القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

مخيم النصر بالأردن.. شبح كورونا يتسلل بين الزقاق


السبت، 25 نيسان، 2020

زقاق فارغة، بيوت متلاصقة، يتسلل فيها شبح الخوف من الجائحة العالمية مقسوما بمرارة اللجوء، في مخيم صغير يسمى مخيم النصر أو مخيم الأمير حسن، مساحته ما يقارب 90 دونما، وعدد سكانه 10 آلاف نسمة، يقع في العاصمة الأردنية عمان.

لم يتوقع أهالي المخيم أن يعيشوا تحت وطأة فيروس كورونا، هذا المخيم الصغير الذي عمر بالحب والتقارب والتلاصق، أصبح فيه الجار يبعد عن جاره مسافات رغم تلاصق الجدران، الأيدي لا تتلامس، والزيارات منعت، واختفت أضواء زينة رمضان المبارك.

طوق المخيم ليلة الأحد بقوات الجيش الأردني لمنع التجول، وفصل المنطقة عن باقي المناطق المجاورة حفاظا على صحة أهالي المخيم، ومنع انتشار الفيروس بين أبنائه، في محاولة لنشر الأمان في ظل الخوف من انتشار الفيروس في بقعة صغيرة من اللجوء.

الحاجات الأساسية للسكان

رئيس لجنة خدمات مخيم النصر زياد سلمان قال لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "قبل العزل كان التجول متاحا خلال الساعات المسموح فيها، أي من العاشرة صباحا ولغاية السادسة مساء، والآن وبعد اكتشاف بعض الحالات زادت ساعات منع التجول داخل المخيم وتقييد الخروج من المنازل.

الاحتياجات الأساسية والمواد التموينية تصل إلى أهالي المخيم، كما بين سلمان، عن طريق لجان من دائرة خدمات المخيم وجمعية خيرية قريبة من المخيم، ضمن آلية تتبعها خدمات المخيم لإيصال المساعدات إلى الجميع.

وبيّن سلمان، أن أهالي المخيم متجاوبون مع قرار منع التجول التام، ويمتزج رضاهم بالخوف من انتشار الفيروس بين زقاقه الضيقة.

وقبل اكتشاف الحالات، أجريت العديد من الفحوصات العشوائية على أهالي المخيم، وكانت نتائجها سلبية، وما رُصد من إصابات كان مفاجئا للجميع، "هذا يعني أن العدوى جاءت من خارج المخيم وليس من داخله".

وتلقت دائرة الشؤون الفلسطينية في الأردن، نبأ إصابة أفراد داخل مخيم النصر بشيء من الصدمة. وقال مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية رفيق خرفان في تصريح لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "كنا نرجو أن تبقى المخيمات الفلسطينية في الأردن خالية من حالات الإصابة بفيروس كورونا، إلا أن الأقدار شاءت غير ذلك، ودخل الفيروس إلى مخيم النصر".

وأضاف أن المخاوف كانت قائمة من أن ينتشر الفيروس في مخيمات أكبر مساحة من مخيم النصر (90 دونما)، مثل الوحدات والبقعة والتي يصعب السيطرة عليها.

وتم اكتشاف ثلاث حالات داخل المخيم من إجمالي حوالي 200 عينة، وبعد قرار الحكومة الأردنية بعزل المخيم عن باقي المناطق ومنع التجول فيه، بين خرفان أن دائرته تواصلت مع رئيس خدمات المخيم لتوفير متطلبات المخيم كافة من مواد تموينية وأساسية لغير المقتدرين.

تقصٍّ صحي مستمر

وما تزال فرق التقصي من وزارة الصحة تجري فحوصات عشوائية لأهالي المخيم لحصر الإصابات ومعرفة مصدر العدوى.

وفي هذا السياق قال خرفان، إن عملية أخذ عينات من داخل المخيم ما تزال قائمة، وسيعلن عن نتائج الفحوصات أولا بأول حال ظهورها لا قدّر الله.

ولما كان الخبر صادما للجميع بما فيهم أهالي المخيم الذين تهافتوا قبل عزل المنطقة لشراء احتياجاتهم من السوق. وهنا أشاد خرفان بمستوى التعاون بين أهالي المخيم والجيش والأجهزة الأمنية لإنجاح العزل، ومرور الأسبوعين دون تسجيل أي إصابة أو نقل العدوى لآخرين، ليتم رفع الحظر والعودة إلى ما كان عليه الأمر سابقاً.

وبين أن ظروف السكن والتهوية في المخيم تجعل بيئته تساعد على انتشار الفيروس إن لم يتم التعاون والالتزام بالحظر، مبينا أن فائدة عزل المخيم تكمن في ضبط الحالات ومحاولة حصرها.

وأوضح خرفان، أن دائرة الشؤون الفلسطينية، ومنذ اليوم الأول من إعلان منع التجول في الأردن، وهي تقدم خدماتها بالتعاون مع الأونروا من تعقيم للمخيمات، والتواصل مع وزارة الخارجية الأردنية لتأمين التصاريح اللازمة للموظفين للعمل في الميدان وغير ذلك.

دور جيد للأونروا

وتؤدي الأونروا دورا جيدا في المخيم بالرغم من أنها تعده غير رسمي وهو تحت مسؤولية الحكومة الأردنية، وتتعاون الوكالة مع دائرة الشؤون الفلسطينية في تقديم الخدمات للسكان من خلال لجنة خدمات المخيم.

وقال مصدر مسئول في الأونروا لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": إن دورنا هو حماية اللاجئ الفلسطيني أينما كان، ولم نتخلّ عن المخيم في هذه الظروف، واتخذت إجراءات سريعة استجابة للوضع الحالي داخل المخيم من خلال زيارة المخيم للتحقق من أوضاع اللاجئين ومعرفة احتياجاتهم بعد الإعلان عن الإغلاق التام للمنطقة واكتشاف حالات كورونا".

وبين أنه تم اختيار متطوعين من داخل المخيم للمساعدة في توصيل الاحتياجات الأساسية إلى منازل اللاجئين، لضمان بقاء الجميع في منازلهم والالتزام بالقواعد والقوانين الصادرة عن الحكومة الأردنية.

وأضاف أن عملية التوزيع تتم من المتطوعين مع توفير الحماية لهم من جانب القوات الأمنية الأردنية المنتشرة في المنطقة.

ووزعت الأونروا معدات حماية شخصية للجان الصحية العاملة في المخيم، وقدمت كمية من الأدوية لذوي الأمراض المزمنة، مع توفير رقم خط ساخن لحالات الطوارئ.

أما فيما يتعلق بخدمات الإغاثة، أشار المصدر المسئول إلى أن هناك 72 عائلة مسجلة في برنامج شبكة الأمان الاجتماعي التابع للأونروا بما في ذلك 22 عائلة تعيش في المنطقة المغلقة، وبين أنه تم الاتصال بهذه العائلات وتلبية احتياجاتهم قدر الإمكان بدعم من بعض الشركاء في القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية ولجنة خدمات المخيم.