القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مشعل يؤكد نأي حركته عن الصراعات الداخلية في المنطقة ويدعو لتوحيد الصف العربي

مشعل يؤكد نأي حركته عن الصراعات الداخلية في المنطقة ويدعو لتوحيد الصف العربي


الخميس، 09 تموز، 2015

خرج خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إلى العلن ليضع النقاط على الحروف بخصوص الأخبار المتداولة حول تطورات القضية الفلسطينية، وما استجد حولها من حراك في الساحتين الإقليمية والدولية، ليكشف عن وجود اتصالات تلقتها الحركة من أطراف دولية عدة لحمل حماس على تحقيق هدنة دائمة عرضتها إسرائيل مقابل تخفيف الحصار على القطاع.

وخلال إفطار دُعي إليه إعلاميون من عدة مؤسسات حضرته «القدس العربي» نفى خالد مشعل نية حماس إعلان هدنة طويلة الأمد مع الاحتلال الإسرائيلي تتجاوز التهدئة التي تم التوافق حولها في القاهرة، وصاحبها وقف لإطلاق النيران من أجل فك الخناق عن غزة.

وتحدث المسؤول الحمساوي بكل شفافية وباستطراد عن تفاعلات القضية الفلسطينية وتراجع الاهتمام بها في الفترة الراهنة، معتبرا أن بوصلة إعلام المنطقة والعالم انصبت مؤخرا على قضايا وملفات أكثر سخونة وانصرفت عن الفلسطيني في غزة الذي يعيش في أكبر سجن في العالم، وعن أخيه في الضفة الغربية الذي يعاني من احتلال واستيطان لأرضه، وعن المقدسي الذي تُهود معالم أرضه.

وقال «إننا في فلسطين وكقيادة حماس نتعامل مع الأمة بعقل وصدر مفتوح، حتى العتب تجاوزناه ونفتح أبوابنا للجميع من دون أي اتهام لأي جهة لأننا واثقون من عدالة قضيتنا».

وقال مشعل إن «حركة حماس لم تطرح أي مشروع سياسي أو هدنة طويلة المدى مع المحتل الإسرائيلي بالرغم من أنها تدرك جيدا أن الحروب التي شنتها على الغزاويين لم تثنهم عن المضي قدما في مشروع المقاومة، حيث أنها عززت من قدراتها الدفاعية ووصلت حد إنتاج أسلحة بعيدة المدى في ظل الحصار».

وأضاف أن محاولات العدو تضييق الخناق على الفلسطينيين زادتهم ثباتا وإصرارا على مواجهة هذه الممارسات وهو ما جن له جنونهم وجعلهم يفتشون عن مخرج بعد فشل مخططاتهم في القضاء على عزيمة الأهالي المحاصرين.

وكشف «أن اللقاءات التي جمعت قيادة حماس بموفدين دوليين أوروبيين وغيرهم والتي جرت جلها في الدوحة أو في غيرها من العواصم تمت في العلن ولا تحاول الحركة أن تخفيها لأنها تجرى فوق الطاولة، وليس لديها ما تستحي من الإعلان عنه طالما أنها تهدف إلى حل مشكلات غزة وفك الخناق عنها وإعادة إعمار القطاع».

وأكد مشعل «أن العالم بات يطرق بابنا بشدة وزيارات المبعوثين الدوليين لا تتوقف عن غزة ولا تتوقف عن زيارة قادة حماس في الدوحة « وأن الأسماء التي تلتقي بنا ما أعلن عنها أقل مما لم يعلن عنه، وأن هؤلاء جاءوا لأن في غزة رأسمالا اضطروا للتعامل معه من أجل حل مشاكلها». وقال إن حماس «لا تستحي من ذلك وتفعله في إطار حل مشكلات القطاع ومن صميم مسؤوليتها الوطنية مع التأكيد على أن غزة والضفة وحدة واحدة، ولن نقبل أي مشروع يقصي غزة عن الضفة ولا أن يحرمنا من شبر من فلسطين أو حق من حقوقنا، ونفعل هذا ليس وحدنا لكن بدأنا هذه الحوارات بمشاركة قوى فلسطينية لأن هذه ضرورة وطنية وليست مشروعا حمساويا وهناك تحرك مع أطراف عربية ونفعل كل ذلك فوق الطاولة وليس تحتها، وبعيدا عن أي مشاريع سياسية».

