السبت، 25 أيار، 2024
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"
في تقرير مطول لها الجمعة 24 أيار/ مايو، رصد خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع
غزة، عن مسؤولين في وكالات إغاثية متعددة، تحذيراتهم من أنّ المجاعة في قطاع غزة
قد ضربت بالفعل، وأنّ حلول الوقت الذي سيتم فيه إعلان المجاعة، سيكون الأوان قد
فات، وحذّروا من أنّ تعافي أهالي القطاع من سوء التغذية يأخذ وقتاً طويلاً بعد
مرور 7 أشهر، ودعوا إلى إغراق قطاع غزة بالمساعدات لتجنب الموت الواسع النطاق.
ونقل التقرير عن رئيس برنامج الأغذية
العالمي التابع للأمم المتحدة أن المجاعة قد ضربت بالفعل، محذراً من أن فتح أبواب
المساعدات الآن قد لا يكون كافياً لمنع المزيد من الوفيات، سواء من الجوع أو من
أمراض بسيطة مثل الإسهال، نظراً لضعف الأجسام والنقص الحاد في الرعاية الطبية.
الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة إنقاذ
الطفولة الأمريكية "جانتي سويريبتو" قال واصفاً واقع القطاع في ظل
التجويع "الإسرائيلي": لم نشهد شيئًا كهذا من قبل في أي مكان في العالم.
وبيّن التقرير، مخاطر حالة المجاعة على
عموم السكان، حيث يشير خبراء سوء التغذية أن الأزمات الإنسانية عادة ما تؤثر على
جزء من السكان، وليس الجميع، الّا أنّه في غزة، "مجموع السكان في الواقع هم
الذين يتعرضون للتهديد، وليس مجرد مجموعة فرعية" بحسب ما نقل التقرير عن رئيس
المنظمة الدولية للاجئين "جيريمي كونينديك".
أما "كيرستن جونسون"، وهو
مدير شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة، وهي برنامج حكومي أمريكي يتتبع الجوع في
الأزمات العالمية، أكد أنه بحلول الوقت الذي يتم فيه إعلان المجاعة، "لقد فات
الأوان بالفعل، وسيكون هناك بالفعل موت واسع النطاق".
وأوضح أن سكان غزة بعد سبعة أشهر من
نقص التغذية سيستغرقون وقتاً أطول للتعافي الآن مما كان عليه الحال في الأيام
الأولى للحرب. وأضاف: يجب ألا ننتظر إعلانًا رسميًا عن المجاعة لإغراق غزة
بالمساعدات.
ونقل التقرير عن المتحدث باسم وكالة
تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، "ينس ليركه" قوله: إنه
على الرغم من وصول بعض المواد الغذائية عبر ثلاثة معابر شمالية إلى غزة، إلا أنها
لم تسد الفجوة التي خلفها تعطل المعبرين الجنوبيين.
وأشار التقرير، إلى أنّ برنامج الأغذية
العالمي، سلّم 59 شاحنة مساعدات إلى مستودعات في غزة فقط، حتى يوم الأربعاء الفائت
22 أيار/ مايو، وأكد البرنامج، أن جميع محتوياتها وصلت سليمة. ومع ذلك،
"اعترضها الفلسطينيون وأفرغوا 11 شاحنة أخرى كانت تعبر المنطقة الوسطى من
غزة"، بحسب التقرير.
ونقل التقرير إيضاحات عن مستشارة
السياسات في منظمة "أوكسفام" بشرى الخالدي، وهي منظمة إغاثة تعمل في
غزة: "ليس الأمر وكأن الناس يتضورون جوعاً ويأكلون وجبة جيدة ذات سعرات
حرارية عالية ثم يصبحون بخير، أنت بحاجة إلى الفيتامينات، والمكملات الغذائية،
والطبيب، ونظام رعاية صحية فعال."
وفي السياق، حذّرت منظمة الأمم المتحدة
للطفولة "يونيسيف"، اليوم الجمعة 24 آيار / مايو، من أن الأطفال في قطاع
غزة معرضون بشكل متزايد لخطر الموت بسبب سوء التغذية والجفاف، في ظل استمرار إغلاق
المعابر وانسداد الطرق أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وعزت "يونيسيف" والعديد من
المنظمات الدولية، تفاقم الأوضاع الإنسانية مؤخراً، إلى سيطرة الاحتلال على معبر
رفح واغلاقه، وكذلك اغلاق معبر وكرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة، لليوم الثامن
عشر على التوالي، مع استمرار العمليات العسكرية وتهجير الفلسطينيين، وازدياد
الحاجات الإنسانية.