مواطنو الضفة: مسرحية انتخابات فتح عكست شعبية الحركة
المتهاوية

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام
يرى كثير من المواطنين في الضفة الغربية أن انتخابات
الهيئات المحلية كانت بمثابة مسرحية تمهيدا لفرض انتخابات تشريعية قريبا وبعدها رئاسية،
وذلك بمعزل عن قطاع غزة ما يعني تعزيز الانقسام وفرض أمر واقع أصعب من عملية انقلاب
عسكرية على إرادة شعب.
إجبار المواطنين
يقول المواطن أحمد علي من الخليل لـ"المركز
الفلسطيني للإعلام": "اتصلت قيادات في حركة فتح بي أكثر من مرة أثناء الاقتراع
لأدلي بصوتي لقائمتهم وكان هناك تلميح لي بأن عقوبات مستقبلية ستقع على الأسماء الموجودة
في القوائم ولم تنتخب، كما أن سياسة الترغيب كانت حاضرة إذ أحضروني من منزلي وانتخبت
وعدت أدراجي بسياراتهم".
من جانبه يقول الطالب الجامعي محمد اليطاوي لـ"المركز
الفلسطيني للإعلام" : "استخدام أسلوب الحشد العائلي كان واضحا لدى فتح؛ حيث
إنهم كانوا يضغطون على المواطنين من مدخل أن مرشح العائلة الفلانية سيفوز وسيحرم عائلاتكم
إنجازات أنتم أحق بها، ما أثار العديد من الفتن والأحقاد بين المواطنين أدت في حالات
إلى إحداث مشاكل وضرب واعتداء".
وتسجل مؤسسات حقوقية ورقابية على سير العملية الانتخابية
تجاوزات خطيرة جلها من حركة فتح وأجهزتها الأمنية والتي تمثلت في التواجد بكثرة وبصورة
مربكة للناخب على مداخل مراكز الاقتراع، كما كان التهديد لمن يحصل على منح دراسية ورواتب
شؤون اجتماعية بأن عدم انتخاب قوائمهم سيحرمهم من تلك المساعدات، وهذا الأسلوب تكرر
في انتخابات الجامعات وبشهادة العديد من الطلبة الذين أجبروا على الإدلاء بالأصوات،
وفي أسلوب جديد أقدمت فتح على الاتصال بالمنازل وإحداث إحراج للمواطنين الذين ما زالوا
يخافون من الحالة الأمنية بالضفة الغربية، مستخدمين بطاقات شحن الهواتف الخلوية وكوبونات
الوقود.
ويقول المواطن أبو رائد بيرواي من رام الله لـ"المركز
الفلسطيني للإعلام": "نجلي طالب في جامعة بيرزيت وذهبت لمركز الاقتراع كي
يعلم أفراد الأجهزة الأمنية أنني ونجلي لسنا من حركة حماس حتى أحميه من قبضة الأجهزة
الأمنية والاعتقالات السياسية في صفوف طلبة الجامعة، ونجلي دخل إلى قاعة الانتخاب وقال
لي بأنه كتب عبارة (برشلونة)".
التهاني سلفا
ولوحظ على أبواب مراكز الاقتراع حالة الضجة وإطلاق
أبواق المركبات وتواجد جيبات الأمن الوقائي والمخابرات وعناصرهم بشكل كبير والرايات
التابعة لحركة فتح وكأن الانتخابات حسمت من باب الضغط على الناخبين وأن النتيجة معروفة
سلفا ولا داعي لأي شخص أن ينتخب غير فتح.
وتبادل أفراد فتح التهاني قبل إغلاق الصناديق بساعات،
وانتشرت مركباتهم في مسيرات محمولة في عدة محافظات لإرباك القوائم الأخرى ووضعهم في
إحباط مستمر، وسط دعم تلفزيون فلسطين الرسمي لحملاتهم والتوجيه الإعلامي السلبي والتضييق
الأمني على الصحفيين وأفراد القوائم الأخرى، وما نتج عن تلك الممارسات من مواجهات عنيفة
في مخيم جنين وعرابة والمدية وقرى أخرى في الضفة الغربية دليل تلك الانتهاكات الواضحة.
وتثار في الشارع بالضفة الغربية تساؤلات كبيرة حول
مدى شعبية حركة فتح بالرغم من تلك الهالة والحشودات والترهيب والترغيب، وكل ذلك دون
مشاركة حركة حماس في تلك الانتخابات، حيث إن النتائج تعني بأن المواطن أقحم فيها وشارك
خوفا من قبضة فتح الأمنية، غير أن الأوراق اللاغية والتصويت للقوائم الأخرى يدلل على
أن شعبية فتح تراجعت وبشكل كبير رغم ما مرت به عملية الانتخابات من تجاوزات جوهرية
ومؤثرة بشكل كبير.
ومن الأمثلة على ذلك مدينة الخليل التي تعد معقل
حركة حماس، حيث وضعت فتح كل ثقلها من أجل الفوز الكاسح فيها غير أن التنافس بينها وبين
اليسار والمستقلين وضعها في حجمها الطبيعي المعتاد في مدينة حماس التي أثبتت في الانتخابات
البرلمانية فشل فتح وانعدام التأييد لها في أكبر المدن الفلسطينية، كما هو الحال في
المدينة الكبرى نابلس التي أعطت لفتح حجمها وهزمتها للمرة الثالثة بعد البلدية والتشريعي.