مركز حقوقي يحذر من كارثة إنسانية جراء حصار غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
أعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن قلقه
العميق والمتنامي جراء تدهور الأوضاع الإنسانية بسبب تفاقم أزمة الكهرباء في
القطاع، وتدهور الأوضاع الإنسانية لسكانه المدنيين، في ظل اشتداد وتيرة الحصار.
وعبر المركز في بيانٍ له اليوم الخميس (6-11)
تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخةً منه، عن قلقه الشديد من
الانعكاسات الخطيرة التي ستنجم عن زيادة معدل النقص في الطاقة الكهربائية في
القطاع على كافة الخدمات الحيوية، بما فيها الخدمات الأساسية لنحو 1،7 مليون
فلسطيني من سكانه، وبخاصة إمدادات مياه الشرب، تعطل المرافق الصحية، بما فيها
المستشفيات والمراكز الطبية وعمل محطات الصرف الصحي وقطاع التعليم.
يذكر أن محطة توليد الكهرباء في غزة توقفت صباح
الجمعة، (1-11)عن العمل كلياً، وذلك بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها، بسبب تراجع
سلطة رام الله عن اتفاق سابق بتقليص قيمة الضريبة على الوقود.
وأكد المركز أن توقف محطة توليد الكهرباء عن
العمل خلف آثاراً خطيرة على الأوضاع الإنسانية لسكان القطاع، بسبب تفاقم العجز في
الطاقة التي يحتاجها سكان القطاع يومياً. فقد اضطرت شركة توزيع الكهرباء في القطاع
إلى زيادة ساعات قطع التيار الكهربائي عن المنازل والمنشآت الحيوية من 8 ساعات إلى
12 ساعة يومياً.
وقال المركز إنه يخشى المزيد من التدهور في
الأوضاع الإنسانية للسكان المدنيين، حيث باتت أزمة الكهرباء تمس بكافة مناحي
الحياة اليومية للسكان، وتنتهك حقهم في الحصول على الخدمات الأساسية الضرورية، بما
فيها خدمات الوصول إلى المرافق الصحية والحصول على العلاج، الوصول للمؤسسات
التعليمية، بما فيها المدارس والجامعات، الوصول لخدمات المياه، بما فيها مياه
الشرب في المنازل وكافة الخدمات الحيوية الأخرى.
وأشار إلى أن 1،7 مليون شخص من سكان القطاع باتوا
يعانون خللاً في كافة مناحي حياتهم اليومية، والتي مست احتياجاتهم الأساسية
والضرورية، بما فيها خدمات الصحة، بما فيها الوصول إلى المياه إلى المنازل وخدمات
الصحة البيئية، القدرة على متابعة متطلبات التعليم لطلبة المدارس والجامعات.
وحذر من تدهور الأوضاع الصحية في المرافق الصحية
في القطاع بسبب عدم قدرة تلك المرافق على تعويض انقطاع الكهرباء لساعات طويلة من
ناحية، وبسبب عدم القدرة على توفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات البديلة في تلك
المرافق، فضلاً عن تعطل العديد من الأجهزة والمعدات الطبية في المستشفيات والمرافق
الصحية في مدن القطاع.
كما أشار إلى أن المئات من المرضى في مشافي
القطاع يعانون من مخاطر صحية حقيقية على حياتهم بسبب عدم انتظام عمل الأجهزة
والمعدات الطبية، خاصة في أقسام العناية الفائقة والأقسام الطبية الأخرى، كأقسام
القلب والكلى في المستشفيات.
ولفت إلى معاناة
الهيئات المحلية، بما فيها البلديات والمجالس القروية من عدم قدرتها على
توفير الوقود البديل لكفالة عمل وسير مرافقها الحيوية التي تخدم سكان القطاع، بما
فيها مرفاق المياه والصرف الصحي، فيما بدأت تتعالى شكاوى المواطنين من عدم وصول
المياه إلى منازلهم، خاصة في المباني السكنية العالية.
كما أشار إلى توقف جزئي لبعض المخابز في القطاع،
وذلك بسبب ساعات انقطاع الكهرباء لفترات طويلة وعدم توفر الوقود لتشغيلها. وقد لوحظ خلال اليومين الماضيين اكتظاظاً
كبيراً للمواطنين، ولساعات طويلة أمام تلك المخابز من أجل الحصول على احتياجات
أسرهم من الخبز.
وأشار إلى إصابة المرافق التعليمية في الجامعات
والمؤسسات التعليمية باضطراب شديد أدى إلى تعطل العديد من المختبرات التعليمية
وتأجيل بعض المخصصات الدراسية بسبب انقطاع الكهرباء فيها وعدم توفير مصادر طاقة
بديلة فيها.
وقد تزامن تفاقم أزمة الكهرباء مع الامتحانات نصف
الفصلية التي بدأت منذ أكثر من أسبوع في المدارس والجامعات في القطاع. وباتت
غالبية المدارس الحكومية في القطاع بدون كهرباء دون توفير بدائل تمكن الطلبة من
الدراسة.
كما تأثرت المئات من المؤسسات والجمعيات في قطاع
غزة فقامت بتأجيل العديد من أنشطتها وبرامجها بسبب انقطاع الكهرباء طوال ساعات
النهار، وعدم مقدرتها على توفير مصادر طاقة بديلة تمكنها من تشغيل معداتها
وأجهزتها.
ولفت إلى تفاقم معاناة السكان، وخاصة سكان
المباني السكنية متعددة الطبقات، والتي تعتمد على المصاعد في الصعود والنزول من
منازلها. وقد تأثر جراء ذلك عشرات الآلاف من السكان، وخاصة كبار والسن والمرضى
الذين يعانون أمراضاً مزمنة.