مقدسيون يقتلعون
الأسلاك الشائكة من مقبرة الرحمة

السبت، 05 أيلول، 2015
أقدم مقدسيون، امس الجمعة،
على اقتلاع الأسلاك الشائكة والأشجار التي وضعتها "سلطة الطبيعة الإسرائيلية"
في قطعة الأرض التابعة لأهالي سلوان في مقبرة باب الرحمة المحاذية للسور الشرقي للمسجد
الأقصى المبارك.
وكانت لجنة رعاية المقابر
الإسلامية في القدس وجهت نداء لأهالي مدينة القدس بالتواجد في مقبرة باب الرحمة الإسلامية
في باب الأسباط، بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة، في ظل المحنة التي تمر بها المقبرة، وتلاوة
سورة الفاتحة على أرواح الموتى من الشهداء والصحابة والأجداد والآباء.
فيما دعت القوى الوطنية
والإسلامية في سلوان أمس إلى التوجه بعد صلاة الجمعة في المسجد الأقصى إلى مقبرة باب
الرحمة؛ للاحتجاج على محاولة مصادرة جزء من المقبرة.
وتواجد عدد من الشخصيات
الإسلامية والوطنية في مقبرة الرحمة؛ احتجاجا على مواصلة اعتداء موظفي سلطة الطبيعة
على المقبرة، من بينهم مفتي القدس الشيخ محمد حسين، ومحافظ القدس عدنان الحسيني، ورئيس
لجنة رعاية المقابر مصطفى أبو زهرة، ومدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، ومستشار ديوان
الرئاسة المحامي أحمد الرويضي.
وقال مفتي القدس الشيخ محمد
حسين: "يجب أن يعلم الجميع أن مجرد الدفن بأرض تصبح وقفية، يعني لا يجوز التصرف
فيها من المسلمين ولا غيرهم، فالمقبرة موقوفة على المسلمين منذ أن دفن فيها الصحابي
عبادة بن الصامت وشداد بن أوس رضي الله عنهما ومن تبعهما من الشهداء والموتى".
وأضاف: "هذه المقبرة
وقف إسلامي لا تستعمل إلا لدفن أموات المسلمين، وأي اعتداء أو إجراء يقوم به الاحتلال
ضد الأرض أو المقابر مرفوض، وهو عدوان بغير وجه حق، ويجب وقفه ومنعه".
ودعا إلى ضرورة العناية
والتردد على المقابر وتفقدها، ولا يقتصر الأمر على من دفن في هذه المقبرة؛ وإنما كافة
المسلمين.
فيما نفى رئيس لجنة رعاية
المقابر مصطفى أبو زهرة أن يكون هناك أي قرار مصادرة بحق الجزء المهدد من "سلطة
الطبيعة"، وأكد أنه يوجد للجنة ورقة طابو تثبت أنها أرض أوقاف للمسلمين ولا يوجد
قرار مصادرة بحقها، بالإضافة إلى خريطة منذ عام 1935 تثبت وجود أسوار المقبرة من الجهة
الجنوبية، ومساحتها تبلغ 23 دونما و80 سنتمترا، وهي للمسلمين ولم يحصل عليها أي مصادرة.
وقال أبو زهرة: "إن
سلطة الطبيعة تقوم بأعمال قرصنة، وهذه الورقة أمام الشرطة والقانون قوية وتثبت أن هذه
الأرض لكافة المسلمين، والخرائط سنريها لأي جهة تعتدي على هذا المكان".
وأوضح محافظ القدس عدنان
الحسيني أن الاعتداء على المقابر جزء من سياسة الاحتلال الإسرائيلي، لأن المقابر شواهد
على وجود الفلسطينيين على هذه الأرض، بالتالي مقبرة مأمن الله أزالوا معظمها عن الوجود،
وأجزاء من مقبرة باب الرحمة وضعوا قيودًا عليها، منها المدخل الجنوبي للمقبرة بدعوى
أنها حدائق وطنية، تمهيدا لابتلاع المقبرة فيما بعد.
وقال: "هذا نهج مستمر
علينا التصدي له، ومن الضروري رعاية أصحاب المقابر لهذه المقبرة وكافة المقابر، حيث
تحاول سلطة الطبيعة بالبلطجة أن تضع يدها على أوقاف ذرية خاصة، وقد منعت الدفن على
أوقاف عامة في بداية المقبرة من الجهة الجنوبية بمساحة تبلغ دونمًا ونصفًا قبل عدة
سنوات، معظمها لأهالي سلوان ويمنعون الدفن فيها، كما وضعوا حراسة شرطية على مدخلها
لمنع الناس من الدفن بالمنطقة".
ولفت محمد وليد الغول
"أبو خالد"، من كبار رجال سلوان، إلى أهمية الوحدة الوطنية والتعاون مع بعضنا
البعض في ظل الظروف الحالية الصعبة التي نمر بها، حيث يعتدي الاحتلال على مقابرنا وأمواتنا
وينبش قبورنا.
وقال: "لم يكتف الاحتلال
بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، بل يواصل اعتداءه على مقبرة باب الرحمة وما فيها من
تراث الأجداد والآباء والصحابة والفاتحين والعلماء والصحابة".
وكانت قوات الاحتلال وسلطة
الطبيعة، حاولت، صباح الأربعاء الماضي، اقتطاع مساحة 40% من أراضي مقبرة باب الرحمة
الاسلامية التي تعدّ الحاضنة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك، إلا أن تواجد المقدسيين
في المكان حال دون ذلك بعد تصديهم لهم ونزع الأسلاك الشائكة التي وضعتها قوات الاحتلال.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام