القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

محللون عسكريون إسرائيليون: تصعيد على غزة لا اجتياح

محللون عسكريون إسرائيليون: تصعيد على غزة لا اجتياح

المستقبل ـ حسن مواسي

توقع معلقون إسرائيليون أن تتصاعد المواجهة مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، مع مواصلة "إسرائيل" عدوانها الجديد «الجرف الصامد»، مستبعدين قيام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ اجتياح بري للقطاع.

ونقلت وسائل الإعلام لضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله إن "إسرائيل" دخلت في عملية طويلة تحتاج الى صبر وأن الصواريخ ستطلق من غزة وستزداد تدريجا، مشيرا إلى أن الحكومة تأخذ في الحسبان إطلاق صواريخ نحو القدس وتل أبيب.

وكان المجلس الوزاري السياسي ـ الأمني الإسرائيلي قرر ليل الإثنين ـ الثلاثاء عدم الانجرار لعملية واسعة والاكتفاء بغارات جوية واستهداف البنى التحتية والقيام بعمليات اغتيال، موضحاً أن العدد الصغير نسبياً من القوات البرية الذي حشدته "إسرائيل" في الأيام الأخيرة في محيط غزة واستدعاءها 1500 من جنود الاحتياط (في حرب 2008 «الرصاص المصبوب» استدعت 60 ألف جندي)، يترك الباب مفتوحاً للتهدئة.

ورجح المحلل العسكري رون بن يشاي أن "إسرائيل" و»حماس» دخلتا حرب استنزاف جديدة، وقال إن "إسرائيل" تستعد لمواجهة واسعة بما يشمل اجتياحاً برياً وصواريخ تصل الى تل أبيب وإن «كتائب القسام» ليس لها ما تخسره بعد تفجير النفق الأحد الماضي وقتل تسعة من عناصرها.

وأوضح أن حرب الاستنزاف الراهنة ما زالت محدودة لكنها قابلة للتطور نحو مواجهة مفتوحة تستخدم فيها المقاومة صواريخ مداها 70 كيلومترا تطال تل أبيب وما بعدها، وعندها قد تجتاح "إسرائيل" القطاع لتدمير الصواريخ الثقيلة«.

وأشار بن يشاي إلى أن المعركة على الردع دائما موجودة في الخلفية فـ»حماس» تريد عرض قوتها كي تحصل على قوة ردع طويلة الأمد وإسرائيل ترغب باستغلال الفرصة لتحييد الصواريخ الثقيلة وخلق ميزان ردع مريح لها. و»حرب الاستنزاف» التي تجري الآن لا يمكن أن تستمر طويلاً من دون الانزلاق لما هو أوسع، وإن الاحتمال ما زال وارداً لوقفه الآن وأن توافق «حماس» على وساطة مصرية وتخفض سقف طلباتها.

وأضاف «لكن "إسرائيل" تستعد وبحق لمواجهة كاملة تشبه الرصاص المصبوب أكثر منها لعمود السحاب، أي اجتياح بري«.

وبخلاف العدوانيين السابقين اللذين تما خلال الشتاء تستفيد "إسرائيل" من صفاء الجو والرؤية ومن ساعات النهار الطويلة، لكنها ستتعرض لصواريخ أكثر قسوة ويتوقع سقوط ضحايا مدنيين من الجانبين في حال اتسعت المواجهة.

وأكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يدلين إن "إسرائيل" تتجه لعملية أقل حجماً من «عمود السحاب والرصاص المصبوب» رغم أن العالم منشغل عن الأزمة بالمونديال وبالعراق. وقال للإذاعة الإسرائيلية: «مصر هذه المرة، بخلاف مصر في عمود السحاب، لا تدعم حماس، والقبة الحديدية أكثر نجاحاً لكن السؤال ما هي أهداف إسرائيل؟«.

ورجح يدلين أيضا أن الفرصة ما زالت قائمة لوقف التدهور الجديد. وقال إن «حماس« تحاول إحراز مكاسب وطلبات قبل وقف النار كإعادة إطلاق الأسرى الذين اعتقلوا مؤخرا، وفتح معبر رفح، وتسديد رواتب موظفيها، وربما "إسرائيل" تستطيع المساعدة بذلك.

وأكد المحرر السياسي في صحيفة «هآرتس» باراك رفيد أن «صواريخ غزة ليست تسونامياً طبيعياً أو من الله إنما تذكر بوجود صراع قومي مع الفلسطينيين لا يمكن حسمه عسكرياً وإسرائيل لا تفعل شيئاً لتسويته بالمفاوضات«.

وكشف المحرر السياسي للقناة الإسرائيلية الثانية أودي سيغال عن استمرار الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية بين معسكر يقوده رئيسها بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون اللذان يرغبان بقصف جوي يوقف صواريخ غزة ويضعف «حماس» من دون تدميرها خوفا من بديل أسوأ. والمعسكر الثاني متطرف يقوده وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان حزب «اسرائيل بيتنا»، ووزير الاقتصاد نفتالي بينت زعيم حزب «البيت اليهودي» اللذان يدعوان لاجتياح غزة وتصفية الإرهاب». وأكد سيغال: «يدرك ليبرمان وبينت أن اجتياح غزة يحتاج لثمن، "إسرائيل" غير مستعدة لدفعه لكنهما يسعيان لكسب نقاط سياسية«.