الاتحاد الأوروبي أعد عقوبات في حال
استمرار الاستيطان
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
مجدداً رغم وعود نتنياهو
رام الله ـ احمد رمضان
رفض وزير الخارجية الاسرائيلي
افيغدور ليبرمان وقف اي بناء استيطاني في القدس الشرقية المحتلة. وقال ليبرمان في
مؤتمر صحافي عقده امس مع نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير «لن نقبل وضع حد
للبناء في المناطق اليهودية في القدس. يجب ان يكون من الواضح اننا لن نقبل بتعريف
البناء في الاحياء اليهودية في القدس بانه نشاط استيطاني«.
وتأتي تصريحات ليبرمان بعد اربعة
ايام من اعلان بلدية الاحتلال في القدس موافقتها على خطط لبناء مئتي وحدة
استيطانية جديدة في مستوطنة «راموت» في القدس، ما اثار استنكار واشنطن.
في غضون ذلك، وعلى الرغم من اعلان
وزير الخارجية الاميركي جون كيري يوم الجمع الفائت عن تعهد رئيس الوزراء
الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم تغيير الوضع القائم في المسجد الاقصى، كما تعهد
اتخاذ اجراءات لتخفيف حدة التوتر في القدس وخاصة في المسجد الاقصى، عقب اجتماع
ثلاثي مفاجئ عقد في عمان بحضور العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني جددت
الجماعات اليهودية المتطرفة اقتحامها للمسجد الأقصى من باب المغاربة بحراسات
مشددة، في حين واصلت قوات الاحتلال للأسبوع الثاني على التوالي منع النساء من كافة
الأعمار من الدخول إليه. واقتحمت مجموعات صغيرة من المستوطنين المسجد، ونفذت في
أرجائه جولات استفزازية، وسط انتشار كبير للعاملين من دائرة الأوقاف في المسجد
الأقصى، وتواجد ملحوظ للمصلين.
كما اعتصمت عشرات النساء الفلسطينيات
قرب بوابات المسجد، رغم أجواء وأحوال الطقس الماطرة والباردة، بعد ملاحقتهن من قبل
قوات الاحتلال. احتجاجاً على منعهن من دخول المسجد.
وكانت قوات الاحتلال بدأت مطلع
الأسبوع الفائت فرض حظر على دخول النساء إلى المسجد الأقصى في ساعات الصباح وحتى
موعد صلاة الظهر من كل يوم، بسبب تصديهن للمستوطنين خلال اقتحامهم الأقصى
بالهتافات المنددة.
ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية
الفلسطينية، إن عملية اقتحام المسجد الأقصى من قبل مستوطنين متطرفين، تدل على عدم
التزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوعوده.
وأشارت الخارجية الفلسطينية في بيان
صحافي إلى أن «الاقتحام يبين للعالم ضرورة عدم الثقة بما يصدر عن نتنياهو من
تصريحات أياً كانت لأنه أثبت عبر السنوات غياب المصداقية عن شخصيته«.
وتابع البيان قائلا «بعد أن حاول
نتنياهو الإيحاء بالتزامه بوعوده والسماح للمصلين من كافة الفئات العمرية بالدخول
الى المسجد يوم الجمعة الفائت والصلاة فيه، إلا أن أخبار اليوم (امس) أثبتت من
جديد أن نتنياهو هو نفسه ولم يتغير، وأن المماطلة والخداع هي أساس شخصيته
السياسية«.
وتوقعت الخارجية الفلسطينية من كيري
«أن يكون أكثر حزماً في تعاطيه مع هذا الموضوع تجنباً لجرنا عبر هذه السياسات
الإسرائيلية إلى حرب دينية لا منتصر فيها«.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة «هآرتس»
الاسرائيلية الصادرة امس عن ديبلوماسيين وموظفين اسرائيليين رفيعي المستوى قولهم
ان مفوضية العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي بلورت مجموعة من العقوبات ضد
إسرائيل بسبب ممارساتها وأنشطتها الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الصحيفة نقلاً عن هؤلاء «إن
مفوضية العلاقات الخارجية وزعت قبل ثلاثة أسابيع على مندوبي الدول ال28 الأعضاء في
الاتحاد وثيقة سرية، وهي عبارة عن مسودة اقتراحات لعقوبات سيتم فرضها على إسرائيل
كرد فعل على أنشطتها في الضفة الغربية التي من شأنها جعل حل الدولتين مستحيلا«.
