ضمن فعاليات الحملة الوطنية للحفاظ على الهوية الفلسطينية (انتماء)
محاضرة لتجمع واجب في مخيم خان الشيح بعنوان «الذاكرة الشعبية ودورها في ترسيخ حق العودة»
الإثنين، 28 أيار، 2012
ضمن فعاليات الحملة الوطنية للحفاظ على الهوية الفلسطينية (انتماء) أقام تجمع واجب في مخيم خان الشيح محاضرة بعنوان "الذاكرة الشعبية ودورها في ترسيخ حق العودة" يوم 2012/5/24، ألقاها مسؤول قسم التوثيق والتاريخ الشفوي في تجمع واجب الأستاذ "أحمد الباش"، سلط خلالها الضوء على أهمية "الذكريات الفلسطينية" والتي تعرف باسم"التاريخ الشفوي الفلسطيني" وأثرها في تنشيط الذاكرة الشفوية لدى أبناء الشعب الفلسطيني، وشدد الباش على أهمية استثمار عامل الزمن لإجراء المقابلات مع اللاجئين الذين عاشوا النكبة حيث أن جزء كبير منهم أصبح في سن متقدم وبالتالي فإن عامل السن سيترك تأثير على ذاكرته والجزء الآخر لعامل السن أيضاً ممكن أن يتعرض للوفاة، وأضاف أن أهمية التاريخ الشفوي تكمن في أن نحفظ للأجيال الفلسطينية القادمة تاريخ آبائهم وأجدادهم كيف عاشوا في ديارهم ومزارعهم وأماكن عملهم.
وعرض مسؤول قسم التوثيق والتاريخ الشفوي تجربة تجمع واجب الذي استشعر الحاجة الماسة لصون وحفظ الذاكرة الوطنية الجماعية الفلسطينية من الضياع، فانشأ قسم للتوثيق والتاريخ الشفوي بهدف تنشيط الذاكرة الفلسطينية وإحياء القرى المدمرة، وكتابة رواية فلسطينية عربية عن النكبة، وخلق تواصل اجتماعي بين أبناء القرى الفلسطينية.
ثم عرج للحديث عن نشاط يوم القرية الفلسطينية الذي تفرد تجمع (واجب) بإطلاقه من أجل ترسيخ مفهوم وجوب حق العودة إلى فلسطين.
وختم أحمد الباش محاضرته بالقول: "أن الأقوياء المنتصرون يكتبون التاريخ حسب ما يرونه من وجهة نظرهم وبما يخدم مصالحهم وأحياناً ينسجون تاريخا من نسج خيالهم ومن هنا أتت ضرورة التاريخ الشفوي لأنه يسجل الأحداث حسبما وقعت فعلاً".
يشار أنه تم في بداية المحاضرة لقاء تاريخ شفوي مع شاهدين من شهود النكبة هما الحاج إسماعيل سلامة حسين (أبو طارق) الذي اصطحب معه (كواشين) أرضه في فلسطين قضاء الناصرة، وهذه (الكواشين) ما زالت عليها آثار دماء والدته التي قتلها جندي صهيوني مع أخوته الأربعة على مرأى من عينه وهو طفل ذو سبعة أعوام في مجزرة الصبيح، الحاج إسماعيل سلامة حسين البالغ من العمر سبعين سنة أكد على ضرورة تبني خيار المقاومة كخيار وحيد لاستعادة الحقوق المغتصبة، مشدداً على أهمية التمسك بحق العودة وتوريثه للأجيال اللاحقة، واعداً إياهم بالعودة المظفرّة مهما طال الزمان.
أما شاهد النكبة الآخر هو الحاج محمود الحسين (أبو ماجد) الذي تحدث عن طبيعة قريته وحدودها وعاداتها وتقاليدها خلال الفترة الزمنية التي عاش فيها قبل النكبة ثم عرض وقائع وتفاصيل احتلال هذه القرية من قبل الكيان الصهيوني وما ارتكبه من مجازر بأهلها، واستعرض حالة القهر والعذاب التي مر بها، وما يخالجه من شوق وحنين لتراب فلسطين.
من الجدير ذكره أنه دعي للنشاط عدداً من شهود النكبة من أبناء المخيم إضافة إلى شرائح عمرية مختلفة تمثل الجيلين الثاني والثالث والرابع من أبناء الشعب الفلسطيني الذين هجر أجدادهم وآباؤهم من قرى فلسطين عام 1948.
المصدر: واجب - فايز أبو عيد