مقطوعو الكفالات يفجرون غضبهم في بنك فلسطين

الأربعاء، 20
أيار، 2015
لم تتوان أم رامي الغفير عن المشاركة في اعتصام حاشد دُعيت إليه أمام بنك
فلسطين المقابل لساحة الجندي المجهول، احتجاجا على منعها وأسرتها من تقاضي كفالتها
التي تتلقاها من جمعيات خيرية عبر بنك فلسطين.
وتقدمت أم رامي صفوف المحتجين أمام المقر الرئيسي للبنك وسط القطاع، ورفعت
لافتةً كُتب عليها "حسبي الله ونعم الوكيل عليك يا بنك فلسطين"، مبديةً غضبها
الشديد واستيائها مما آلت إليه أحوال أسرتها وأطفالها جراء منع كفالتهم منذ ما يقارب
العامين.
وتقول أم رامي لـ: "زوجي مريض وأنا بعاني من الضغط، ومن سنتين وكفالتنا
اللي بناخدها عن طريق الجمعية الإسلامية وقفها بنك فلسطين، وأوضاعنا أسوء مما تتصور".
وكان بنك فلسطين قد جمّد حسابات 31 جمعية خيرية في القطاع، إضافة لرفضه
فتح حسابات لأكثر من 50 جمعية أخرى، ما أدى لوقف 40 ألف كفالة تخص (الأيتام-الفقراء-
المرضى-المعاقين) تقدر بـ 2 مليون دولار شهرياً، إضافة لتضرر 11 مدرسة خيرية للأيتام
وذوي الاحتياجات الخاصة يدرس فيها ما يقرب 9 آلاف طالب.
بجوار أم رامي، وقفت أم خالد السيقلي تشكو ضعفها وقلة حيلتها، مناشدةً
أصحاب الضمائر الحية كي يُفرجوا عن أموالهم ليعيشوا حياة أقرب ما تكون إلى الكريمة.
وأضافت أم خالد: "لدي 4 أبناء معاقين، ولا معيل لنا إلا الله، حتى
الكفالة اللي كنا ناخدها كل 3 شهور انقطعت عنا، وكل يوم حالنا بيزيد سوء".
ولم تستطع أم خالد حبس دمعاتها حين قالت: "بعت زجاجة زيت من البيت
عشان أقدر أشارك في الاعتصام وأوصل رسالتي لكل مسؤول فلسطيني وعربي إنو (بيكفي)".
وطالبت السيقلي بتحييد الأسر الفقيرة والأيتام من الخلافات السياسية الفلسطينية،
داعية الكل الفلسطيني إلى الوقوف بجانبهم وأخذ معاناتهم على محمل الجد والإسراع بحل
قضاياهم دون أي تأخير.
وفي المقابل، توسط أبو سمير خلة عددًا من الرجال الذين علت أصواتهم المكان،
احتجاجا على قطع كفالاتهم ومساعداتهم، رافعين شعارات ولافتات تطالب بالإفراج الفوري
عن أموالهم ودفع مستحقاتهم.
"كل يوم بننذل
أكثر، وفرولنا كفالاتنا وافرجوا عن أموالنا عشان نقدر نعيش"، بهذه الكلمات بدأ
الستيني خلة حديثه، موضحًا أنه يعيل 7 من الأبناء، وكان يتقاضى 1200 شيكلا كل ثلاثة
شهور، إلا أنها قُطعت منذ ما يقارب العامين.
النائب في المجلس التشريعي، عاطف عدوان، شارك الأسر المكلومة احتجاجها
التضامني، مطالبا بنك فلسطين بضرورة النظر لمعاناتهم وألا يكون مشاركا في تضييق الحصار
المفروض على أهالي القطاع.
وقال عدوان لـ إن البنك بهذه الممارسات، يخدم سياسات (إسرائيل) في تجويع
ومحاولة تركيع أبناء الشعب الفلسطيني وتحديدا أهالي القطاع، مطالبا إدارته بضرورة توضيح
حجتهم في منع الكفالات على العلن.
وأشار إلى أن استمرار منع أموال الأيتام والشهداء والأسر الفقيرة المستحقة،
يمكن أن يضع بنك فلسطين والقائمين عليه في صف الخائنين للشعب الفلسطيني والأمانة، وفق
قوله.
واختتمت الوقفة بمؤتمر تحدث خلاله ممثلون عن أهالي الأيتام والشهداء والفقراء،
طالبوا جميعهم بسرعة الإفراج عن أموالهم في أقرب وقت، مناشدين المسؤولين بالنظر لمعاناتهم
وتجنيبهم أتون الصراع السياسي.
المصدر: الرسالة نت