القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 18 كانون الثاني 2025

مساجد الضفة تشكو القبضة الأمنية

مساجد الضفة تشكو القبضة الأمنية
 

الثلاثاء، 05 حزيران، 2012

في اجتماع مع المئات من أئمة المساجد في محافظة رام الله والبيرة يوم الخميس الماضي (31-5)؛ دخل مدير المساجد في وزارة الأوقاف "معتصم دقة" للقاعة دون أي تحية تذكر، وبدأ بالصراخ على الأئمة كأنهم أطفال بين يديه! في مشهد أبلغ من الوصف فيما وصلت إليه الأمور في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في رام الله.

أحد أئمة المساجد الذي حضر الاجتماع قال لمراسلنا إنّ "دقة" بدأ بتوجيه تعليمات مستفزة للأئمة، دون مراعاة لمن لهم عشرات السنوات في خدمة المساجد.

تضيق وتهديد

وأوضح الإمام -الذي فضّل عدم كشف اسمه- أنّ "دقة" أمرهم بأن يمنعوا أي شخص من إلقاء أي موعظة في المسجد إلا في حال حصوله على كتاب خطي من "دقة" نفسه، وبأنّه يُمنع منعًا باتًا القيام بأي نشاط أو دورات في القرآن دونما مراجعة مديرية الأوقاف برام الله، وبأنّ من يتجاوز ذلك فسيتم محاسبته.

وأضاف أن "دقة" طالبهم بأنّ أي إمام يريد أن يلقي موعظة في المسجد ما؛ فعليه كتابتها بشكل نصي، وإرسالها لمديرية الأوقاف قبل إلقائها. كما طالب "دقة" الأئمة بعدم استخدام المساجد لأي أغراض سوى الصلاة، كاستخدام سماعات المسجد سوى لقراءة القرآن أو لإعلان الوفيات. في حين تساءل أحد الأئمة متهكمًا "وهل الإعلان عن مهرجانات فتح بسماعات المساجد تدخل في هذا الإطار؟!".

ضابط مخابرات

إمام مسجد آخر حضر الاجتماع أكد لمراسلنا أنّ غضبًا كبيرًا ساد الاجتماع من طريقة تعامل "دقة" مع أئمة المساجد. مشيرًا إلى أنّ "هذه ليست طريقة مؤدبة في التعامل مع القائمين على مساجد الله في فلسطين".

ولم يُبد مصدر خاص استغرابه من طريقة كلام "دقة"، وأكد لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" إن "معتصم دقة" كان ضابطًا في جهاز المخابرات العامة في رام الله، وأن تحويله لموظف كبير في وزارة الأوقاف له أهداف محددة.

وأوضح المصدر أنّ فرز ضباط كبار في أجهزة الأمن لوزارة الأوقاف هدفه واضح، وهو رصد تحركات أئمة المساجد والتعامل معهم من منظور أمني، وليس ديني.

دور أمني

وأضاف المصدر أن سلطة رام الله تقوم بتوظيف كبار الموظفين في وزارة الأوقاف من خلفيات أمنية، حيث يتشارك جهاز المخابرات العامة وجهاز الأمن الوقائي هذه المهمات.

وتابع: "تجد أن أغلب مفتشي المساجد في الضفة الغربية هم عناصر في الأجهزة الأمنية.. يقومون بعمل تفتيشات مفاجئة للمساجد، وفي حال وجود أي دروس دينية، أو حلقات علمية فإنهم يقومون بأخذ هويات الحضور حتى وإن كُن نساء كما حصل في مرات سابقة".

أحد الأئمة من محافظة رام الله أكد لمراسنا أن المضايقات لا تنتهي عند هذا الحد، بل تتعدى ذلك بوجود مئات المساجد في الضفة الغربية التي تكون بحاجة لأئمة مساجد، ولكن السلطة لا تقوم بتوظيف أحد سوى من تضمن ولاءه الكامل لها.

وتحاول السلطة في رام الله توجيه كوادرها لدراسة الشريعة الإسلامية من أجل توظيفهم في المساجد والمراكز الدينية، ولكن هذه المحاولات لا تلبي ازدياد الحاجة للمزيد من الموظفين من خريجي كليات الشريعة في الضفة الغربية.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام