القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مروان البرغوثي: غزة أكدت صحة خيار المقاومة ووثيقة الأسرى هي الحل للوفاق الوطني

مروان البرغوثي: غزة أكدت صحة خيار المقاومة ووثيقة الأسرى هي الحل للوفاق الوطني

قال الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي إن الحرب الأخيرة على قطاع غزة أكدت على صحة خيار المقاومة، وأهمية تدعيم وتعزيز إمكانيات المقاومة في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، منبها ان العدو الصهيوني "لا يفهم لغة المفاوضات، ومعنى السلام، إلا عندما يتحول الاحتلال والاستيطان إلى عبء ثقيل لا يمكن احتماله”، ومؤكدا على أهمية "وحدة الشعب والقضية والوطن، ووحدة الفصائل والسلطة، وتعزيز ومساندة حكومة الوفاق الوطني، وإنهاء كل مظاهر الانقسام.

وفي رسالة أرسلها من معتقله في السجون الإسرائيلية في ذكرى استشهاد القيادي الفتحاوي ماجد أبو شرار ووصلت لـ”رأي اليوم” نسخة منها، أضاف البرغوثي انه يتعين على العالم أن يطلقوا "أوسع حملة دولية لمقاطعة إسرائيل وعزلها، وفرض عقوبات سياسية واقتصادية عليها”، إلى جانب إطلاق أوسع مقاومة شاملة في الضفة والقدس، والاستناد إلى وثيقة الأسرى للوفاق الوطني، باعتبارها وثيقة القواسم السياسية والنضالية المشتركة.

وطالب البرغوثي بالتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية، ولعضوية المجلس الوطني، ومن أجل تطوير وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، الذي يعيش حالة من الوهن والعجز في السنوات الأخيرة.

كل ما سبق، أورده البرغوثي لاحقا لنعيٍ مؤثر، تحدث فيه عن أبو شرار في ذكرى اغتياله الثالثة والثلاثين، مستذكرا أنه كان في قسم العزل في سجن طولكرم عند استشهاد الأخير في التاسع من أكتوبر 1981، "حيث وقع هذا الخبر وقع الصاعقة على الأسرى، لما كان للشهيد القائد من حب وتقدير واعتزاز في صفوف المناضلين وأبناء شعبنا، وقد قرأت رواية الشهيد أبو شرار "الخبز المر” في ذلك الوقت”.

وأضاف البرغوثي في رسالته، "من خلال متابعتي للمسيرة النضالية للقائد الشهيد عرفت أننا أمام هامة كبيرة، وهامة عالية متميزة، شكلت ظاهرة خاصة في حركة فتح وقيادتها”، وزاد ” قدم لنا أبو شرار مثالاً وقدوة للمثقف الثائر والفدائي المخلص الوفي المؤمن بقضية شعبه والمستعد للتضحية في سبيله، وقد كان أبو شرار مثالاً للجيل الشاب والتغيير في حركة فتح”.

ووصف أبو شرار بأنه "الرجل الذي آمن بضرورة تسليح الرأس قبل تسليح الأيدي، والذي آمن بروح العمل الفدائي من خلال سلوك الثوري، واليد النظيفة التي تتعفف عن مد يدها على مال الثورة والشعب، والتي تعيش حالة من التقشف، لأن حياة المناضلين يجب أن تكون بعيدة عن كل مظاهر البذخ والترف والحياة المرفهة، فهذا قدر الثوار والمناضلين الذين يختارون طريق الثورة والمقاومة وطريق الاستشهاد والتضحية، طريق الفداء والنضال والكفاح، والذين يكرسون حياتهم كاملة لقضية شعبهم ووطنهم”.

وقدم أبو شرار لأبناء فتح نموذجاً وقدوة، حسب وصف البرغوثي في رسالته التي أضاف فيها "وواصلنا السير على خطاه وخطى كل شهداء شعبنا العظيم، يتقدمهم أبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد وسعد صايل وأبو صيري وغسان كنفاني والشقاقي وأحمد ياسين وأبو علي مصطفى والجعبري وثابت ثابت ورائد الكرمي ومهند أبو حلاوة ووفاء إدريس ودلال المغربي وآيات الأخرس، وغيرهم”.

واعتبر البرغوثي إحياء هذه الذكرى "لا لذرف الدموع، ولا لنستذكر الشهداء فقط ونترحم عليهم، بل من أجل ان تكون مناسبة لتجديد العهد والوفاء لذكرى الأعظم والأكرم منا جميعاً، هؤلاء الشهداء الذين يمثلون ضمير وروح هذا الشعب وهذه الأمة، ومن أجل ان نجدد القسم بالسير على خطاهم فأنبل تكريم للشهداء هو مواصلة طريقهم، طريق النضال والمقاومة، طريق الحرية والشهادة، طريق النصر القادم لا محالة”.

وجدد البرغوثي في رسالته التي وقعها باسمه من سجن هداريم زنزانة (28)، العهد والقسم لشهداء شعبنا في كل مكان ان تبقى راية المقاومة وراية فلسطين التي سقط الشهداء وهم يحملونها، ان تظل مرفوعة عالية خفاقة في "أيادينا”، وان "نواصل نضالنا على هدى مبادئهم وأفكارهم، وانا على ثقة ان دماء الشهداء الطاهرة ستعبد الطريق إلى القدس وإلى الحرية والعودة والاستقلال، وان مسيرة شعبنا ستنتصر طال الزمن أم قصر، وأن زوال الاحتلال بات مسألة وقت، وان مصيره كما النازية والفاشية والعنصرية والاستعمار إلى مزبلة التاريخ”. وختم بقوله "في النهاية أقول في ذكرى شهيدنا وقائدنا الكبير والمعلم ماجد أبو شرار، لقد كتبت بيان نعيك للمناضلين في السجن في 9/10/1981، وها أنا أكتب وبعد مرور 33 عاماً هذه الكلمة في زنازين الاحتلال الصهيوني، وهذا يؤكد أننا نوفي بالعهد، وان الأجيال لن تفرط بالحقوق التاريخية الأصيلة في بلادنا أرض الآباء والأجداد”.

رأي اليوم، لندن