مشاريع نوعية للفقراء..
ثمرة جهود شباب غزة

الجمعة، 06
تشرين الأول، 2017
كان الموظف الحكومي
زكي مدوخ الذي لا يتقاضى أكثر من 40% من راتبه منذ سنوات طويلة إثر حالة الانقسام،
حزين على واقع كثير من الأسر والعائلات، وتصيبه الحيرة في كيفية إنقاذ هذه العائلات
من الفقر والضياع.
لم يترك الموظف
الحكومي مدوخ، اليأس يتسلل إلى نفسه بسهولة كما تحدث لمراسل "المركز الفلسطيني
للإعلام"، فقرر أن يخرج بفكرة طرحها على عدد من زملائه في الدائرة التي يعمل بها،
فوافقه أكثرهم حتى بادروا جميعاً من لحظتها بجمع "1 شيكل يومياً" من كل موظف
ليجمعوا في اليوم الواحد "9 شواكل" تصل في نهاية الشهر إلى 270 شيكلا.
تطور الفكرة
كان مدوخ وزملاؤه
يرفضون فكرة المعونات العاجلة أو الطرود الغذائية التي لا تسد جوع العائلة إلا لأيامٍ
قليلة ومن ثم تعود للحاجة من جديد، فقرروا أن يكون شعار حملتهم الشبابية "لا تعطني
سمكاً بل علمني كيف اصطاد".
قرر المساهمون
التسعة توسيع فكرتهم ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليتم المساهمة ممن يستطيع
حتى تمكنوا من جمع مبلغ لا بأس به، وتعامل الناس مع فكرتهم بإيجابية، وتمكنوا من فتح
أول مشروع لأسر فقيرة بقيمة إجمالية تُقدر بـ1500 شيكل، وكان ذلك فقط بعد 15 يوماً
من انطلاق الفكرة التي انطلقت في الأول من مايو لعام 2015.
ما يميز أصحاب
المبادرة أنّهم من ذوي الشهادات العليا في العلم والإدارة، ومتخصصون في مجالاتٍ عدة،
مما دفعهم للتطوع والنزول إلى الشارع من أجل العمل كباحثين متطوعين للبحث عن الأسر
الفقيرة التي تستحق أن يكون لها مشروع.
دخل الفرح قلوب
الموظفين المتطوعين وهم يرون أهل الخير من الشباب والأهالي يتطوعون من أجل إنجاح فكرتهم
ومبادرتهم، ومنحوهم الثقة لجمع أكبر قدر من المال لتمويل مشاريع صغيرة للعائلات الفقيرة.
220 مشروعا
استمر العمل في
هذا المشروع حتى حدا بالشباب إلى إنشاء مركز المشروع الخيري الشبابي، حيث تمكن مع باكورة
عمله الحصول على لقب "أفضل مشروع" على مستوى قطاع غزة، بتقييم وزارة الشباب
والرياضة.
انتشرت الفكرة
وبدأ المساهمون من الداخل والخارج بالتطوع والتبرع حتى استطاع المبادرون من إقامة
220 مشروعا تشغيليا صغيرا للأسر الفقيرة، تتراوح قيمة المشروع الواحد ما بين 1500 شيكل
في بداية الحملة حتى وصلت إلى 3600 شيكل حتى اللحظة أي ما يعادل 1000 دولار أمريكي.
ويتمنى مدوخ –
حسب قوله – أن يستمر دعم المشروع ليصل إلى كل الأسر الفقيرة في قطاع غزة، وهو ما دفع
القائمين على المشروع بأن يتمثل الفرصة التشغيلية للأسر كـ"قرض حسن" بلا
فوائد، تستطيع الأسرة سداده من خلال العمل في هذا المشروع خلال عام، وقد تمتد لعام
ونصف حسب أوضاع بعض الحالات، معللاً ذلك بأن يبقى المال دائرة، ويستطيع أكبر قدر من
الأسر الفقيرة الاستفادة منه.
واستمرارا في الحصول
في الدعم والتمويل للمشاريع الصغيرة، يقيم مدوخ ورفقه حملة أسبوعية بعنوان "سبت
الخير" وتنطلق من فجر كل يوم سبت حتى منتصف الليل، مبيناً أنّ هذه الفكرة جديدة
بدأت منذ السبت الماضي حيث استطاعوا جمع مبلغ 3600 شيكل والذي بدوره يساهم في إنشاء
مشروع صغير لأسرة فقيرة.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام