
الإثينين، 23
حزيران/ يونيو، 2025
حذّر جوناثان
ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية
المحتلّة، اليوم من أن الوضع في قطاع غزة قد بلغ مرحلة "المجزرة
البطيئة". وأشار إلى أن المدنيين "يُقتلون يوميًا فقط لمحاولتهم الوصول
إلى الغذاء، في ظل تجاهل تام للقانون الإنساني الدولي".
وفي مؤتمر
صحفي عقده من غزة، صرح ويتال بأنه "منذ رفع الحصار جزئيًا قبل أكثر من شهر،
قُتل ما يزيد على 400 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء". وأضاف أن
"القوات الإسرائيلية أطلقت النار على الحشود التي كانت تتجمع قرب مواقع توزيع
المساعدات الأميركية-الإسرائيلية، والتي تقع في مناطق ذات طابع عسكري".
كارثة إنسانية
وانهيار شامل
أكد ويتال أن
كثيرًا من الضحايا سقطوا في أماكن تعذر على سيارات الإسعاف الوصول إليها، وسط
أنباء عن وجود مفقودين يُرجح أنهم قتلوا. وفي حادثة وقعت قبل أيام، أطلقت دبابة إسرائيلية
النار على حشد من المواطنين المنتظرين للمساعدات، ما أسفر عن استشهاد نحو 60 شخصًا
وإصابة المئات. كما لفت إلى أن بعض الجرحى سقطوا على يد عصابات مسلحة تنشط قرب
مواقع الجيش الإسرائيلي.
وفيما يخص
الوضع الصحي، أشار ويتال إلى أن "قطاع غزة يعيش انهيارًا شبه كامل في منظومته
الطبية"، وأن المستشفيات التي لا تزال تعمل جزئيًا مثقلة بالأعباء وتتعرض
للقصف المباشر وأوامر الإخلاء، وتعاني من نقص حاد في الوقود.
وبخصوص أزمة
المياه، أوضح أن "الآبار نفد منها الوقود أو تقع في مناطق يصعب الوصول إليها،
فيما تعاني الأنابيب من أضرار جسيمة".
المجاعة كسلاح
و"محو حياة الفلسطينيين"
أكد ويتال أن
"مؤشرات المجاعة في غزة تتزايد"، مشيرًا إلى أن بيانات منظمة اليونيسف
تظهر دخول أكثر من 110 أطفال يوميًا إلى المستشفيات منذ بداية العام الجاري لتلقي
العلاج من سوء التغذية. وأوضح أن الكميات القليلة من الغذاء التي تدخل القطاع
غالبًا ما تُنهب من قبل حشود الجوعى أو تُستولى عليها من قبل عصابات إجرامية.
وشدد ويتال
على أن "الجوع يُستخدم كسلاح"، وأن ما يحدث في غزة هو "تهجير قسري،
وقتل بطيء ممنهج لأناس لا يطلبون إلا البقاء على قيد الحياة". وأضاف:
"كل ما وصفته يمكن منعه بالكامل، لكن ما يحدث يشير إلى تصميم مسبق على محو
حياة الفلسطينيين من غزة".
وأكد أن
"إسرائيل، بصفتها سلطة قائمة بالاحتلال، تتحمل مسؤوليات واضحة بموجب القانون
الدولي، لكن الواقع على الأرض يظهر أنها لا تفي بأي من تلك الالتزامات"،
مطالبًا "بمساءلة واضحة عن الجرائم المرتكبة".
دعوة دولية
لوقف فوري لإطلاق النار
في ختام
كلمته، طالب ويتال المجتمع الدولي بممارسة "ضغوط سياسية واقتصادية ملموسة على
إسرائيل لوقف الكارثة". وشدد على "ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق
النار بما يتماشى مع قرارات محكمة العدل الدولية".
واختتم
قائلاً: "اليوم، ومن قلب غزة، أستطيع القول دون أدنى شك إن ما يُبذل من جهد
لا يكفي، إذ تُقوّض حياة الفلسطينيين، وكل ما يضمن استمراريتها، على نحو منهجي
أمام أعين العالم".
تجدر الإشارة
إلى أن قوات الاحتلال ترتكب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 "جرائم إبادة
جماعية" في غزة بدعم أمريكي مطلق، خلّفت أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد
وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات الآلاف من
النازحين.