محللون: حماس بعد ربع قرن أقرب إلى تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
على أعتاب احتفالها بمرور ربع قرن على تأسيسها، تبدو حركة حماس، أكثر قوة ورسوخاً وأقرب من تحقيق الأهداف الكبرى للشعب الفلسطيني في التحرير والاستقلال.
ويقول الكاتب إبراهيم المدهون، رئيس مركز أبحاث المستقبل: "حماس اليوم تقترب من تحقيق غايتها الكبرى بتحرير الأرض والإنسان الفلسطيني"، معتبراً أنها راكمت قوتها لتتحول من حركة فلسطينية محلية لقوة إقليمية مؤثرة وطموحة، حتى أضحت لاعبا مؤثرا وهاما في منطقة تموج بالتغيير.
ويرى المدهون في تصريحات لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن حماس باتت لاعبا مركزيا وأساسيا لما قدمته من تضحيات وما حققته من نجاحات، ونقلات نوعية أهمها إعادة الصراع الفلسطيني إلى أصوله وثوابته بعدما نجح العدو باستمالة فريق من الشعب للدخول بتسوية مُرة كادت أن تفتت المشروع الوطني.
ويرصد نجاحات حماس بأنها تمسكت بعدم الاعتراف بشرعية الكيان، ونقلت الصراع لعمق العدو والمدن المحتلة عام 48 مما شكل ضغطا كبيرا على الاحتلال وكسر نظريته الأمنية القائمة على تجنيب الجبهة الداخلية لتبعات احتلاله وعدوانه، وأيضا صنعت جيشا مقاوما من آلاف المقاتلين مجهزين لصد أي عدوان في غزة مع صناعة عسكرية متصاعدة برغم الحصار والعدوان والاستنزاف المتواصل.
وأضاف أنها نجحت بعلاقات عربية وإقليمية متميزة ونجحت بتخطي حاجز العزلة على المقاومة؛ فالآن نشهد أنظمة عربية وإقليمية متفهمة لفكر المقاومة بل وداعمة بالسر أو العلن.
كما أنها نجحت بتخطي كل العقبات وتحويل محنها لمنح من الاعتقالات التي طالت ولادتها للابعاد بالمئات، لعمليات الاغتيال المركزة والمكثفة فهناك عشرات القادة العسكريين والسياسيين والدعويين تم تصفبتهم واغتيالهم على مدار مسيرتها.
ولأول مرة بتاريخ الصراع العربي الصهيوني نجحت حماس بالجمع بين المقاومة والسلطة، الكفاح والبناء. والمدهش أنها استطاعت المحافظة على المسارين والتفوق بهما، فها هي تحول غزة لكيان مقاوم تحت سلطتها ينمو ويسير بصورة منتظمة وطبيعية.
بدوره، يرى الكاتب الصحفي علي البطة، أن حركة "حماس" توجت مسيرة ربع قرن من عمرها بتحقيق أهم انتصار في هذه المرحلة الفلسطينية التي انحدر فيها العمل السياسي الفلسطيني إلى مستوى متردٍّ غير مسبوق، "وهو ما ترك أثراً على كافة أشكال النضال الفلسطيني خصوصاً النضال المسلح الذي بات مادةً للخلافات حول جدوى العمل العسكري المقاوم في هذه المرحلة".
وقال البطة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "طوال سنواتها ظلت حركة حماس تحاول فك الاشتباك مع أكثر من طرف محلي وإقليمي ودولي، عدا عن محاولتها التصدي لمحاولات الاحتلال استئصالها من شأفتها عبر عمليات عسكرية مكثفة مركزة لقتلها في مهدها" .
وأشار إلى أن الحركة واصلت في ظروف صعبة وقاهرة السير وسط حقل من الألغام، ما أن تنجو من لغم حتى تجد حقلا جديدا من الألغام يزرع لها في طريقها من أطراف عدة اتحد هدفهم جميعاً وإن كان دون اتفاق مكتوب بين هذه الأطراف، لكنهم كان يوحدهم جميعاً هدف واحد هو القضاء على حماس أو على الأقل قص أطرافها لتبقى جسداً مشلولاً.
وقال: "رغم أن محاولات الخنق والتضييق التي مرت بها حماس لكنها ظلت كلما غادرت مرحلة خرجت منها أقوى بنيةً وأصلب عوداً، وهي محاولات باعتراف خصومها قبل أصدقائها لو مرت بها أي تجربة أخرى في ظل الظروف المماثلة التي عاشتها حماس ويعيشها الشعب الفلسطيني لكان مصير تلك الحركة الموت من أول ضرب أو الثانية على الأبعد".
حماس بعد ربع قرن
وشدد على أن حماس في يوبيلها الفضي حققت فوزاً ذهبياً بالانتصار الذي أحرزته في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وهي حرب توجت حماس على رأس المقاومة وتوجت كذلك مقاومة حماس التي ظلت لسنوات معرض غمز ولمز القريب قبل البعيد من الشارع الفلسطيني.
وأشار إلى أن ما ميز حماس أنها "تنشد إلى مبادئها بقوة في ظل الانتصار الذي توجت به هذه المرحلة من عمر الجهاد الفلسطيني الطويل" في إشارة إلى تمسك الحركة المستمرة بالثوابت ورفضها الاعتراف بشرعية الكيان رغم سياسة العصا والجزرة التي تعرضت لها.
وقال البطة: "حماس تدخل ربعها الثاني باتجاه تعزيز قواعد الصراع داخلياً عبر التوسع في بنيانها العسكري والسياسي والجماهيري مع الاحتفاظ بمبادئها التي خطها مؤسسوها"، مشدداً على أن توسع حماس التنظيمي ذاته كان مثار إعجاب القاصي والداني إذ والتنظيم يتمدد أفقياً ويتوسع عمودياً حافظ التنظيم على تماسكه الداخلي ووحدته الفكرية والعقدية وهي لم تبرح هذه العقيدة التي تبنتها منذ ما قبل التجديد للتأسيس بهذا الثوب.
ورأى أن ما غادرته حماس وبجدارة هي مرحلة العمل اليدوي أو قل البدائي في التسليح والعمل الإعلامي والأمني، إلى مرحلة العمل الالكتروني المتطور للتسليح والقدرات في جميع المستويات.