مشعل يتمسك بالمصالحة: أخطأنا فلنتسامح.. وللمقاومة أشكالها
الإثنين، 10 كانون الأول، 2012
بدا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في اليوم الثالث لزيارته قطاع غزة، منهكاً بعد أيام احتفالية حاشدة، لكن ذلك لم يخفّف من حماسته المعهودة التي رافقت أيامه الغزاوية، وتحديداً خلال الانطلاقة الـ25 لحماس.
ووجد مشعل الكثير من الترحيب الشعبي والرسمي به في غزة، التي وصلها يوم الجمعة الماضي في أول زيارة له للقطاع، وذلك خلال لقائه بأسر الشهداء والجرحى والأسرى وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، بالاضافة الى شقيقة الرئيس الفلسطيني الراحل خديجة عرفات.
رسائل متعددة حملتها خطابات مشعل في اليومين الماضيين. وقد يكون أبرز هذه الرسائل عنوانان ركز عليهما رئيس المكتب السياسي إلى حدّ كبير: التمسك بالمقاومة وإنجاز المصالحة الوطنية. الأول، حسب مشعل، قائم حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني، أما العنوان الثاني فهدفه كان حركة فتح تحديداً، التي أراد مشعل أن يقول فيه إن المصالحة أقرب من أي وقت مضى، ولا بدّ من المضيّ فيها إلى الأمام.
واعتبر مشعل، في كلمة له أمس، أمام الجامعة الإسلامية، أن أشكال «المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل ستكون رهناً بالوضع»، مؤكداً أن «المقاومة أوراق قوة إلى جانب العمل السياسي، فعندما كنا نتفاوض في القاهرة لإبرام اتفاق التهدئة الأخير عبر الوسيط المصري، استندنا على صواريخ المقاومة في غزة».
وعبّر مشعل عن فخره بـ«الشباب والشابات الذين يفاجئون العدو.. كان نتنياهو وليبرمان وباراك يظنون أن غزة لن تجرؤ على قصف تلّ أبيب.. دول عظيمة لم تجرؤ على قصفها».
وعن المصالحة قال «أوصيكم بالمصالحة وأوصيكم بالوحدة الوطنية.. حماس لا تستغني عن فتح وفتح لا تستغني عن حماس ولا نستغني عن كل الفصائل. فلنتسامح، لقد أخطأنا في حق بعضنا البعض وعفا الله عما سلف».
ما سبق كرّره مشعل في لقائه بذوي الشهداء والجرحى والأسرى أمس، حيث طالب مجدّداً الأطراف الفلسطينية المختلفة بإبداء المرونة والتعاون لتحمل مسؤولية إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الوطنية، مشيراً إلى أن أحد مفاتيح الوحدة الوطنية أن يعترف كل طرف بالآخر والعمل كشركاء وليس كبديل عن أحد.
وفيما كشف أن «هناك لقاء من المقرر عقده قريبا في القاهرة بين الفصائل برعاية مصرية ـ عربية لمناقشة تطبيق ما اتُفق عليه في ملف المصالحة»، اعتبر مشعل الانقسام بأنه «لم يكن بضاعة فلسطينية ولكنه فرض علينا»، مستدركاً أن «الانقسام السياسي طبيعي، ولكن الذي ليس طبيعيًا الانقسام في النظام السياسي على جغرافيتين متباعدتين على أرض الوطن».
وأكد أن المقاومة في غزة ليست سندا لحماس وحدها، وإنما سندا للرئيس محمود عباس ولكل فلسطيني، مبينًا أننا «تحت الاحتلال بحاجة إلى انتخابات حرة ونزيهة، بعدها شراكة وطنية في تحمل المسؤولية».
ووعد مشعل الأسرى بالسير على الطريق ذاته التي أفرجت المقاومة خلالها عن الأسرى السابقين خلال صفقات التبادل من خلال خطف جنود الاحتلال الإسرائيلي.
أما في مهرجان انطلاقة حماس، الذي قدرت الحركة المشاركين فيه بنصف مليون شخص، فأكد مشعل أن حركته مستعدة للتوافق على برنامج سياسي مشترك للحفاظ على الثوابت الفلسطينية من دون الاعتراف بإسرائيل، رافضاً أي برنامج لا يضمن الحفاظ على الثوابت.
ووجه مشعل دعوة لــــلدول العربية والإســــلامية لدعم المقاومة في فلسطين بالمال والسلاح، نافياً أن تكون حــــركته في جيب أي دولة أو أنها تتبع لدول، لا في السابق ولا في المستقبل.
وعلى خط مواز، عبّر مشعل عن تمنّيه بأن يسقط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وينسحب من الحياة السياسية، كما فعل وزير الدفاع إيهود باراك.
وقال «يا أهل غزة، يكفي أنكم خربتم بيت باراك وعقبال ما تخربوا بيت نتنياهو، أما (رئيس الوزراء الأسبق أرييل) شارون فقد افقدتموه الحياة وحرمتوه من الموت».
دعوات مشعل إلى المصالحة لاقت آذاناً صاغية لدى الفصائل الفلسطينية، وفتح تحديداً. وقد رحب عضو اللجنة المركزية للأخيرة عزام الأحمد بخطاب مشعل.
ودعا الأحمد، وهو رئيــس وفد الحوار في فتح، للاستفادة من الأجواء التصالحية التي وحّدت الشــــعب الفلسطيني إثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأيضا توحد الفلســـطينيين على خطوة الرئيس عباس بالذهاب إلى الأمم المتحدة للحصول على صفة دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة.
إلا أن المسؤول في فتح ربط تقدم مسيرة المصالحة بإجراء الانتخابات الفلسطينية، حيــــث قال «من أجـــل تطبيق ذلك لا بد من الإسراع في عمل لجنة الانتخابات التي توقفت عن العمل في تموز الماضي». ما سبق تخوف منه بعض المراقبين بحجة أن هذه الدعوات تصب في خدمة الأغراض الانتخابية فحسب.
ولفت الأحمد إلى أن عباس»سيدعو إلى اجتماع لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم كافة الفصائل الفلسطينية، وسيكون هذا الاجتماع متابعة لملف المصالحة وإعادة تفعيل منظمة التحرير».
من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت إن هناك اتفاقا في القاهرة، وُقع في أيار من العام 2011، نصَّ على تفعيل منظمة التحرير استنادا إلى صناديق الاقتراع.
إلى ذلك، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، خلال لقائه بمشعل، أن حركته لن تقبل بتهدئة تمنع دخول الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلّح لقطاع غزة. وأتى ذلك رداً على التهديد الإسرائيلي بتصفية شلح في حال زيارته لغزة.
المصدر: ضياء الكحلوت - السفير