القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

معابر غزّة.. تسهيلات مع وقف التنفيذ!

معابر غزّة.. تسهيلات مع وقف التنفيذ!

جهاد أبو مصطفى - السفير

بعد التوصّل إلى اتفاقٍ يقضي بوقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال، عقب الحرب الأخيرة، يأمل الفلسطينيّون أن تُنهي "إسرائيل” حصارها الظالم لقطاع غزة.

ويتجلّى ذلك في فتح المعابر التجاريّة، من دون قيود أو شروط، وإدخال المواد والسلع التي مُنعت عن قطاع غزّة على مدار سبع سنوات، لكنّ يبدو أن البنود التي نصّ عليها الاتفاق بخصوص المعابر، لا تعدو أكثر من حبرٍ على ورق!

رائد فتّوح، مسؤول لجنة إدخال البضائع إلى قطاع غزة، أكّد في حديث إلى «السفير»، أن الحركة التجاريّة في المعابر التي تربط غزّة بإسرائيل ما زالت على حالها، ولم تشهد أي تحسّن، أو تغيير يُذكر، وذلك منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

ونفى أن تكون السلطات الإسرائيليّة قد بدأت في إجراءات رفع الحصار عن غزّة، كما نصّ اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.

معبر «كرم أبو سالم»

وأضاف فتّوح أن «الحركة التجاريّة في معبر كرم أبو سالم ما زالت كما كانت عليه قبل الحرب، ولم نشهد أي جديد في عمل المعبر... العمل يقتصر على إدخال بعض المواد الغذائيّة، والإغاثيّة فحسب، ولم نُبلّغ حتّى اللحظة عن نيّة الاحتلال إدخال تسهيلات جديدة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار».

وأوضح أن ما يربط قطاع غزّة بالداخل الفلسطيني المُحتل في الوقت الراهن يقتصر على معبَريْن، الأول «معبر بيت حانون/ إيرز» ويقع في شمال القطاع، وهو مُخصص لتنقل الأفراد من غزة إلى الضفة المحتلّة، والثاني هو «كرم أبو سالم»، الذي يقع في جنوب القطاع، وهو المعبر التجاري الوحيد الذي أبقت عليه "إسرائيل” بعد إغلاقها لأربعة معابر تجارية في العام 2007، عقب سيطرة حركة حماس على غزة.

وأشار مسؤول لجنة إدخال البضائع إلى قطاع غزة، في مُعرض حديثه إلى «السفير»، إلى أن "إسرائيل” تسمح بضخ كميّة محدودة من غاز الطهو، ومشتقات البترول، بالإضافة إلى المواد الغذائيّة، والمساعدات، والإغاثات الطبيّة عن طريق معبر «كرم أبو سالم»، فيما لا تزال تمنع دخول مواد البناء، بيد أنها تسمح بعبور جزء مُحدد منها خاص بالمؤسسات الدوليّة العاملة في غزّة.

ونوّه إلى أن معبر «كرم أبو سالم» يعمل خمسة أيّام في الأسبوع، بمعدّل سبع ساعات يوميّاً، ويتم إدخال حوالي 250-350 شاحنة يومياً، مُؤكداً أن هذه الشاحنات هي نفسها التي كانت تدخل قبل الحرب.

وتمنع السلطات الإسرائيليّة إدخال العديد من البضائع إلى قطاع غزّة، ومنها مواد البناء، منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعيّة في العام 2006.

وفي أيلول من العام الماضي، سمحت "إسرائيل” بإدخال كميات محدودة من مواد البناء لغزّة، لكنها عادت ومنعت دخولها من جديد، بدعوى اكتشاف نفق حفرته المقاومة بين قطاع غزّة والأراضي المحتلّة. واتهمت "إسرائيل” كذلك حركة حماس باستخدامها مواد البناء في بناء تحصينات عسكرية، وأنفاق أرضية، ومنذ ذلك الحين لم تدخل مواد البناء غزّة، بالرغم من أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير نصّ على استئناف إدخالها.

معبر رفح

أما معبر رفح البرّي، الواصل بين قطاع غزّة ومصر، فما زال يُفتح «جزئياً» من قبل السلطات المصريّة، ويعمل وفق الآلية ذاتها التي بدأ العمل بها خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع، حسبما أكّد ماهر أبو صبحة، مدير دائرة المعابر في غزة.

وقال أبو صبحة إن «المعبر مفتوح أمام الحالات الإنسانيّة والمرضى فقط، ولا توجد أي اتصالات مع الجانب المصري أو حكومة التوافق لفهم الآليات التي ستتبع فيها طريقة العمل داخل المعبر».

وأغلقت السلطات المصريّة معبر رفح البري بالكامل وهو معبر مُخصص للأفراد فقط - عقب عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي في الثالث من تموز العام 2013، ومن ثم أعادت فتحه جزئيا، وبتذبذب، أمام الحالات الإنسانية، والتي تشمل المرضى وأصحاب الإقامات الخارجيّة، وحاملي الجوازات الأجنبيّة، الطلاب الدارسين خارج غزّة.

وخلال الحرب الأخيرة على غزّة، سمحت السلطات المصرية بسفر الأجانب من غزّة من خلال المعبر، بالإضافة إلى بعض الجرحى، كما سمحت بدخول بعض القوافل الإغاثيّة.

ولم يتطرّق اتفاق التهدئة الأخير إلى معبر رفح بوضوح، على اعتبار أنه «شأن فلسطيني - مصري»، لكن مسؤولين في الوفد الفلسطيني المُفاوض أكّدوا أن مصر تنوي فتح المعبر بالكامل، وإدخال تسهيلات عليه، بعد تولّي قوّات «حرس الرئيس الفلسطيني» إدارة المعبر، والشريط الحدودي بين القطاع ومصر. وفق طلب الأخيرة.

مسؤول فلسطيني في معبر رفح، طلب عدم نشر اسمه، أكّد في حديث إلى «السفير»، أن السلطات المصريّة منعت مُؤخراً كل من يحمل تأشيرة إلى تركيا وقطر من السفر من خلال المعبر، وأعادت عددا كبيرا من الطلاب والمُقيمين في تلك الدولتين إلى قطاع غزّة، بدواعٍ أمنيّة لم يتم إيضاحها للجانب الفلسطيني.

وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن السلطات المصرية «تزيد الخناق على الفلسطينيين في غزّة من خلال منعهم من السفر، والإجراءات المُعقّدة التي تتبعها معهم خلال العبور عبر المنفذ الوحيد بين غزّة والخارج».

وفي ظل غياب الرؤية الواضحة لآليات إنهاء حصار غزّة، وإعادة إعمارها، وبقاء الوضع على ما كان عليه قبل الحرب، فإن الفلسطينيين غير متفائلين باتفاق التهدئة الأخير، ويعتقدون أنه مُهدد بالانهيار، ولا يستبعدون تجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزّة في أي وقت، وتجدد العدوان. وما يزيد الطين بلّة، هو عودة المُناكفات والسجال الإعلامي والسياسي بين حركتي فتح وحماس مرّة أخرى، ما يُنذر بأن اتفاق المصالحة بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار في نظر الفلسطينيين، لا سيّما سكّان غزّة الذين ما زالوا يُعانون من الحصار، وغياب الحكومة الجديدة.