مُحلل إسرائيليّ:
عباس هو الذي يمنع الانتفاضة بالضفّة مع أنّه فاقد الأمل ولا يؤثّر
الناصرة – زهير
أندراوس: رأى مُحلل شؤون الشرق الأوسط آفي أيسخاروف، أنّ رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود
عباس، هو رئيس بدون نفوذ وأنّه ألقى خطابًا بدون تأثير، تتابع قائلاً إنّ خطاب الرئيس
الفلسطيني كان خاليًا من أي مضمون، سوى كذبة كبيرة واحدة، على حدّ تعبيره. وزاد قائلاً
إنّ خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي تم بثه على التلفزيون الفلسطيني مساء
الأربعاء، لم يكن خطابًا يقدمه قائدًا، بل رجل يتم قيادته.
وزعم أنّ الكلمات
كانت كلمات رجل فقد الأمل ويدرك أنّ تأثيره على ما يحدث هذه الأيام محدود، سياسي يدرك
أنه يفقد دعم الشعب وربمّا يصل نهاية حياته السياسية. قد يكون الخطاب ومضمونه بمثابة
انتهاء عصر في الأراضي الفلسطينية.
ولفت المُحلل إلى
أنّ الشعب الفلسطيني، أثناء مشاهدة الخطاب عبر التلفزيون، سمع كلمات لا روح فيها، بائسة
وبدون أي مضمون حقيقيّ، وكأنّ القائد شعر أنّه مجبر على مخاطبة شعبه ولكن لم يرد فعل
هذا. وتابع: غير الاتهامات الإضافية لإسرائيل وكذبة أخرى، كذبة ضخمة، لم يكن هناك أي
شيء جدير بالذكر لا للفلسطينيين ولا للإسرائيليين في خطاب عباس. وأوضح أيضًا أنّه فورًا
بعد إعلان مكتب عباس لوسائل الإعلام عند الظهر أنّه ينوي تقديم خطاب هام الساعة الثامنة
مساء، بدأت التكهنات حول مضمون الخطاب. وادعى المقربون من عباس أنهم لا يعلمون ما مضمون
الخطاب وزعم البعض أنّه سوف يدعو لوقف العنف وسفك الدماء بمحاولة لتهدئة الأوضاع.
وآخرون قالوا إنّ
عباس سوف يعلن عن تقاعده، خطوة على الأرجح ستعزز العنف. في نهاية الأمر، كما فعل في
الجمعية العامة للأمم المتحدة، أضاف إيسخاروف، في موقع (تايمز أوف أزرائيل)، اختار
عباس الاستمرار بالتحريض ضد إسرائيل، ومن ضمن هذا الكذب ببساطة. وفقًا لعباس، إسرائيل
تعدم أطفال فلسطينيين مثل أحمد مناصرة (13 عامًا). ولكنه يعلم أنّ مناصرة، الذي عرض
عباس صورته، يمكث في مستشفى (هداسا) عين كارم ويتلقى العلاج هناك، وحالته حتى لا تعتبر
خطرًا على حياته بعد أنْ أصيب أثناء تنفيذه هجوم طعن في بسغات زئيف الاثنين.
وأشار إلى أنّه
بالرغم من اليأس الواضح في ملاحظات عباس، لم يقم بالتحريض المباشر مثل ما كان سابقه
ياسر عرفات يفعل. رئيس السلطة الفلسطينية لم يصدر تصريحات مثل "مليون شهيد يتجهون نحو
القدس?. علاوة على ذل، أي المُحلل الإسرائيليّ، أنّ الخطاب بغالبيته كان مؤلفًا من
اتهامات موجهة ضد الطرف الإسرائيلي. ومن الجدير التشديد على هذا: أحد الأسباب الرئيسية
لبقاء جولة العنف الحالية في القدس وعدم انتشارها إلى الضفة الغربية هو عبّاس، موضحًا
أنّه لم تنتشر الفوضى في الضفة الغربية، هناك مظاهرات ضد إسرائيل بشكل يومي، ولكنها
تبقى صغيرة جدًا. حتى في يوم الثلاثاء، الذي أعلن كيوم غضب، تظاهر حوالي 2000 شخص فقط
في أنحاء الضفة الغربية، عدد ضئيل مقارنة بالانتفاضتين السابقتين.
السؤال، قال المُحلل،
هو حتى متى سيتمكن عباس من إبقاء الضفة الغربية تحت السيطرة، والأهم من ذلك، حتى سيبقى
معني بذلك. وأوضح أيضًا أنّ خطاب يوم الأربعاء أظهر أنّ الرئيس الفلسطيني ومن حوله
يدرسون الخطوات القادمة. ولفت إلى أنّ عددًا ليس قليلاً من المسؤولين الرفيعين في حركة
فتح يريدون تصعيد المواجهات مع إسرائيل، خاصة عن طريق تنظيم مظاهرات ضخمة، ولكن عباس
يعارض هذه الخطوة. ويطالبون أيضًا بإنهاء التنسيق الأمني مع إسرائيل، ولكن عباس يعارض
ذلك أيضًا. وحقًا، شدّدّ المُحلل، التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية هو
أحد أسباب بقاء المظاهرات صغيرة. الرصاصة الوحيدة التي تبقى لدى عباس، إذا جاز التعبير،
هي التقدم بالطلبات في مؤسسات دولية مثل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، كما قال
خلال خطابه الثلاثاء. ولكن هذا ليس إجراء جديد ولن يغير قواعد اللعبة.
على الأرجح أن
يستمر عباس بخطة صائب عريقات لـ”تدويل” النزاع على أمل أنْ يزيد المجتمع الدولي ضغطه
على إسرائيل. وتابع قائلاً إنّ هذا الطريق ينتهي بخسارة عباس للشارع الفلسطيني الذي
يريد الانتقام، ما يجبره على شق طريق ضيق: بينما جنوده قد يتصدون للهجمات الإرهابية
والعنف في الضفة الغربية، أنّه يدعم العنف المنتشر ويتجنب إدانة الإرهاب. كان من الممكن
لعباس أن يشق طريق مختلف للخروج من المأزق، ولكن لقائد ضعيف، هذا الحل الوحيد، مثل
رئيس وزراء إسرائيل، الذي لا يمكنه طرح حلول دائمة للأوضاع ويكتفي بالتعهد بإجراءات
صارمة أكثر ضد "الإرهاب”. وخلُص المُحلل إيسخاروف إلى القول: لكن من جهة أخرى، قد يكون
الخطاب محاولة أخيرة لاسترضاء الجمهور الفلسطيني، المفتون بمجموعة شبان من القدس الشرقية
الذين ينفذون هجمات طعن، على حدّ تعبيره.