الأحد، 12 نيسان، 2020
يعيشون حياة شبه بدائية، بلا
كهرباء أو مياه، حيث يضطرون للاصطفاف في طابور طويل للحصول عليها، هذه حال اللاجئين
الفلسطينيين في اليونان، ورغم أن وضعهم في بلجيكا أفضل فإن الأماكن المكتظة في تجمعات
اللاجئين تجعلها بيئة خصبة لتفشي فيروس كورونا، خاصة مع غياب إجراءات الوقاية.
لتقريب الصورة أكثر اصطحبنا
اللاجئ الموجود بجزيرة "كيوس" في اليونان فادي عيسى من قطاع غزة، عبر كاميرا
هاتفه المحمول إلى قلب المخيم الذي يعيش فيه نحو 7 آلاف لاجئ من جنسيات مختلفة.
واقع مأساوي
بدأ جولته من خيمته، ولك أن
تتخيل أن أربعة أفراد يعيشون بمساحة لا تزيد على ثلاثة أمتار، من شدة الظلمة بالكاد
تراهم، وكأنهم يجلسون في كهف، تسمى عنوة "خيمة" أما هي في الحقيقة أقمشة
متصلة بأعمدة خشبية لا تقي بردا ولا حرا.
بعد أن تتقدم خطوات للأمام
تجد أمامك جبالا من أكياس القمامة متراكمة، معلقا بحسرة على واقع الحال: "في الليل
تتجمع القوارض والحشرات، وحتى الأفاعي تأتي من الأشجار المحيطة بالمخيم على القمامة
التي لا تنظف إلى مرة واحدة شهريا".
مر للأمام متجاوزا عشرات الخيام،
تعيش فيها عائلات سورية وفلسطينية وعراقية، يفصلها ممر ترابي يسير عليه الشاب عيسي
بحذر وكأنه يسير على وحل طيني ممزوج بالمياه، ولهذا سبب يوضحه: "لك أن تتخيل أنه
لا توجد مياه ولا كهرباء في الخيام، بالتالي نذهب ونصطف في طابور لمدة أربع ساعات لتعبئة
زجاجات مياه، وهذه نستخدمها لغسل أيدينا والأواني التي نستخدمها في الأكل أمام الخيام
فتتبلل التربة".
أما لشحن هواتفهم فيضطر اللاجئ
إلى الذهاب لغرفة موظفي المخيم، والجلوس لساعات لشحن هاتفه، هذا المشهد يتكرر كل يوم،
فضلا عن أن اليونان أغلقت المخيمات بشكل كامل، لكنها قبل الإغلاق تجاهلت اتخاذ إجراءات
توفر الحماية للاجئين.
سار عيسى إلى الأمام عارضا
صناديق صغيرة تسمى "دورة مياه" عامة، وبدت بمنتهى القذارة، مليئة بالزجاجات
الفارغة، لا يوجد بها مياه، لم يستطع إكمال المشهد، وهرب من الرائحة الكريهة المنبعثة
منها.
بعد انتهاء الجولة، يعلق صديقه
حازم إسماعيل على ما يعيشونه قائلاً: "هنا الأوضاع سيئة جدا، لا توجد إجراءات
حماية من الحكومة اليونانية، فمنذ شهر نمنع من الخروج، ومنذ أسبوع لم تصلنا المساعدة
الشهرية البالغة 90 يورو من الحكومة، والطعام غير صحي ولا يصلح للأكل".
"نخشى أن يصلنا الفيروس، لأن المخيمات أكثر الأماكن
اختلاطا، أما السفارة الفلسطينية فلا نسمع بها وكأنه لا يوجد فلسطينيون في اليونان،
ولا تبالي بوضعنا".. بهذا يلخص إسماعيل المشهد، الذي يجسد الحال في 12 جزيرة يونانية.
مقومات حماية غائبة
في بلجيكا لم يكن اللاجئ الفلسطيني
بمنأى عن الإصابة بالفيروس بعدما طال آلافالبلجيكيين، فهناك قرابة 61 سنتر (مخيم) لجوء في بلجيكا، يضم كل مخيم 100 إلى
700 شخص، يشبه الشكل الخارجي للمخيم المدارس، في كل غرفة يوجد أربعة أشخاص، أو يعيش
اللاجئ في بيت "سوسيال".
علي منصور لاجئ فلسطيني موجود
في بلجيكا، وقاد العديد من الحراكات الشبابية المطالبة بتحسين شروط حياة اللاجئين فيها،
يقول لصحيفة "فلسطين": "الاكتظاظ والتكدس في أعداد الغرف أكبر مشكلة
تواجهنا، لأنه قبل يومين تم اكتشاف إصابة باكستاني موجود بغرفة مع فلسطينيين، وتم حجر
المخيم بأكمله إلى حين ظهور نتائج الفحوصات".
وبحسب منصور، أغلقت الشرطة
البلجيكية سناتر اللجوء، ومنعت الخروج منها أو الدخول إليها، إلا لنصف ساعة فقط لجلب
أغراض تموينية. لا توجد احتياطات لمنع دخول الفيروس، ومع هذه الأزمة لم تتخذ الحكومة
إجراءات لإصدار الإقامة لآلاف الملفات العالقة، مضيفا: "هناك نحو 6 آلاف لاجئ
ينتظرون الحصول على إقامة".
وأضاف منصور: "السفارة
الفلسطينية تتواصل مع المصابين للاطمئنان على صحتهم، لكنْ مطلوب منها دور أكبر بكثير،
لأن هناك عشرات الفلسطينيين الذين يحصلون على رفض لطلب الحصول على إقامة، ويبيتون بالشوارع
ومحطات القطارات من جديد بدأت بالتواصل معنا مع أزمة فيروس كورونا، أما سابقا فقد كان
هناك استياء كبير من دور السفارة تجاه اللاجئين".
المصدر: يحيى اليعقوبي –
فلسطين أونلاين