وكشف أن ما هو معروض ليس هدنة طويلة المدى وإنما هو تثبيت لوقف إطلاق النار الذي جرى العام الماضي في القاهرة في أعقاب الحرب وهو ليس مشروعا سياسيا بل هو لحل مشكلات غزة، وغير مفصول عن واقعنا الفلسطيني ونفعله وسنفعله ولن نسمح لأحد أن يترك القطاع يغرق، فهو فخر العرب والأمة وجزى الله القطريين خيرا وكذلك الأتراك حين بادروا لوضع اللبنات الأولى للإعمار في غزة وقالوا لأهلنا نحن معكم».

واستعرض لتأكيد هذه التوجهات بتقرير لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي الذي «ذكر أن سنوات الحصار في غزة فشلت في إخضاعها وعزل حركة حماس، وأن صمود المقاومة والشعب في ثلاث حروب وعدم انكسارها وقدرتها على التعويض والبناء هو ما جعل الناس تطرق باب غزة». وقال إنني لا أذيع سرا فأقول إن كتائب المقاومة والأذرع العسكرية في غزة عوضت ورممت الكثير مما فقدته في الحرب الأخيرة. واستطرد «إننا لا نريد حربا ولكننا جاهزون لأي مواجهة تفرض علينا، ولا يصنع السلام من يعجز عن الحرب او غير مستعد لها».

وكشف مشعل في معرض حديثه: «أن غزة عندها رأس مال يزعج إسرائيل ومن يخشى على أمنها وقد يكون لديهم مآرب أخرى ولكن كفلسطينيين وكقائد وطني وعربي وفلسطيني وإنسان حر معني أن نضع حدا لمأساة غزة بعد سنوات الحصار والعقوبات الجماعية».

وأضاف «بعض الأطراف الإقليمية والمحلية والدولية راهنت على أن ما عجزت آلة الدمار الصهيونية أن تحققه في غزة ربما ظنوا ان عواقب الحرب ومعاناة الناس من التشريد والدمار الهائل سوف تجعلهم ينقلبون على حماس فتركونا تحت الاحتلال الإضافي سبعة شهور، فلما أيقنوا أن ذلك لن يحدث، كل المحاولات فشلت وإسرائيل اليوم أمام تطورات إقليمية لا تريد أن تجعل كل الجبهات أمامها مفتوحة ولا بد من تهدئة بعض العوامل والظروف لتتهيأ لظروف أخرى وأن من هنا حدث بعض الحراك لحل مشاكل غزة».

وشغلت قضية حصار غزة الحيز الأكبر من حديث مشعل الذي تزامن الإفطار الذي نظم مع ذكرى مرور سنة على الحرب التي شنت عليها ووضعت أوزارها بعد 51 يوما من التدمير، قائلا إنها منذ عام 2006 وهي تحت الحصار وتعاني منذ تسع سنوات من خناق فرض عليها ولم تتسبب به حماس، لكنها تعاقب بسبب ما أفرزته صناديق الانتخابات التي فازت فيها ومنحها أهلها ثقتهم وكان الجزاء ثلاث حروب فرضت عليهم وإغلاقا للمعابر وسعيا حثيثا لعزلهم عن العالم وعقابا جماعيا جعلت من القطاع أكبر سجن في العالم.

وأفرد مشعل حيزا لموضوع المصالحة الوطنية ليؤكد قائلا: أن «العنوان الطبيعي في فلسطين هو الصراع مع المحتل، لكن القضايا تلتبس بها ملفات عديدة وتختلط بها قضايا أخرى، وأنه وسط هذا الركام فإن البوصلة لم تتغير وهي المعركة مع الاحتلال وضد الاستيطان وسياسات تهويد القدس وموضوع اللاجئين والمقاومة والاستقلال، لهذا لا بد أن نرتب بيتنا الفلسطيني في إطار ديمقراطي حتى نتكفل بتحقيق هذه الرهانات».

وشدد على أن المعركة الرئيسة هي «تحرير الوطن من الاحتلال واستعادة القدس وإعادة اللاجئين إلى أرضهم عبر المقاومة كخيار استراتيجي مشفوعة بأدوات فعل سياسي وإعلامي وجماهيري ودبلوماسي وقانوني وملاحقة العدو في كل المنابر، في الوقت الذي نستقوي فيه بأمتنا ونكسب الأصدقاء ونقلل الأعداء وفق مشروع كبير». وقال إنه «من ضمن أوليات ترتيب البيت الفلسطيني تعزيز المصالحة ومعالجة الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية». وأكد أن فلسطين بحاجة إلى فتح وحماس والجهاد الإسلامي وكافة الفصائل والجبهات « وأننا ندعو الجميع ونقول تعالوا إلى أن نكون شركاء في القرار الفلسطيني وأن نشيد بيتنا على أسس ديمقراطية.

