مع انخفاض مستوى النظافة وارتفاع الفقر مساكن اللاجئين
الفلسطينيين في الأردن تشتكي خروج سكانه
الإثنين،
10 أيلول، 2012
في الوقت الذي تعاني فيه مساكن اللاجئين الفلسطينيين
في الأردن انخفاض مستوى النظافة، وقدم الأبنية التي يعيشون فيها، شاع في الآونة الأخيرة خروج نسبة كبيرة من سكان
المخيم إلى أماكن سكن أخرى بهدف البحث عن أماكن تزهو بالنظافة والرقي الاجتماعي.مساكن
اللاجئين التي كانت ولا تزال شاهداً على الحياة التي عاشها اللاجئون طوال 60 عاماً،
من النكبة إلى النكسة، أصبحت فارغة أو رهن البيع، فيما هجر أغلب سكانها تلك البيوت
القديمة، وأصبح هنالك سكان جدد.
في مخيم جبل الحسين المشهور وسط العاصمة عمّان، وبين
أزقة الشوارع التي كانت تمتلئ باللاجئين الفلسطينيين من شتى الأماكن التي نزح منها
أهل فلسطين، لا تزال تلك الجدران ذات الألوان القديمة الباهتة تدل على قدم المخيم،
ولكن في الوقت ذاته، فإن السكان لم يعودوا هم أنفسهم الذين عاشوا نكبة فلسطين.
شوارع مخيم جبل الحسين التي انقسمت بين الجزء السفلي
والعلوي لمواجهة ارتفاع أعداد القادمين إلى المخيم إبان تأسيسه، أصبحت اليوم ذات شكل
مختلف، بعد تأجير عدد كبير من المساكن للعمالة الأجنبية في الأردن.
الشاب ماهر عز الذي يعمل في مهنة السباكة، فضل الخروج
من مخيم الحسين مع ارتفاع عدد أسرته وتنوع أماكن عمله خارج منطقة المخيم.
ماهر الذي نشأ في المخيم وترعرع بين أزقته، يقول إن ذاكرته
لا تزال موجودة في المخيم رغم تركه، وتحديداً أنه نشأ بين أفراد أسرته، ولم يبق منهم
أحد إلا فضل السكن خارج المخيم.
ولعل حالة ماهر تشابه العديد من الحالات التي تفضل السكن
خارج إطار المخيم، إلا أن ضيق ذات اليد في الحصول على مسكن بمواصفات جيدة يدفعهم إلى
البقاء في مكان سكنهم في المخيم. أما الحاج أبو جمال فيجد أن السكن داخل المخيم له
ارتباط تاريخي في قضية فلسطين، لكنه وإن كان يعيش وسط المخيم بين جيرانه وأحبته، فإنه
يشكو قلة النظافة في شوارع مخيم جبل الحسين، وإن "مستوى النظافة سيئ جداً"،
ويتساءل عن الجهات الرسمية المسؤولة عن نظافة المخيم.
ومسؤولية نظافة المخيمات الفلسطينية في الأردن من مسؤولية
وكالة الغوث، حيث ينظّف الشوارع عمال النظافة التابعون للوكالة، كذلك فإنّ أمانة عمّان
تتقاسم جزءاً من نظافة المخيمات التي تقع ضمن حدود العاصمة.
وشوارع مخيم الحسين، ويتشابه معه الكثير من المخيمات
المنتشرة في المملكة التي إن لم تكن تعاني الفقر والبطالة بين شبانها، فإنها تعاني
التعدي على الشوارع الذي عمل على تضييقها، وهي في الأصل ضيقة.
ويدفع تعدي أصحاب البسطات وغيرهم من البائعة المتجولين
على شوارع المخيم سكان المخيم إلى البحث عن أماكن يخلو فيها الصوت المرتفع للباعة ويتوافر
فيها مستوى جيد من النظافة.
رسمياً، سمحت الحكومة الأردنية لسكان المخيمات ببناء
الطبقة الثالثة داخل المخيم، ضمن شروط تحددها دائرة الشؤون الفلسطينية، حيث أكد المدير
العام لدائرة الشؤون الفلسطينية، المهندس محمود العقرباوي، أن التوجيهات الحكومية بالسماح
ببناء طبقة ثالثة في المخيمات جاءت لحل مشكلة الاكتظاظ السكاني في المخيمات.
وأوضح العقرباوي أن الموافقة تحتاج إلى عدة شروط، هي:
الحصول على شهادة من مكتب هندسي، وتصديقها من نقابة المهندسين، تفيد بأن المنشأة المراد
البناء عليها تتحمل إنشاء الطبقة الثالثة، وذلك للمحافظة على أرواح المواطنين.
ومن الشروط التي يجب توافرها عند بناء الطبقة الثالثة
أنه يجب ألّا يتعدى ارتفاع الطبقة الجديدة ثلاثة أمتار، ليكون المجموع الكلي للبناء
غير متجاوز لتسعة أمتار، مشيراً إلى أنه سُمح بإنشاء المكاتب ذات الصفة الإنسانية في
الطبقتين الثانية والثالثة، مثل العيادات الطبية والمختبرات، على ألّا تقل المساحة
السكنية في البناء ككل عن 50 في المئة.
يشار إلى أنه خلال السنوات الأربع الماضية، أُنشئت
(1600) وحدة سكنية في المخيمات على أربع مراحل، وجرى الانتهاء من المرحلة الخامسة في
نهاية العام الجاري، حيث سيصل العدد الإجمالي للوحدات السكنية إلى (2000) وحدة بتكلفة
عشرة ملايين دينار.
وتقول الحكومة الأردنية إنها تعمل على إنشاء شبكة صرف
صحي وشبكة مياه في مخيم جرش بتكلفة سبعة ملايين دولار بدعم من الحكومة السويسرية، إضافة
إلى تحسين الوحدات السكنية في المخيم بتكلفة مليون يورو بدعم من الحكومة الإيطالية
المصدر: مجلة العودة ـــ العدد الـ 60