القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مندوب بعثة فلسطين في نيويورك لـ«السفير»: يجب إنهاء الاحتلال الأخير في العالم

مندوب بعثة فلسطين في نيويورك لـ«السفير»: يجب إنهاء الاحتلال الأخير في العالم

الإثنين، 23 أيلول، 2013

اعتادت البعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة، أن تكون قضيتها محور اهتمام في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد سنوياً في نيويورك، وأن تشغل حيزاً كبيراً من خطابات قادة الدول العربية وبعض الدول الغربية. لكن هذا العام، سيكون حضور القضية الفلسطينية ثانوياً في النقاش العام للدورة الـ68 الذي يبدأ غداً.

وفي حديث إلى «السفير»، يقول مندوب بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور «نحن دائماً نرغب في أن يكون الموضوع الرئيس والأهم على جدول أعمال الأمم المتحدة هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة، واستقلال دولة فلسطين، لكن كل المؤشرات تدلّ على أن الأحداث في سوريا ستكون على رأس جدول الأعمال وستأتي قبل الملف الفلسطيني». وفي حين قال منصور أن النقاشات ستتناول أيضاً «الأوضاع الأخرى في المنطقة وما يجري في أكثر من بلد عربي»، اشار الى ان ذلك لن يمنع الوفد الفلسطيني من طرح قضيته والسعي إلى الحصول على تأييد دولي، قائلاً أن القضية تتعلق بـ«آخر احتلال في العالم، هو احتلال إسرائيل، العضو في الأمم المتحدة، لأرض دولة أخرى معترف بها من الأمم المتحدة هي الدولة الفلسطينية»، لافتاً إلى أن «هذا يشكل وضعاً غير قانوني، وعلى المجتمع الدولي مسؤولية إنهاء هذا الاحتلال بهدف تمكين الدولة التي اعترف بها بأن تحظى باستقلالها».

وسيلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة أمام الجمعية العامة يوم الخميس المقبل، تتناول بحسب منصور «أوضاع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ومعاناته، والتطورات السياسية في ما يتعلق بالمفاوضات وتلك المتعلقة بالوضع الفلسطيني الداخلي، وملف المصالحة والجهود المبذولة من أجل تطبيق اتفاقية القاهرة والدوحة بيننا وبين الإخوة في حماس».

ويقول منصور أن الكلمة «ستتطرق أيضاً إلى الوضع الفلسطيني الجديد في المحافل الدولية بعد القرار التاريخي في 29 تشرين الثاني من العام 2012 (الذي منح فلسطين صفة دولة مراقبة غير عضو لدى الأمم المتحدة) والآفاق التي تفتحها أمام الشعب الفلسطيني وقيادته في الدفاع عن نفسه ضد الاحتلال الإسرائيلي بطرق فعالة، سواء كانت سياسية أو ديبلوماسية أو قانونية».

وتجدر الإشارة إلى أن إحدى الوسائل القانونية، التي أصبحت متاحة بعد الاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في الأمم المتحدة، هي اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان، بما فيها المستوطنات غير الشرعية في الأراضي المحتلة.

ولكن يتعيّن على الدولة الفلسطينية قبل ذلك الانضمام إلى هذه المحكمة، والتصديق على الاتفاقية، وهذا ما لم تفعله القيادة الفلسطينية حتى الآن نتيجة الضغوط الدولية التي تعرضت لها.

واحتمال انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية غير وارد، طالما أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية قائمة.

لكن بحسب منصور، «لم يحدث أي اختراق حتى الآن»، مشيراً إلى أنه «من جانبنا قلنا اننا سنعطي المفاوضات فرصة». واضاف «نريد أن يكون لكل الدول التي لها تأثير، دور في المفاوضات، لأن قضيتنا دولية لكن الإسرائيليين لا يريدون أحداً»، موضحاً «قالوا لا نريد الأمم المتحدة، نريد الرباعية، ثم قالوا لا نريد الرباعية نريد فقط الولايات المتحدة. والآن من المفترض أن يكون الأميركيون موجودين في كل جلسات المفاوضات، لكن الإسرائيليين لا يريدونهم. كل هذا يدل أن لا نيات جدية لدى الطرف الثاني لخلق المناخ الذي يمكن أن يفتح آفاقاً لشيء إيجابي».

ويعتبر منصور أن المصالحة الفلسطينية تأثرت بالأوضاع في المنطقة العربية، ذلك أن «المصريين هم المعنيون بالمصالحة الفلسطينية. والقيادة الأيديولوجية التي كانت موجودة في مصر هي شريكة للقيادة السياسية في غزة نظراً إلى انتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين»، لافتاً إلى أن «الاجتماعات بيننا وبين إخواننا في حماس ليست كما كانت من قبل».

ويضيف «نحن من جانبنا نريد تنفيذ الاتفاق الذي تم توقيعه في القاهرة وفي الدوحة، والذي يشكل بموجبه الرئيس أبو مازن حكومة لفترة من الزمن تكون مهمتها الرئيسية إنهاء الانقسام وإعادة وحدة الوطن والتحضير لانتخابات شاملة بما فيها الرئاسية».

ويتابع منصور «نتمنى أن نعود إلى الأجواء التي تدفعنا إلى تطبيق هذه الاتفاقيات، لأنه ليس منطقياً وطبيعياً أن يكون الوطن منقسماً إلى قسمين، وأن يكون النظام السياسي منقسم إلى نظامين. هذا وضع شاذ ويجب أن نجد طريقة أخوية وسلمية لوضع حد له وذلك عبر تنفيذ الاتفاقيات».

وعلى الرغم من أن المسألة الفلسطينية لن تكون المحور في اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك الأسبوع المقبل، إلا أنها ستكون حاضرة في لقاءات ثنائية وجانبية.

ويقول منصور أن الرئيس الفلسطيني سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الثلاثاء المقبل، وسيجتمع أيضاً مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومع قادة بريطانيين وفرنسيين.

ويضيف أن بيانات اجتماعات عدة ستتضمن فقرات عن فلسطين أو تعتمد بيانات حول فلسطين، منها الاجتماع الوزاري لـ«دول عدم الانحياز» والاجتماع الوزاري لـ«منظمة التعاون الإسلامي»، واجتماع مجموعة الدول الـ77 والصين، وكذلك اللجنة الرباعية. كما ستتم مناقشة المسألة الفلسطينية في اجتماع وزراء الخارجية العرب.

المصدر: السفير