يهدف لخنق المقاومة
مراقبون: إغراق مصر للأنفاق مخطط إسرائيلي

الإثنين، 21 أيلول، 2015
أكد مراقبون فلسطينيون ودوليون، أن إغراق الجيش المصري، لمنطقة
الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة، بمياه البحر، عبارة عن "خطة" إسرائيلية، بتنفيذ
عربي؛ هدفها خنق المقاومة الفلسطينية، وتشديد الحصار على أهالي القطاع.
وبدأ الجيش المصري في ضخ المياه على طول الحدود بين سيناء
والقطاع، وتحديداً في المنطقة العازلة التي أقامها الجيش بعد تهجير الأهالي وهدم المنازل
الحدودية، إذ يمتد طول القناة المائية إلى 13 كيلومتر وهي بعمق يتراوح بين 6 إلى 8
أمتار.
وقال المراقب السياسي، مصطفى الصواف، إن "الهدف من هذه
الخطوة هو إحكام الحصار على قطاع غزة، ومحاولة تجفيف منابع المقاومة الفلسطينية حتى
لا تتمكن من الحصول على وسائلها القتالية، أو تطوير ما لديها من أدوات لمواجهة الاحتلال"،
مشيرًا إلى أن هذه الفكرة طُرحت في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، إلا أنه
رفض تنفيذها مستعينًا بأساليب أخرى.
وأضاف الصواف، لـ"فلسطين": "ما يجري على حدود
غزة هو تنفيذ لمخطط صهيوني أمريكي، هدفه استئصال المقاومة (..) إسرائيل هي صاحبة الفكرة،
وهي المستفيد بالدرجة الأولى والأخيرة، ومصر لن تجني إلا الدمار في خزانها الجوفي لها،
ولن تحقق الأهداف التي تريدها، بل هي أداة لتنفيذ المشروع الصهيوني في المنطقة الحدودية".
أما المراقب السياسي للعلاقات الدولية، تيسير محيسن، فرأى
أن خطة الجيش المصري فيها "تناقض وتنافٍ مع حقوق الغير وخاصة في إطار العلاقات
الدولية.. فأي إجراء تقوم به دولة على الحدود مع الدولة الأخرى يجب ألا يترتب عليه
أي ضرر للدولة الأخرى، وبالتالي فهو أمر فيه كسر للقانون الدولي".
وقال محيسن لـ"فلسطين": "أما سياسيا، فمصر
لا زالت تواصل أهدافها بتضييق الخناق على غزة بكل الوسائل، ويتقاطع هذا الموقف للسلطات
المصرية مع موقف السلطة الفلسطينية من خلال تصريحات الرئيس محمود عباس، أن فكرة إغراق
الحدود بالمياه هي فكرته، وأنه هو من أبدع هذه الفكرة لحصار غزة".
وأشار إلى أن هناك "تقاطعا في المواقف وتنسيقها بين
الدول المعنية في المنطقة، ليتواصل الحصار بأشكاله وألوانه على غزة، وهذا ما تسعى إليه
الأطراف للوصول إلى تنازلات من حركة حماس لترك سلاحها ومشروعها الوطني"، مؤكدا
أن إغراق الأنفاق بمياه البحر، تحقيق للأهداف الإسرائيلية التي لم تحقق خلال الحرب
الأخيرة على غزة.
وتابع أن "المسألة باختصار هي أن عبد الفتاح السيسي
يسعي للرضا الإسرائيلي والأمريكي، مقابل الاستقرار السياسي والاعتراف به من قبل المجتمع
الدولي".
تنفيذ سري
وعلى الرغم من السرّية التي يفرضها الجيش المصري على عملية
حفر قناة مائية على الحدود بين سيناء وقطاع غزّة، إلا أنّ نشطاء تداولوا صورا لتسريب
المياه في المنطقة العازلة.