ووفقا للصحيفة فإن مندوبي دول
الاتحاد الأوروبي طلب منهم الحفاظ على سرية هذه الخطوة وعدم تبليغ إسرائيل بشأنها،
لكن ديبلوماسيين إسرائيليين في عواصم أوروبية عدة علموا بأمر المسودة وأبلغوا
وزارة الخارجية في تل ابيب بشأنها، لكنهم لم ينجحوا في الحصول على نسخة من هذه
الوثيقة.
وقال الديبلوماسيون الأوروبيون إن
مسودة الوثيقة الأوروبية شملت اقتراحا لعقوبات ستفرض على إسرائيل مثل وضع إشارات
على منتجات المستوطنات في شبكات التسويق الأوروبية، وتقليص التعاون مع إسرائيل في
مجالات عدة واعادة النظر ببنود اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل.
وقال أحد الديبلوماسيين الأوروبيين
إن «ثمة جمودا في عملية السلام لكن لا جمود في الوضع الميداني. ويوجد إحباط كبير
في أوروبا بسبب البناء في المستوطنات. وهذه الوثيقة هي جزء من التفكير والعصف
الفكري الجاري في مؤسسات الاتحاد في بروكسل حيال ما يمكن فعله من أجل الحفاظ على
حل الدولتين على قيد الحياة«.
ولفتت الصحيفة إلى أن سياسة الاتحاد
الأوروبي اليوم تقضي بأن أي تحسين للعلاقات مع إسرائيل يكون مشروطا بخطوات
إسرائيلية تهدف إلى دفع عملية السلام وحل الدولتين. بينما المبدأ الذي تحدده
الوثيقة الجديدة يقضي بأن يرد الاتحاد الأوروبي بعقوبات ويقلص العلاقات مع إسرائيل
كرد فعل على أنشطة حكومتها التي تهدد بتحويل حل الدولتين إلى مستحيل.
وقال ديبلوماسيون أوروبيون اطلعوا
على الوثيقة إنها تتطرق إلى رد الفعل حيال الأنشطة الإسرائيلية التي يعتبرها
الاتحاد تجاوزا ل»خط أحمر»، ومن بين هذه الأنشطة الشروع في أعمال بناء استيطانية
في المنطقة «E1» وفي الموقع المخطط لاقامة
مستوطنة «غفعات همتوس» فيه، في بيت صفافا في جنوب القدس، وتنفيذ أعمال بناء جديدة
في مستوطنة «هار حوما» في جبل أبو غنيم.
ويرى الاتحاد الأوروبي أن البناء في
هذه الأماكن سيشكل خطرا على إمكان إقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي ومن شأنه
أن يمنع إمكان أن تكون القدس عاصمة للدولتين.
وتثير الوثيقة تخوفا إسرائيليا، وكان
ليبرمان، أثار موضوع الوثيقة خلال لقائه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فديريكا
موغيريني، خلال زيارتها إسرائيل قبل أسبوعين، وعبر عن قلقه من خطوة أوروبية كهذه.
الى ذلك، ذكرت صحيفة «معاريف«
الإسرائيلية، ان إسرائيل تخطط لاستقدام آلاف اليهود الأوكرانيين بسب الاقتتال
الداخلي في أوكرانيا، وفقدان عدد كبير من اليهود منازلهم.
وأضافت أن جهات إسرائيلية، بدأت
إنشاء مخيمات للاجئين اليهود الآتين من أوكرانيا بشكل سرّي، وبإشراف وزير الاقتصاد
نفتالي بينيت، دون أن تحدد الصحيفة أماكنها.
وأشارت الصحيفة إلى أن 6 آلاف يهودي
بلا منازل في منطقة شرق أوكرانيا وان جهات إسرائيلية دفعت أموالا مقابل توطين
اليهود في معسكرات قبل نقلهم لإسرائيل. ويبلغ عدد اليهود في أوكرانيا نحو 88 ألفا،
من إجمالي 44 مليونا هم سكان البلاد.