وحول سؤال وجه له ما إن كانت هناك بعض الأخطاء التي ارتكبتها الحركة في حق بعض النشطاء في غزة، أشار خالد مشعل إلى أن الحركة منفتحة على الأمر ولن تقبل أن يتم تجاوز حقوق أي كان إلا قضايا التخابر مع العدو والاختراقات الأمنية التي تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجنيد الكثيرين لأجل النيل من الحركة التي لم يتمكن أي أحد من كشف مكان احتجاز الجندي جلعاد بالرغم من كل المحاولات. وأضاف أن حماس تراجع نفسها ولوأدركت حدوث خطأ فإنها سوف تصححه بسرعة وينال كل ذي حق حقه من دون أي عقدة.

وتحدث خالد مشعل في جلسته الرمضانية بصراحة شديدة حول قضايا المنطقة وأزماتها في ظل ما تشهده من ثورات وحروب وفتن ليؤكد أن حماس منذ البداية أعلنتها صراحة أنها لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين ولا تشارك مع طرف ضد آخر لأنها ملتزمة بقضيتها الأساسية وهي استقلال أرضها وحتى لا تكون طرفا في صراع داخلي. واستشهد بما يحدث في أرض الكنانة مصر حيث قال إن الحركة لم تتدخل يوما في شأنها وإنه حينما طلب منها الدعم في مسألة سيناء لم تتأخر عن تلبية النداء بما يضمن وحدة الصف العربي.

وأضاف «نحن تعاونا مع السلطات المصرية في عهد الرئيس مبارك وفي عهد الرئيس مرسي وبينهما المجلس العسكري، وهم شاهدون على ذلك وسبق ودعيت إلى لقاء من قبل اللواء محمد العصار واللواء محمود حجازي وكان آنذاك مدير المخابرات الحربية وتحدثا معي حول التعاون في سيناء وتعاونا معهم وكانا مفعمين بجهد حماس وكنت صريحا معهما، فمن غير المعقول ان تربط كل مشاكل سيناء بغزة، ففلسطين بما فيها غزة تكاد تكون نصف سيناء ، وعلى إثر ذلك قدم اللواء محمود حجازي مذكرة الى القيادة يدعو فيها الى توثيق العلاقة مع حماس، ولم يحدث اننا تدخلنا في الشأن المصري سلبا بل تعاونا حين طلب منا ولم نقحم أنفسنا في الشأن المصري. وأكد مشعل أن حماس حريصة على الأمن القومي المصري كجزء من الأمن القومي العربي ولا تتدخل في شأنها الداخلي.

وقال إن الوضع في سيناء معقد وإن إسرائيل اليوم في حالة قلق حقيقي مما يجري في المنطقة، وهي فرحة بالدمار والدماء والاستنزاف للقوى الأساسية العربية. وتأسف رئيس المكتب السياسي لحماس لحالة العرب الآن وقال إن ما يؤلمنا هو بقاء المنطقة في حالة صراع وفراغ لأنها اليوم بلا رأس وبلا زعامة ولا قيادة. ودعا مشعل إلى مشروع عربي تتزعمه السعودية أو دول أخرى حتى «نحفظ كينونتنا كعرب ولتكون لنا مكانة تحت الشمس لأن الاعتماد على أمريكا لإحداث توازن في المنطقة ثبت أنه رهان خاسر».

وحول العلاقة التي تربط المقاومة الفلسطينية بإيران في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة، كشف قائلا: «إنها بقيت مستمرة حتى بعد خروجنا من دمشق ولكن طرأ عليها عوامل أثرت على فاعليتها وأشكالها ولكنها لم تنقطع وأن التباين مع الملف السوري وقضايا المنطقة كان له تأثيره حيث عبرت حماس عن موقفها بشكل واضح وهو عدم تدخلها في شؤون الآخرين، وأنها ليست جزءا من أجندة أحد وقرارها بيدها».

وأضاف «إننا لا ننكر دعم إيران ولكن لا نقبل دعما مشروطا وأن العلاقة موجودة ولكن إيقاعها تأثر، وتمت زيارات من قبل بعض المسؤولين في حماس إلى طهران ولكن زيارته هو تظل رهينة حسابات أخرى».

المصدر: القدس العربي