وبحسب مصادر مطلعة "للعربي الجديد"، بدأت قوات
الجيش في ضخ المياه خلال القناة التي أُنشئت على طول الحدود بين سيناء والقطاع، وتحديداً
في المنطقة العازلة التي أقامها الجيش بعد تهجير الأهالي وهدم المنازل. ويمتد طول القناة
إلى 13 كيلومتر وهي بعمق يتراوح بين 6 إلى 8 أمتار، بحسب رئيس اتحاد قبائل سيناء، إبراهيم
المنيعي.
وقال المنيعي: "إنّ الجيش بدأ في حفر أنفاق كبيرة تمتد
لكيلومترات عدة على الحدود لإغراقها بالمياه.. كما أن الجيش حفر آباراً عدة للمياه
الجوفية في المنطقة العازلة التي أقامها عقب تهجير أهالي سيناء، لضخ المياه منها إلى
القناة الجديدة".
وبحسب مصادر، فإن العمل بالقناة بدأ بشكل سرّي، نظراً لأن
المنطقة التي يعمل بها الجيش محظور التواجد فيها، وعليها أسلاك شائكة، وبالتالي هناك
صعوبة في معرفة ما يدور داخل هذا الجانب من سيناء.
وتذهب المصادر إلى أنه تم ضخ المياه إلى القناة عبر صهاريج
كبيرة، وذلك على الرغم من وجود أنابيب ضخمة يمكن أن تضخ من خلالها مياه البحر، مؤكدة
عدم قدرة حسم هذا الأمر نظراً لمنع الاقتراب من تلك المنطقة.
بدورها، قالت مصادر أمنية: "إن قيادة الجيش المصري لم
تكترث للدعوات المختلفة بشأن المنطقة العازلة، في بداية الأمر، بل كان موقفها أقرب
للرفض التام في قضية القناة المائية. لكن بعدها صدرت توجيهات سياسية، وتحمّس الرئيس
عبد الفتاح السيسي للتنفيذ عقب تفاهمات مع الجانب الإسرائيلي، فلجأ إلى تنفيذ عملية
حفر القناة الجديدة، وفي سرية تامة بدأ التخطيط ودراسة عملية الإنشاء".
وتضيف المصادر نفسها أن الجيش يعتمد على القناة الجديدة في
منع تسلل العناصر، ولكن المقصود الأساس هو إغراق الأنفاق بين سيناء وغزة تماماً، بحسب
ما يتردّد في سيناء. ولفتت إلى وجود أنابيب ضخمة على طول الحدود، قد يتم استخدامها
في ضخ مياه البحر إلى القناة مباشرة.
السلاح من ليبيا
من جانبه، قال خبير عسكري إن القناة الجديدة لن توقِف إمدادات
المسلحين كما يظن قادة الجيش والنظام الحالي، لأن المنطقي أن تكون حركة انتقال السلاح
من سيناء إلى غزة وليس العكس.
وأضاف الخبير، الذي فضل عدم نشر اسمه، "للعربي الجديد"،
أن غزة محاصرة من كل اتجاه سواء عبر المعابر التي يسيطر عليها الإسرائيليون، أو معبر
رفح وهو مغلق أغلب الوقت إلا بشكل استثنائي، أو عن طريق البحر عبر الحصار الإسرائيلي
على سواحلها.
وأشار إلى أن المسلحين يحصلون على السلاح من ليبيا وليس غزة،
متسائلاً: "أين كان الجيش حينما خرجت شحنات الأسلحة من مخازن (الرئيس الليبي المخلوع
معمر) القذافي إلى مصر ومنها إلى سيناء؟".
ولفت إلى وجود دروب عبر الصحراء والجبال يستخدمها المسلحون
لنقل الإمدادات إليهم مهما كانت كميتها أو نوعها، مشيراً إلى أنه ظهر أخيراً وجود صواريخ
مضادة للطائرات حديثة لدى المسلحين.
المصدر: فلسطين أون لاين