان توجه المجلس يشير الى مواصلة العملية العسكرية في قطاع غزة وتوسيعها على مراحل .

واضافت المصادر ان المساعي التي يبذلها وزير الخارجية الاميركي جون كيري والامين العام للامم المتحدة بان كي مون لم تفض الى بلورة اقتراح جدي وعملي لوقف لاطلاق النار .

«كتائب عزالدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، قالت إن مجموعة من عناصرها تمكنوا من التسلل خلف خطوط القوات الإسرائيلية، المتوغلة في حي التفاح شرقي مدينة غزة، وقتلت ثمانية جنود «من مسافة صفر»، ودمرت ناقلة جند من نوع «شيزاريت»، بقذيفة «آر بي جي 29».

وقد اعترفت اسرائيل بإصابة ستة جنود إسرائيليين في الاشتباكات مع المقاومين الفلسطينيين وتم نقلهم لمستشفى «سوروكا» ببئر السبع و«هداسا» في القدس المحتلة.

وذكرت القناة التلفزيونية السابعة أنه تم نقل مجموعة أخرى من الجرحى خلال ساعات الصباح لمستشفى «سوروكا» ببئر السبع في حين قال مراسل القناة في المستشفى إن الطائرات المروحية لا تكف عن إحضار الجرحى منذ بدء العملية البرية قبل 6 أيام.

كما قالت « كتائب القسام» في بيان ثالث، إن إحدى وحدات النخبة لديها، هاجمت آليات إسرائيلية في منطقة «كيسوفيم» جنوب قطاع غزة وفجرت عبوتين في آليتين، وأوقعت طاقمهما بين قتيل وجريح.

أ ف ب، رويترز، وفا، «المستقبل»